TOP

جريدة المدى > محليات > أسلوب التوبيخ

أسلوب التوبيخ

نشر في: 14 ديسمبر, 2009: 04:37 م

جلال حسن فيما اصبحت نظريات التربية الحديثة تملأ الكون ، ما تزال اساليب التربية والتعليم عندنا تقليدية ، وتعتمد على التوبيخ والصد والعقاب، والدليل على ذلك ما نسمعه من ابنائنا وبناتنا، واولياء امور الطلبة، وما تنشره وسائل الاعلام المختلفة من شكاوى كثيرة ممزوجة بحزن الاباء على مستقبل ابنائهم .
اللافت للنظر أن المؤسسات التعليمية من خلال لوائحها السلوكية تؤكد على الابتعاد عن العقاب البدني والنفسي، حتى إن عملية فصل الطالب المسيء لا تتم إلا من خلال لجان تشكل في مجالس خاصة ، وعدم تفرد المدير اوالمديرة بقرار الفصل . بناء شخصية الطالب يبدأ من الروضة والتعليم الابتدائي . وهذه المحطة العمرية لاقطة للأحداث والتصرفات، وتوشم فيها التصرفات والسلوكيات في الذاكرة ، لان مراحل النمو تكون في اوجها . لكننا نجد سلوكيات بعض المرشدات والمعلمات تحد من حرية حركة الطفل ، وتمنعه من تلبية بعض حاجياته كالذهاب الى دورات المياه اوحين يشتكي من الم في بطنه اوراسه . صحيح ان بعض حركات الاطفال عبثية، وتسبب ازعاجا للمرشدة، لكن الطفل يشعر انها طبيعية ، في عمر لا يجيد فيه الكذب. في المرحلتين المتوسطة والاعدادية ما يزال اسلوب عدم السماح بالنقاش سائدا اثناء الحصة ، لان اكثرية المدرسين يعتقدون ان الاستماع الى الشرح اهم من المناقشة ، ولواراد طالب معرفة شيء اثناء شرح الدرس فان ذلك يعتبر من قبيل المقاطعة والتشويش ، فيعمد المدرس في بداية الدرس الى اسلوب الصد والنهر حتى يتجنب الطالب توجيه اي سؤال اوطلب توضيح . وهذا ينعكس ايضا على مستوى التعليم الجامعي . اساتذة يتبعون اساليب التوبيخ المباشر ، فكل سؤال يطرحه الطالب يعتبر في نظرهم جهلا ، بل يعتقدون ان هناك اسئلة يفترض ان لا تطرح من قبل طالب بمستوى جامعي، باعتبارها من البديهيات البسيطة . كما ان رأي الطالب لا يؤخذ بجدية ورحابة صدر ، ما يزيد الاحباط وفقدان الثقة بالنفس لديه. لا يمكن تصديق ان طالبا جامعيا لا يستطيع التعبيرعن نفسه ، ولا يستطيع ان يكتب بحثا او تقريرا مبسطا . نسمع دائما عن رسوب الكثير من الطلبة في المقابلات الشخصية ، وهذا متأت من ترسبات تربوية خاطئة يشترك فيها الاهل والمجتمع والمدرسة والمناهج وطرائق التدريس . ان بناء شخصية الطالب وتنمية طرق نجاحه لا يأتيان من خلال الصد والتوبيخ ، انما بالتربية والتشجيع ، لانها مهارة مكتسبة تحتاج الى التدريب ، والمران وفق اساليب تربوية ناجحة يرأسها المعلم الاول الذي يسهم بشكل كبير في ذلك , وتتحمل المؤسسات التربوية جزءا كبيرا من هذه العملية ،باهتمامها بالتدريب على جميع المستويات التعليمية , والتاكيد على تأهيل المعلم تربويا ومنهجيا. jalalhasaan@yahoo.com

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

التربية تعلن التصويت على نظام الانتساب
محليات

التربية تعلن التصويت على نظام الانتساب

أعلنت وزارة التربية، امس الأربعاء، التصويت على نظام الانتساب، فيما اعتبرت ذلك فرصة داعمة للطلبة وقاهرة للظروف الحرجة. وقالت الوزارة في بيان، إنه "صوتت وزارة التربية/ هيأة الرأي على إعادة العمل بنظام الانتساب للعام...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram