ترجمة / عادل العامل يعني يوم صرف الأجور في العراق أن تأخذ معك إلى البيت قَدراً كبيراً من الأوراق النقدية وتدسها تحت فراشك أو في مخبأ ما تحت الأرضية قبل أن تجد وقتاً لزيارة مصرفك المحلي وتودع المال فيه! والحال هكذا، فإن لنقودك فائدتها تحت أرضية الحجرة لأن نظام الصيرفة في البلاد ما يزال لصيقاً بالماضي،
فكل الإجراءات أو المعاملات تتم يدوياً، والسحب لا يمكن أن يجري إلا من فرع المصرف الذي تحفظ رصيدك لديه، وليس هنالك فعلياً مَن يشير عليك بما تفعل بنقودك ولا هناك طريقة لفتح حسابات توفير عالية الفائدة، وليس هناك تقريباً مكائن عدَّادة مؤتمَنة عاملة. ونادراً ما تستعمل البطاقات البلاستيكية بأية حال للتسوّق والعمل التجاري. لكن هذا النظام العتيق يمكن موازنته للتغيير. فقد بدأ نظام المقاصة الألكتروني العراقي بالعمل في فرع بغداد الرئيس من مصرف الرافدين، وهو أكبرالمقرضين في العراق، وتمتلكه الدولة. ويمكن دفع الرواتب مباشرةً في الحسابات ويستطيع الناس أن يسحبوا أو يُودعوا في سبعة فروع أخرى في الخارج بمقاصة ألكترونية أيضاً. وقد قامت ( ( B-Plan Information Systems، وهي شركة بريطانية، بنصب النظام بموجب عقد مع وزارة المالية العراقية. وهو يهدف إلى تغيير بقية فروع المصرف ببغداد في أيلول وجميع منافذ مصرف الرافدين الـ 147 عبر البلاد خلال سنة. " وللمرة الأولى يمكنك أن تحوّل نقوداً بطريقة ألكترونية بين أية فروع عاملة "، وفقاً لقول شيركو عبد، الرئيس التنفيذي للشركة، وهو بريطاني عراقي، وليس أمام المصارف العراقية الأخرى من خيار غير هذا الخيار الألكتروني. والعقبة الكبيرة هنا هي النقص في الجهاز الوظيفي المؤهل. وتعتزم B-Plan تدريب 100 شخص في المصرف لكن المطلوب هو 7000، و قال عبد معلقاً على ذلك إن ما تقوم به شركته من تدريب ليس سوى قطرة في المحيط. إن التحويل الذي تأخر كثيراً في العراق إلى الصيرفة الألكترونية بشكل كامل ينبغي أن يساعد على كسب ود المستثمرين من الخارج وتنشيط الإقتصاد عموماً. ومصرف الرافدين يقيم على ودائع بمقدار 15 بليون دولار يصعب استثمارها من دون مقاصة ألكترونية. " ومن الصعب جداً تدبر أمر 15 بليون دولار على حاسسبة ، وستُحدث المقاصة الألكترونية ثورةً في الطريقة التي ستعمل بها هذه الأموال "، كما قال لورنس هارغريفز، المنسق في الشركة المذكورة. عن / Economist
المقاصة الألكترونية ..تثويرللعمل المصرفـي بالعراق
نشر في: 14 ديسمبر, 2009: 02:56 م