TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كلام ابيض: ركام الفضائيات

كلام ابيض: ركام الفضائيات

نشر في: 13 ديسمبر, 2009: 06:09 م

علي القيسيتنشط الفضائيات ووسائل الاعلام الاخرى بالتعليق على الاحداث اليومية الجارية في البلاد، كنمط من خطاب اعلامي ممتاز يسعى لاستقطاب المتلقي، وهي خلال ذلك تستقدم " معلقين" و"محللين" للحدث، وكل يدلي بدلوه بحسب ما تحب الوسيلة وما تهوى،لا بحسب الحقيقة،
ووفق الاهداف التي استحدثت من اجلها تلك الوسيلة الاعلامية (وبعزقت) عليها ملايين الدولارات. والاحداث عندنا متتابعة، متسارعة، ومتشظية – والحمدلله – حتى بات العراق منجما للاخبار، والمغذي الرئيس لمطابخ صناعة الخبر في العالم .. وطالما أوجع هؤلاء "المعلقون " رؤوسنا بهذيان محموم من الاوهام والاكاذيب والمراهنات الخاطئة التي تزيد من همومنا وآلامنا، والتي لا يمكن وصفها الا كجزء من احاديث السـّوقة والرعاع، لهشاشتها وانغماسها بالعدوانية تجاه كل ما هو عقلاني وموضوعي ومقبول. تروج هذه الفضائيات من خلال هذا النمط من البرامج الى خطاب اقل ما يقال عنه، انه مشبوه ! فهو لايدع صغيرة او كبيرة تمرمن دون ان يستثمرها لدس السم في العسل، وفق خطط مرسومة مسبقا، على الرغم من ان ذلك لايفوت على المتابع الحصيف، لكن احيانا طائرالوعي يكون متعبا وسط هذا الركام الهائل من الاكاذيب والافتراءات التي تبثها هذه الفضائيات المختلفة، وما يلفت الانتباه ويثير الدهشة ان جميعها مختلفة ومتقاطعة فيما بينها من حيث الانتماء والخطاب، لكنها متفقة على تدمير جسرالثقة بين المواطن ومستقبله .. ولأني مثل كثير من الناس موقن جدا ان الايام المقبلة سوف لن تكون بأي حال من الاحوال اتعس او أسوأ من الايام الماضية، لكن من يستمع الى اكاذيب "المعلقين" اياهم الذين يطلّون علينا مساء كل يوم من الفضائيات، يتصوران القيامة قامت او اوشكت على القيام، وان "عزرائيل" في باب الواحد منا ينتظر الدخول ليقوم بعمله!! وان هذه الفضائيات الممولة من جهات مجهولة ترى بحسب معلقيها " الدنيا سودة امصخمة".. ومن يك ذا فم مريض يجد مرا به الماء الزلالا.. الحقيقة بعد هذا الكلام الطويل الممل، انا لا اطالب هذه الفضائيات بالكف عن هذيانها، فهذا هو ديدنها ، لكني اطالب اجهزة الاعلام الرصين البنـّاء بالكف عن تقليد ذلك، لانه يخل بالموضوعية ويشيع القرف..اذ ان المواطن العراقي اوعى من كل هذه الترهات، ويحضرني كلام عبقري ألماني قاله بعد الحرب العالمية الثانية :"انهم اخذوا المصانع ، ولكن لم يأخذوا العقول القادرة على إقامتها في نفس المكان مع تطويرها". وسيعيد العراقي ما دمرته قوى الشر حتماً.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram