TOP

جريدة المدى > ملحق ذاكرة عراقية > يونس بحري: هاي هتلر

يونس بحري: هاي هتلر

نشر في: 13 ديسمبر, 2009: 04:00 م

وحيد الشاهدي من قتل الملك غازي؟!. سؤال طالما طرح مرات عديدة وكانت الاجابات عنه غامضة مبهمة تثير الشكوك.. دون ورود جواب واحد يضع النقاط على الحروف بشكل صريح وواضح.. وبقي السرد فنيا!! وبقي مقتل الملك غازي مادة غنية بالتأويلات.
ولعل ما سأذكره هنا هو من باب الحقائق التي ذهبت تفاصيلها مع حاملها المرحوم (يونس بحري) المذيع العراقي الذي كنا نسمعه إبان الحرب العالمية الثانية من الاذاعة العربية في برلين وهو يردد هذه العبارة (هنا برلين.. حي العرب)!. ولكن نتساءل: كيف حدث هذا؟!.. وكيف امسى (يونس بحري) مذيعا في اذاعة قصر الزهور.. ثم في اذاعة الحكومة العراقية في بغداد.. يوم (4/نيسان/1939) ثم اصبح مذيعا في الاذاعة العربية في برلين يوم (7/نيسان/1939) اي بفارق ثلاثة ايام فقط؟! لندع (يونس بحري) يحدثنا عن ذلك من بيروت يوم مر بها، في اواسط شهر آب من عام 1954 وهو في طريقه الى مكة المكرمة لاداء فريضة الحج قادما من باريس حيث كان يصدر فيها جريدة (العرب) باللغتين العربية والفرنسية. يقول (يونس بحري) للصحفي اللبناني حسن خليفة مراسل مجلة (الفن) المصرية في لبنان ونشر نص الحديث في العدد (209) من المجلة الصادر في (6/ايلول/1954) جوابا على سؤال عن كيفية تأسيس الاذاعة العربية في برلين: (لقد بلغت حرب الاثير اشدها بين المحور والحلفاء في سنة 1938.. وركزت بريطانيا دعايتها على القطاع العربي من الشرق الاوسط في وقت كانت الدعاية الالمانية فيه لم تصل درجة الشمول على هذا القطاع العربي.. فقال (غوبلز) موجه الدعاية الالمانية، بأن مواقع العرب الاستراتيجية ستلعب الدور الحاكم في حالة وقوع حرب، ومن اجل ذلك راح –غوبلز- يدرس مشروع ايجاد صلة تقوي العلاقات بين المانيا والعرب، وكان بديهيا ان يفكر –غوبلز- في انشاء اذاعة عربية خاصة وان اذاعات لندن وباريس باللغة العربية وجدت اقبالا لابأس به لدى السامع العربي.. ويضيف (يونس بحري) (..وكنت في هاتيك الايام اذيع في محطة الاذاعة للحكومة العراقية واذيع من محطة اذاعة قصر الزهور الملكية التي اسسها المغفور له الملك غازي.. ولم يكن يخالف على الانكليز والفرنسيين شدة هجمات الملك العربي عليهم في اذاعته الخاصة وميله الشديد لالمانيا!. ياترى.. ما السر الذي جعل الملك غازي يأخذ هذا المنحى ليؤلب عليه الانكليز واذنا بهم وهو في قمة السلطة العراقية آنذاك؟!. وما اسباب ذلك؟!. يقول (يونس بحري) (ان المانيا تظاهرات مرارا عديدة بمناصرتها لقضايا العرب وعلى رأسها قضية فلسطين العربية). اذن هذا هو السر الذي جعل من غازي شخصية وطنية في نظر معظم المؤرخين الذين كتبوا عن الفترة التي كان فيها هذا الشاب الطموح ملكا على العراق.. وعن كيفية اختيار الالمان ليونس بحري بالذات لتأسيس الاذاعة العربية في برلين يقول (كان، الدكتور غوريا، وزير المانيا المفوض لدى بلاط العراق وبلاط آل سعود، من اكثر الدبلوماسيين الغربيين اختلاطا بالمحافل العربية ومعرفة لخفايا السياسة العربية وصلته بي ترجع الى عام 1930 وقد زارني الدكتور غروبا في محطة الاذاعة العراقية وقال لي: ان الاتفاق بين (سيدنا) ويعني الملك غازي- وبينه – اي غروبا – قد تم على ايفادي اي ايفاد يونس بحري الى برلين لتأسيس اذاعة عربية، وكان ذلك في اليوم العاشر من شهر مارس سنة 1939، ولكني طلبت – من غروبا- مهلة لانهاء اعمالي ببغداد.. ويقول (يونس بحري): (وفي ليلة الرابع من شهر نيسان 1939، خاطبت الدكتور غروبا تلفونيا وطلبت منه طائرة (في الحال) لنقلي بدون امهال الى برلين.. ومن المعروف ان هذه الليلة.. (ليلة الرابع من نيسان / 1939) كانت فجيعة الشعب العراقي بمصرع ملكهم الشاب غازي الاول.. الا ان (يونس بحري) لم يتطرق الى ذلك ولم يذكر اي شيء عن الحادث المفجع الذي قالت عنه (اللطمية) الشعبية العراقية (الله واكبر ياعرب غازي انفكد من داره، وارتجت اركان السما من صدمته السيارة).. وقيل في حينها ان الشاعر (ملا عبود الكرخي) كان وراء هذه (اللطمية).. ونعود الى (يونس بحري) ونتساءل فقط: هل كان في طلبه الملّح للطائرة لنقله حالا الى برلين قبل لحظات من مقتل الملك غازي ام بعده؟! اذ يبدو ان خطرا ما كان يهدد (يونس بحري) فاراد ان ينجو بنفسه!!. ان (يونس بحري)، بدلا من ان يذكر ذلك يقول: (وفي السابع من نيسان / 1939، اي بعد ثلاثة ايام من مغادرتي العراق سمع العرب في مختلف اقطارهم: هنا برلين.. حي العرب.. ونعود مرة اخرى ونتساءل: هل كان يونس بحري يعرف من قتل الملك غازي أو لايعرف؟! وهل الحقيقة ذهبت الى القبر معه أو ان هناك من افصح له بشيء عما سيحدث للملك الشاب ففر بجلده؟!.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

د. عبدالخالق حسين لو لم يتم اغتيال ثورة 14 تموز في الانقلاب الدموي يوم 8 شباط 1963، ولو سمح لها بمواصلة مسيرتها في تنفيذ برنامجها الإصلاحي في التنمية البشرية والاقتصادية، والسياسية والثقافية والعدالة الاجتماعية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram