وديع غزوان يتميز عصرنا الحالي بثورة التكنولوجيا والمعلومات حتى سمي بحق عصر العلوم والاختراعات.. وقد عمل إقليم كردستان وانطلاقاً من الإيمان بضرورة مواكبة التطور ات العلمية في العالم , وعلى وفق خطة اشتركت فيها اغلب ان لم نقل كل المؤسسات الحكومية وخاصة الجامعات على ولوج عوالم الحواسيب والانترنيت
وتشجيع تنظيم وعقد الندوات التخصصية لمناقشة أمثل الطرق لإدخال هذه العلوم في مفاصل الحياة المختلفة. وإذا كان من الطبيعي ان تكون الجامعات والمؤسسات المرتبطة بالتعليم العالي سباقة في مجال الاستفادة من منظومة المعلومات واستخدام التعليم الالكتروني بشكل واسع سواء في التسجيل والقبول والمحاضرات وأداء الامتحانات وغيرها ,فان العديد من المؤسسات الحكومية او غيرها مازالت قاصرة في هذا الجانب خاصة ان مثل هذا الامر يتطلب (تهيئة كوادر كفوءة لبناء أنظمة معرفية تساعد في رفع مستوى الأداء العلمي والأكاديمي والإداري لدى مؤسسات الدولة والمجتمع كافة..). وقبل أيام سلط عدد من المتخصصين خلال ندوة نظمتها جامعة جيهان الضوء على الجوانب التي ينبغي توفرها للاستفادة من هذه العلوم بشكل صحيح وعلمي يغطي كل نواحي الحياة ,وقال رئيس الجامعة الدكتور امجد صابر الدلوي (يجب على الإنسان ان يعيش عصره وان يدخل هذا المحك ليس كمستهلك او متلق او مقنن فحسب، بل كمنتج ومبدع ومفكر، اذ ليس من المهم ان يتعلم الحاسوب لكن المهم كيف يوظف هذا التعلم والثقافة الحاسوبية في إنتاج يسهم بشكل مؤثر في خدمة المجتمع). وبشكل عام فقد أعرب المحاضرون وشاركهم الرأي المحاورون من خلال مداخلاتهم عن ان المشكلة الأساسية التي تعيق تطبيق الأنظمة الالكترونية في إقليم كردستان وغيره من أجزاء العراق الأخرى تتمثل بنقص الإمكانات المادية والبشرية الأساسية تساعد في خلق بنية تحتية لتأسيس مثل هذه الأنظمة، ويمكن ان نضيف: ان طرائق تدريس هذه العلوم في الجامعات باعتقادنا قاصرة وتحتاج الى إعادة نظر ودراسة معمقة تقف على ما يتزود الطالب فيها من معلومات تعينه على تطبيقها في حياته العملية، اذ ان الكثير منهم قبل التخرج او بعده يلجأ الى مراكز تعليم الحاسوب الأهلية لتلقي تدريبات خاصة في مجال صناعة البرامجيات وهي مسؤولية كان من المفترض ان تقوم بها الكليات التي يغلب في معظمها التعليم النظري وقلة التطبيقات العملية لدروس لا يمكن ان ينفصل الجانبان النظري عن العملي فيها. ان عقد مثل هذه الندوات والمؤتمرات مهم ومن شأنها الإسهام في تطبيق أوسع لأنظمة المعلومات والبرامجيات في المجتمع، غير ان الأهم ان تلقى الآراء والمقترحات والمعالجات التي يطرحها الباحثون الاهتمام اللازم بما يحولها الى تطبيق على ارض الواقع.