بغداد/ أفراح شوقي التجريد والغرائبية سمتان للوحات الـ(19) التي احتلت قاعة مدارات للفنون التشكيلية، للفنان الشاب حيدر صدام في معرضه الثاني (سؤال)، والتي تمردت على كلاسيكية اللوحات من حيث الإطار والمربع اذ خرجت وكأنها منحوتات مجسدة باللون والصورة والكتابة أيضاً.
وعن معرضه قال حيدر لـ(اخيرة المدى): قمت بتفكيك اللوحة وتهشيم شكلها الخارجي لكي تأخذ أكثر من طابع وشكل،وهو ما يسمى بفن (الاستليشن) إضافة الى ان أعمالي أشركت فيها المتلقي الذي لم يعد مجرد مشاهد فقط وكان بمثابة عمل متحرك، وبإمكان المتلقي ان يحركه بطريقة تفاعلية. ويواصل حيدر: اعتمدت على عدة طرق في تنفيذ هذه الاعمال كطريقة الكرافيك اليدوي والميكانيكي السكرين., وأدخلت فراغات في اللوحات كنوع من الغرائبية. أما الثيمة الرئيسة للمعرض فهي تحمل الطابع السياسي للوطن وما يمر به من أوضاع مختلفة، متخذا منها مفردات واقعية للحياة اليومية التي نعيشها، حيث هناك خطان عملت عليهما الأول كان وليد المصادفة أثناء مشاهدتي للتلفزيون وهو يعرض حدثا معينا، والثاني عن تاريخ العراق منذ عام 1979، واستنبطت هذه المفردات على شكل أسئلة تحمل أسلوبا غرائبيا، وبعضها بدا كأنه مقالة في جريدة، والقليلون عملوا عليه، وهناك أيضا عبارة مكتوبة تكررت في كل الأعمال هي (not the end) مفادها أن هذه ليست النهاية. أما طبيعة الآراء التي قيلت في معرض (سؤال) فكانت للتشكيليين الشباب وبدأنا بالتشكيلي محمود النعيمي فقال: الذي يعجبني في أسلوب حيدر صدام هو التجديد والتغيير وهو غير متقولب في إطار معين وهناك اختلاف وبصمة في كل لوحة من لوحاته، وتوظيف صحيح في استخدامه للألوان. اما الفنان اسعد الصغير فقال: تجربة حيدر غير جديدة ولها جذور، والاختلاف هنا هو عرضه (الاستليشن) وهو إشراك المتلقي في فضاء العمل وما يميز هذه الأعمال هو وجود قيم جمالية عالية، وعمل)الاستليشن(في العراق ليس سهلا لان المتلقي العراقي اعتاد على مشاهدة الأعمال من مكان واحد وليس من أربع جهات وهو رسم وليس نحتا وتعامل مع المتلقي باحترام من خلال طريقة العرض وجماليته، ولعل فولدر المعرض كان متميزاً، اذ عمد الفنان حيدر الى عدم إضفاء أي رأي بهدف ان يكون المتلقي هو من يقوم بشرح العمل ويضع تقييمه من خلال فهمه للوحات.
التشكيلي حيدر صدام: المتلقي يشاركني اعمالي!
نشر في: 14 ديسمبر, 2009: 05:23 م