ميسان/ محمد الرسام طريق الألف حفرة ومطب الطريق العام الذي يربط العاصمة الحبيبة بغداد بجنوب البلاد مارا بمحافظات واسط وميسان والبصرة من الطرق الرئيسة والحيوية ومن المفترض في مثل هكذا طرق أن تكون على درجة عالية من التعبيد والتأثيث المروري كلوحات الدلالة وعلامات الارشاد وغيرها من الخدمات الضرورية.
وإذا ما أشرنا الى أن سرعة المركبات على هذه الطرق تكون عالية، فسيكون من البديهي أن تكون الطريق مستوية وسلسة ولكن واقع هذه الطريق يدعو للرثاء حيث تنتشر الحفروالمطبات على مسافات متقاربة على طول مساره لتشكل فخاخا للسيارات المارقة بسرعة الريح فتجعلها تهتز وتتمايل كالريشة لتبعث الرعب في قلوب المسافرين والسائق الساهي سواء بسواء. ناهيك عن الحوادث المفجعة التي خلفت ضحايا ومعاقين بسبب حفرة في الطريق يكفي لردمها وتسويتها (طشت) زفت وجهد يسير. الرشوة و مزاج السائق تستدعي مسافة الرحلة الطويلة التي تتطلب ساعات عديدة على هذه الطريق أخذ استراحة في أحد المحطات المنتشرة على طول مساره ولكن اللافت ان أختيار محطة الأستراحة تكون وقفا على السائق الذي لا يتزعزع عن ديكتاتوريته رغم أنف المسافرين فمع أنه يتفرد بأختيار المحطة يتطرف ليحدد المطعم الذي يضطر الجائع من المسافرين للأكل فيه مرغما ويتمادى السائق أكثر ليحدد وقت الأستراحة وفقا لمزاجه. علاقة السائق بالمطعم المحدد ليست نابعة من الخدمة الممتازة او جودة الطعام، بل هي علاقة قائمة على الرشوة التي يدفعها صاحب المطعم للسائق، والمتمثلة بوجبة مجانية مع بعض النقود او كارت رصيد الموبايل وعلبة السكاير. بانزين و تدخين في جميع محطات تعبئة الوقود تبرز لوحات تحذيرية لمنع تدخين السكاير وبوجود هذه اللوحات او انعدامها يسارع جميع المدخنين بإطفاء سكائرهم قبل ولوج محطة التعبئة، إن لم يكن إلتزاما بالتعليمات فخوفا من حوادث الحريق. ولكن ما يثير العجب والاستغراب أن يقوم عامل التعبئة نفسه بالتدخين، يتوهج جمر السيكارة في فمه وهو يمسك بخرطوم الوقود الذي يضخ في خزان المركبة وهذا ما كان يفعله عامل تعبئة الوقود في محطة الواسطي الكائنة على الطريق العام في مدينة الكوت. رالي بغداد بصرة تحدد دوائر المرور سرع سير المركبات على الطرق المختلفة وفقا للأنظمة والقوانين التي تهدف الى سلامة سالكي هذه الطرق وتجنب الحوادث التي تسببها السرعة المفرطة. وفي دول العالم المتحضرة تراقب سرعة سير المركبة باستخدام الأجهزة او الكاميرات , أما في طرق بلادنا فالأمر متروك لعقلانية السائق. ومع أن الغالبية من السائقين يتجاوزون حدود السرعة بقدر ما خلال سيرهم على الطرق العامة الطويلة مثل طريق بغداد/بصرة إلا أن البعض منهم يبلغ تهوره كامل مداه فتراه يضغط دواسة الوقود (للتختة) وهو يتسابق مع نده السائق المتهور الاخر. ولا يعود لرشده وللسرعة المعقولة إلا بعد تصاعد أصوات المسافرين المستنكرين وتوسلاتهم.
مشاهدات..
نشر في: 13 ديسمبر, 2009: 06:24 م