TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كلام ابيض : عودة اللاجئين

كلام ابيض : عودة اللاجئين

نشر في: 12 ديسمبر, 2009: 06:10 م

جلال حسنيبدو ان الاجراءات التي اتخذتها الحكومة بشأن ترغيب اللاجئين بالعودة الى الوطن، لم تفلح في اقناع كثير منهم. بل لم تلقَ صدى واسعا في برمجة نوايا صادقة، وموضوعية، وعملية في تمتين الثقة، بين الحكومة واللاجئين،
 وتحديدا لمن يعتقد ان الوضع في البلد ما زال هشا ويحتاج كثيرا من العمل الجاد و المخلص، فضلا عن الحاجة الماسة الى الاستقرار في جوانب الحياة الاخرى، وما لا يشك فيه ان الجانب الامني يشكل معضلة كبيرة للجميع، وما تحدث من انفجارات دموية بين فترة واخرى، تشكل علامة استفهام كبيرة مقرونة بحزن والم وحسرات، وما يتمخض عنها من موت مجاني يطول الابرياء، ولا يفرق بين البشر والشجر والمطاعم والكنائس. الحكومة حاولت ان تقدم اغراءات لعودة اللاجئين منها، تحمل نفقات السفر عائدين من الدول سواء اكانت العودة عن طريق البر ام الجو، مع اغراضهم. وتوزيــع مساعدات نقدية تبلغ (150) الف دينار لكل عائلة و (50) الف دينار لكل فرد بالاضافة الى مساعدات عينية. و شمولهم بمنحة الحكومة و البالغة (مليون) دينار للعائلة العائدة ومبلغ (550) الف دينار بعد اكمال اجراءات تثبيت العودة النهائية للوطن.وتقديم المساعدة لابناء اللاجئ العائد لغرض اعادتهم الى المدارس او الجامعات. هذه الاغراءات (المكارم) تكاذ تكون مضحكة، وغير ذات جدوى لانها لا تفي بالغرض ولم تعد تسد شيئا قياسا للوضع الحالي مع الارتفاع الحاد في الاسعار وايجارات السكن التي وصلت الى الملايين شهريا، لذلك زعزعت همة الرجوع ونوايا العودة بل جعلت اكثرهم يفكر بالتريث والبقاء في المنافي في الوقت الحاضر ولحين تحسن الظروف بشكل افضل. وكما يعلم الجميع ان ظروف اللاجئين قاسية، ومعاناة الغربة تغرس اوجاعها في الجسد والروح ، خصوصا للذين تركوا بيوتهم وفقدوا وظائفهم وعلاقاتهم الانسانية، وهم يعيشون الان في احوال لا يحسدون عليها ،واضطر بعضهم الى تشغيل الاطفال لصعوبة توفير الحاجيات الاساسية. وان الكثير منهم يعتمد على المساعدات النقدية وهذه المساعدات تخضع لظروف اضطرارية من المنظمات المانحة واحيانا يتم تقليصها، فضلا عن ان الدول المضيفة لا تسمح للاجئ بالعمل وفق قوانينها، وهناك مضايقات كثيرة يواجهها اللاجئ تصل الى الطرد، ومنع أي نشاط يحاول ان يدمجهم بالبلدان المضيفة. مشكلة اللاجئين تتفاقم يوما بعد اخر، ولم تعالج بطريقة تضمن كرامة ومستقبل العائلات، وعدم وجود انجاز ملموس لهذا الملف الشائك حيال الاعداد الكبيرة خارج البلاد . كلنا يعرف ان السبيل الوحيد لحل هذه الازمة هو بعودتهم الى ديارهم، وهذا الامر ومن الطبيعي ان تتكفله الحكومة ولكن متى؟ وكيف ؟وقد تكدست ادراج وزارة المهجرين والمهاجرين بملفات يعلوها الغبار والنسيان!!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram