عبد الزهرة المنشداويدائما ما يستخدم لفظ (زمن العصملي) على الأشياء القديمة والبالية او تلك التي تجاوزها الزمن وصارت نسيا منسيا فإذا أراد آباؤنا او أجدادنا التعبير عن تقديم شيء لا فائدة منه استخدموا ذلك اللفظ متبرمين. ولقد استعنت بأحد الزملاء لمعرفة سر كلمة (العصملي) بعد ان اعتقدت بأنها ربما تعود لأحد ولات العراق الأتراك السالفين،
فكان الرد بالقول انها تدل على فترة زمن حكم الدولة العثمانية للعراق وليس لوال بعينه مثلما نقول: (الوالي مدحت باشا او الوالي خليل باشا)، هناك (تصحيف) لكلمة عثماني ليلفظها العراقيون عصملي، ما يهم ان تلك الفترة تعد من اشد الفترات التي مرت على العراق ظلاماً وظلماً وجهلاً. أتيحت لي الفرصة لأن ادخل إحدى دوائر الأحوال المدنية في بغداد والتقي بمديرها الذي تحدث لي عن زخم العمل وقلة الكادر والضغوط التي يعاني منها الموظف لديه.الذي جلب الانتباه ان مثل هذه الدائرة الحيوية التي تتعامل مع المواطن مباشرة في الموت والحياة تخلو من جهاز حاسبة يمكن ان يستعين بها الموظف على أداء عمله واختزال العديد من العمليات الزائدة إضافة الى تقليل الجهود من خلال الاستغناء عن الورق والقلم. فكان ان نظر لي شزرا مؤكدا بان الاستخدام الأخير هو الأفضل والأكثر دقة،مع ان الكثير من المواطنين يشكون من مسألة الأخطاء الإملائية او المعلومات غير الدقيقة، وضياع العديد من الوثائق لدى من مثل هذه الدوائر، لا يتحمل تبعيتها الموظف بل يتحملها المواطن الذي يبدأ رحلة مراجعات الدوائر ويشرع بجمع المفقود ثانية. الأجهزة الحديثة وخاصة أجهزة الكمبيوتر استخدامها في هكذا دوائر لا يمكن ان يستغنى عنه.ففيها مواصفات وتقنيات يمكن ان ينتفع منها الموظف والمواطن معا ومن مواصفاتها السرعة والدقة وتقليل الجهد المبذول الى أقصى الحدود. اما ما ذهب اليه المسؤول مدار الحديث فيستنتج منه على ان من وكل اليهم المهمة لما زالوا من أولئك الذين ينتمون الى (زمن العصملي) وان عاشوا في زمن (بيل كيتس) صاحب شركة برامجيات (ما يكروسوفت) العملاقة، ولكن كما قيل الأحمق عدو ما يجهل. وقد تبين ان هذا المدير عدو لدود لهذه الأجهزة ويعارض دخولها الى مملكته في هذه الدائرة الحيوية، قلم (القوبيا) والسجلات الضخمة القديمة وتقليب الأوراق للبحث عن اسما وإدراج معلومة عن مواطن ولد او توفي هي طريقته المثلى في العمل.اذن ليس من الغرابة مع وجود مثل هذا المسؤول الذي ان يشكو المواطن من تعطل مصالحه في دوائرنا الرسمية والقيام بين رحلات مكوكية بين هذا القسم او ذاك للتأكد من معلومة او الحصول تأييد. احترام الوقت وتوفير الجهد على الطرفين يكمن في إيجاد من يؤمن بأن العلم وأجهزته وجدت لخدمة الناس وتقليل معاناتهم لا بالمسؤول الذي يعتبر جهاز الكمبيوتر بدعة مستحدثة (وكل بدعة حرام)لا لشيء، الا لانه لا يجيد استخدامه فيفرض ذلك على الغير ويحملهم أكثر ما يتحملون. المواطن الآن يريد التغيير الذي يسمع به منذ ما يزيد على الست سنوات والذي يفهمه البعض على انه التغيير السياسي ليس غير في حين المقصود به الحياة العراقية بكل تفاصيلها لكي نصل الى الحالة التي تكون فيه الانجازات العلمية ميسرة لخدمة المواطن.
زمن العصملي
نشر في: 14 ديسمبر, 2009: 04:14 م
جميع التعليقات 1
محمد
لم أكن أتوقع أن يكون معنى كلمة عصملي كنت اتوقعه اسما لا حد الملوك القدماء. شكرا على المعلومات.