TOP

جريدة المدى > ملحق ذاكرة عراقية > عبد الرحمن النقيب واللقاء الأول بـ (المس بيل)

عبد الرحمن النقيب واللقاء الأول بـ (المس بيل)

نشر في: 13 ديسمبر, 2009: 03:58 م

د. عبد الله حميد العتابي ولدت غير ترود مرغريت لوثيان بيل المعروفة باسم ( المس بيل ) سنة 1868 في مقاطعة يوركشاير ببريطانيا وهي ابنة احد رجال الصناعة المعروفين في بريطانيا تلقت ثقافتها في جامعة اكسفورد وبعد ان نالت شهادة التفوق في التاريخ سنة 1887 استهوتها اللغة العربية فتعلمت شيئا من قواعدها فضلا عن مهارتها في اللغتين الفرنسية والالمانية
بدات بيل نشاطها في عام 1892 حينما رحلت الى طهران ومكثت فيها عدة سنوات وفي سنة 1899 تجولت على صهوة جوادها او على ظهور الابل في حواضر الاقاليم العربية وبواديها وقد شوهدت في حيفا بفلسطين عام 1900 وهي تتلقى دروسها العربية عل يد شيخين من شيوخ تلك المدينة ثم تجولت بعد ذلك في انحاء سوريا وفي سنة 1907 اصدرت كتابها"سوريا:البادية والمعمورة" تجولت في المدة 1909-1914 بين العراق وسوريا وتركيا وزارت المناطق الاثرية وقامت بجمع المعلومات عن العشائر العراقية وحامت حولها الشبهات فوضعتها السلطات العثمانية تحت الرقابة واصدرت امرا بالقبض عليها لكنها افلحت في الرحيل الى حائل في شمال نجد ومنه عادت الى العراق.اصبحت المس بيل في خريف 1915 موظفة في ادارة المخابرات البريطانية في مصرالمكتب العربي" بصفة مترجمة خبيرة وتوثقت علاقتها برجال المخابرات البريطانية ومنهم لورنس والدكتور ديفيد هوكارت وفي سنة 1916 جاءت الى العراق والتحقت بقوات الاحتلال البريطاني وعينت في المكتب العربي فرع البصرة في حزيران ومن تلك السنة توثقت علاقتها بالمقدم برسي كوكس رئيس الحكام السياسيين كما تعرفت على جون فيلبي وحينما احتل البريطانيون بغداد في 11 اذار 1917 انتقلت بيل اليها وسكنت بيتا في محلة السنك وسرعان ما اشتهرت في بغداد بلقب "الخاتون" وللمس بيل في بغداد حياة عريضة على الصعيدين السياسي والاجتماعي شاءت ان تسجلها بنزاهة احيانا وبلا نزاهة في اغلب الاحيان في الرسائل التي كانت تبعث لابيها السير هيو بيل وزوجة ابيها فلورنس بيل وقد توفيت الخاتون صباح يوم الأحد 12 تموز سنة 1926 في بغداد عن ثمان وخمسين سنة وشيعت الى المقبرة المعروفة في ساحة الطيران في الباب الشرقي حيث دفنت هناك. نشرت المس بيل التي سجلت شؤونها الخاصة وعلاقاتها الاجتماعية ونشاطها السياسي ودورها في خدمة بلدها بريطانيا من جانب زوجة ابيها عام 1927 في مجلدين بعنوان رسائل المس بيل سنة 1914-1926 ثم نشرت ايضا مختارات من هذه الرسائل سنة 1952 بعنوان رسائل مختارة للمس بيل وقامت بعدئذ اليزابيث بوركوين بطبع رسائل بيل الشخصية فظهرت في لندن عام 1961 في مجلدين بعنوان غيروترود بيل:من رسائلها الشخصية ومنها استمد المرحوم جعفر الخياط الترجمة العربية لكتاب المس غير ترود بيل:فصول من كتاب تاريخ العراق القريب" والذي اعتمدنا عليه. المس بيل واللقاء الاول بـ (عبد الرحمن النقيب) جاءت المس بيل للعراق في عام 1909 للمرة الاولى كسائحة والتقت وقتذاك بعبد الرحمن النقيب نقيب اشراف بغداد اول مرة وفي 6 شباط 1919 زارت الخاتون النقيب لوداعه بمناسبة سفرها الى انكلترا وفي هذه الزيارة تصف المس بيل النقيب بالقول:النقيب رجل متقدم في السن احنت ظهره السنون وقد اقعده مرض الروماتيزم بعض الشيء ويتالف لباسه من جبة طويلة تصل بطولها الى قدميه ذات ردنين طويلتين تصنع من الكتاب الابيض محزومة في الوسط بطيات نطاق ابيض عريض وهو يعتم بعمامة بيضاء ملفوفة حول طربوش احمر"اما وصفها لبيته:"كان النقيب منذ وقت الاحتلال يسكن في داره المقابلة لتكية عبد القادر التي يرأسها هو حيث ان الدار التي كان يشغلها في العادة على النهر بالقرب من"المقيمية" كانت قد اخذت منه لسكن الضباط بموافقته.وبيته مرتب ترتيبا بسيطا باعتناء وتقع الغرفة التي يستقبل فيها زوراه في الطابق الاول ولها شبابيك تطل عل حديقة صغيرة زرعت فيها اشجار البرتقال وقد صفت حول جدران الغرفة ارائك صلبة مستقيمة مغطاة بالخام الابيض. كيف كان النقيب ينظر الى الانكليز؟ كان النقيب معجبا بالانكليز لانه يعتقد انهم معروفون في العالم اجمع بالعدل والانصاف ويبدو انه كان يكن بغضا شديدا للفرنسيين لان المسلمين في الجزائر قد كابدوا الارهاق تحت حكمهم فيها وكان يؤمن "بان البريطانيين اذا وضعوا قدمهم في مكان لا يرفعونهاعنه وهم اذا تمسكوا بشيء احتفظوا به الى الابد.ويبرر النقيب احتلال بريطانيا للعراق بالقول"ان الانكليز فتحوا هذه البلاد وبذلوا ثروتهم من اجلها كما اراقوا دماءهم في تربتها حيث ان دماء الانكليز والاستراليين والكنديين ومسلمي الهند وعبدة الاصنام قد خضبت تراب العراق ولذلك فلا بد لهم من التمتع بما فازوا به ويضيف قائلا:انني اعترف بانتصاركم وانتم الحكام وانا المحكوم وحينما اسأل عن رايي في استمرار الحكم البريطاني اجيب بانني من رعايا المنتصر"ثم يسوغ النقيب تبدل ولائه من الاتراك الى الانكليز بالقول:انني لا اتردد في القول انني كنت احب الحكومة التركية عندما كانت بالوضع الذي عرفتها فيه واذا كان بوسعي ان اعود للخضوع الى حكم سلاطين الاتراك كما كانوا في الزمان الغابر فانني لا اختار غيرهم لكنني اعاف واكره الحكومة التركية الحالية والعنها"كان النقيب يشير الى الاتحاديين" وقد مات الات

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

د. عبدالخالق حسين لو لم يتم اغتيال ثورة 14 تموز في الانقلاب الدموي يوم 8 شباط 1963، ولو سمح لها بمواصلة مسيرتها في تنفيذ برنامجها الإصلاحي في التنمية البشرية والاقتصادية، والسياسية والثقافية والعدالة الاجتماعية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram