واشنطن/ وكالات اعلن القائد العام للقوة المتعددة الجنسيات في العراق الجنرال رايموند أوديرنو ان الوقت الحالي مناسب لنقل المسؤوليات الامنية إلى القوات العراقية خاصة بعد تصاعد وتيرة الانسحاب الاميركي من البلاد منذ شهر حزيران الماضي. واضاف اوديرنو في لقاء تصريح تلفزيوني
بأن من الأمور الصحيحة والتي يتوجـّب تحقيقها، هو أن تتمكن قوات الجيش العراقي وقوات الشرطة الوطنية، من تولـي المسؤوليات الأمنية كاملةً وتوفير الحماية والأمن للمواطنين العراقيين. وفي رده عن سؤال بشأن هل أن الوقت مازال مُـبكـّراً لنقل المسؤوليات الأمنية إلى قوات الجيش والشرطة العراقية، خاصة مع موجة العنف الأخيرة التي شنها الارهابيون والتي عكـّرت الأجواء في العراق، قال: «إنه لمن المؤسف حقاً أن نرى هؤلاء المدنيين الأبرياء يُـقـتلون دائماً جراء مثل تلك العمليات، ولكن على الرغم من ذلك، أقول لك بأن الوقت الحاضر هو التوقيت الصحيح والأمثل لتحويل المهام والمسؤوليات الأمنية». ويشار الى انه في الثامن من كانون الأول الجاري، تسببت سلسلة من الانفجارات المتزامنة في قتل 127 مواطناً، وجرح ما يربو على 500 آخرين.. وذلك بعد فترة ليست بالبعيدة من تفجيراتٍ مماثلة وقعت في شهري آب وتشرين الأول الماضيين. وكانت القوات الأمريكية قد خرجت في الثلاثين من حزيران الماضي من مراكز المحافظات والمدن والنواحي العراقية، تاركةً المسؤوليات الأمنية فيها بيـد قوات الجيش والشرطة العراقية. وقال أوديرنو بأنه من الضروري والحتمي أن تتولى القوات الأمنية العراقية المسؤوليات بنفسها، لاسيـّما وأن القوات الأمريكية مُخططٌ لها أن تغادر العراق في موعدٍ لا يتجاوز 31 كانون الأول2011. وأضاف القائد العام للقوة المتعددة الجنسيات في العراق، حول هذا الجانب قائلاً: «علينا أن نساعدهم ونُمكنهم من بناء قدراتهم وإمكانياتهم لكي يصبحوا في حالةٍ تسمح لهم بتولي المسؤوليات بعد مغادرة قواتنا، لذلك فإننا نعمل الآن على تحقيق هذا المطلب، حيثُ أن قواتنا تقوم بتنفيذ هذه المهمة بشكلٍ دقيق وجدّي. فنحن نعمل على تقليل تواجدنا وتقليص مهامنا بشكلٍ مُتـّئـِد، وفي نفس الوقت تتقدم القوات الأمنية العراقية بشكل تدريجي لاحتلال مواقعنا التي نتركها لتتولى بنفسها المزيد من المسؤوليات». ويُذكرُ أن هنالك من القوات الأمريكية الموجودة في العراق حالياً حوالي 120.000 جندي، ومن المتوقع أن يتضاءل هذا العدد، في الفترة التي ستعقِب خوض الانتخابات البرلمانية المرتقبة والتي تقرر إقامتها في السابع من آذار القادم، بعد أن قررت الحكومة تأجيلها من موعدها السابق الذي كان مقرراً أن يكون في السادس عشر من كانون الثاني القادم. وكان الجنرال أوديرنو هو كبير الضباط الذين قادوا القوات الأمريكية، في العام 2007، بعد أن تقرر رفع عديدها آنذاك، عندما كان الجنرال ديفد بترايوس هو الذي يتولى قيادة القوة المتعددة الجنسيات في العراق، قبلَ أن يتولـّى أوديرنو هذا المنصب فيما بعد. وأضاف أوديرنو «الرئيس أوباما مرتاح جـداً من الكيفية التي تسير بها الأمور في العراق». وأشار أوديرنو إلى أن حجم العنف في العراق كان قد وصل مؤخراً إلى أدنى مستوياته، منذ بداية الحرب في العام 2003. وقال بأن الرئيس أوباما «يريد أن يرى العراق وهو يمضي قدما نحو الأمام، ومن الممكن أن يصبح العراق، على المدى البعيد حليفـاً وشريكاً ستراتيجياً للولايات المتحدة، وأن يـساعد في تحقيق المزيد من الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط».
أوديرنو: الوقت مناسب لنقل المسؤوليات إلى القوات العراقية
نشر في: 13 ديسمبر, 2009: 06:34 م