عبد الزهرة المنشداوي المعلومات والمعطيات مؤشراتها تدل على ان من يريدون اتخاذ المواطن العراقي وسيلة لمآربه الخبيثة ،يتحينون الفرص لجعل شوارع بغداد، وغيرها من المدن ميادين لاعمال ارهابية دموية. ويستخدمون كل الوسائل المتاحة لهم من الرصاصة الى الكلمة .
هذا الامر يستدعي تظافر جهود على قدر كبير من الاحساس بالمواطنة ومن ثم العمل على تفادي الخطر المحدق بكل العراقيين دونما تمييز بين هذا وذاك ، من خلال التعاون والحرص على ارواح الابرياء التي اتخذها القتلة طريقا وممارسة من اجل اثبات وجودهم ومن ثم الاجهاز على التجربة الحديثة العهد بالحرية والديمقراطية والتطلع الى حياة الافضل. الجسد العراقي اثخن بالجراح وعلى طوال ست سنوات لكنه اثبت اخر الامر بأنه اقوىمما يظن البعض. ولن يرضخ لما يريد الاخرون المتطلعون الى الجاه والسلطة وتبني اجندات الدول الاقليمية التي تريد ان يبقى العراق البقرة التي تدر اللبن بالمجان كما كان من قبل. الاحداث التي مرت بالدولة العراقية الوليدة لو مرت على غيرها من دول قريبة لايسرها استقرار العراق السياسي لعصفت بها واقتلعتها من جذورها ولكن العراق بأبنائه على غير ما يحسبه الاخرون. بالاضافة الى الحراب المسمومة الموجهة الينا من الذين اشرنا إليهم يواجه المواطن هذا الوقت هجمة اعلامية شرسة انبرت لها فضائيات موجهة للمواطن في بيته، ممولة بأموال النفط المتدفق من الصحارى العطشى للماء لكي تنفخ في رماد الفتنة والطائفية، وتستقطب اصحاب النوايا السيئة لكي يتحدثوا لها عبر الاقمار الصناعية عن رحى حرب مدمرة تقوم ما بين العراقيين .الملفت للنظر ان هذه البرامج الموجهة على قدر كبير من السذاجة والبلاهة والبعض من ضيوفها ومعديها يذرف دموع التماسيح. هذا التوجه الاعلامي الخطير الذي تنتهجه فضائيات بعينها ومنها على الاخص (الخليجية) و(الصفا) لابد وان يستدعي المهتمين في العراق الانتباه الى الخطاب الاعلامي الذي تنتهجه، والذي يمكن ان يؤثر بقدر ما على عقليات بسيطة لمواطنين يصدقون ما تتناقله من اكاذيب ودعوات للاقتتال الطائفي وتختلق من الاحداث مالم يخطر على بال. لقد سنحت لى الفرصة لمتابعة لقاء من هذا القبيل مع داعية اسلامي مصري كما عرفه مقدم البرنامج واسفت اشد الاسف في ان نجد الدين الاسلامي الحنيف وهو يستغل بهكذا طريقة نفعية، وعلى غير ما يرتضيه الدين نفسه والذي يشدد على بث روح الاخوة والانسانية والمجادلة بالتي هي أحسن، بدل التراشق باللعنات والدعوة لان يتقاتل الناس فيما بينهم كما ترى وسائل اعلام ليس لها من الاعلام وثقافته الا الاسم، اتخذت منه سلاحا اخر مضافا إلى أسلحة التفجيرات التي ابتدعتها لقتل الاخرين الذين لايرون ما ترى من عبوات متفجرة واحزمة ناسفة. تحصين المواطن بالثقافة واتخاذه عونا ونصيرا وسلاحا مضافا من اجل هزيمة الخارجين عن القانون من اولئك الذين تغذيهم بعض الدول الإقليمية، لا يتم عبر جهاز امني ما لم يتم الاستعانة بالمواطن الذي يعد إعدادا واعيا من خلال بث روح المواطنة والاخوة والتسامح مابين مكوناته. من هنا يمكن ان يدرأ خطر الرصاص والكلمات التي تريد ان تجعل منه الوسيلة السهلة لمراميها غير المعلنة.
الجسد العراقي
نشر في: 13 ديسمبر, 2009: 04:45 م