يوسف فعلليس كل ما يلمع ذهبا.. هذا ما اكدته وقائع ملتقى الكفاءات الرياضية المغتربة بعد ان توضحت بعض الأفكار والرؤى التي طرحت في المناقشات الجانبية في الملتقى او التي تمت مناقشتها في الجلسات الحوارية التي اقتصرت على جلسة صباحية وأخرى مسائية لاسيما ان بعض الطروحات لم تأت بجديد للرياضة العراقية
او انه طوق النجاة لعبور شواطىء الأمان بعد ان غابت الجدية في عملية تناول المواضيع لابتعادها عن الواقع وقربها الى الخيال لان النظريات القابلة للتطبيق هي التي تنبت في الارض الصالحة لها وتراعي اجواءها المناخية ويسهر عليها الفلاح وعندها فان الثمار تكون طازجة. ولم يتوقع المتابعون ان يحدد المجتمعون تأخر الرياضة المحلية على نقطة يعرفها القاصي والداني تتمثل بافتقار رياضتنا الى البنى التحتية من الملاعب والقاعات في بغداد والمحافظات وهي نقطة لا تحتاج الى خبير لتحديدها او كشف الستار عنها وكأن الموجودين والعاملين في الرياضة المحلية لا يرون شيئا وأنهم أصيبوا بعمى الألوان. فيما كانت بعض الطروحات قد أصابت الهدف وكانت نقطة مضيئة في الملتقى لانها زاوجت بين الأسس الصحيحة لبناء الرياضة في الدول المتطورة وربطها بالواقع الرياضي بعيدا عن التزلف في الطرح او المبالغة في تحديد المعايير الصحيحة لبناء رياضة متطورة. وقد يكون تغير بوصلة وزارة الشباب والرياضة بتحويل المؤتمر الى الملتقى لاسباب فنية غيرت الكثير من الامور التي يجب ان تعالج في الرياضة العراقية وتمنحها القوة لدفع عجلتها الى الامام لاسيما ان فكرة الملتقى هدفت الى جمع اكبر عدد ممكن من الرياضيين في المهجر بغض النظر عن الكفاءة او الخبرة. والغريب ان بعض من شاركوا في الملتقى امتعضوا من عدم منحهم الوقت الكافي لتقديم طروحاتهم وافكارهم الهادفة الى انتشال الواقع الرياضي من حالته المزرية، وهذا دليل على انهم لم يحملوا شيئا في جعبتهم وطالب البعض بان تقوم اللجنة التنظيمية بطلب رسمي كي يقوم بطرح ماعنده من افكار بدلا من تبرعه بتقديمها لرغبة ذاتية وواجب مهني. وكنا نتأمل ان يتحدث بعض الرياضيين الذين شاركوا في الملتقى بلغة اكثر تواضعا مع رياضيي الداخل ولا يوسعوا الفجوة بينهما ولا يرسلوا لهم إشارات ضمنية وكلمات مشفرة توحي بأنهم يعيشون في العصور البدائية وان السباق بينهم يجري مثل سباق السلحفاة والأرنب، وهذا ماجعل اغلب رياضيي الداخل يعزوفون عن المجيء للالتقاء باصدقاء الأمس والتمتع بذكريات ايام زمان ويمكن ان تكون برودة الجو في اوروبا قد اثرت على برودة العلاقات الاجتماعية وكان من الأفضل ان يتم تلاقح الأفكار بطريقة أكثر حضارية وان يتم التحدث بروح رياضية هادئة بدلا من لغة التعالي بين الطرفين لانها كانت سببا في صب الزيت على غياب نجوم الداخل عن ايام الملتقى الذي كان اجمل ما فيه التقاء نجوم المهجر فيما بينهما وبين زملائهم واسترجاع ذكرياتهم الجميلة مع اصدقاء الامس على أمل عودة عدد منهم الى احضان الوطن.
برودة الملتقى وحرارة العلاقات
نشر في: 13 ديسمبر, 2009: 04:36 م