TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > هواء في شبك: (نسدها من هوني؛ تنفتق من هوني)

هواء في شبك: (نسدها من هوني؛ تنفتق من هوني)

نشر في: 14 ديسمبر, 2009: 06:23 م

عبدالله السكوتييحكى انه حدث ببغداد فيضان طاغ ، وجندت الحكومة كافة الرجال القادرين على العمل لحفظ بغداد من الغرق ، وقسمت السدات الى قواطع ، وعهد بكل قاطع الى محلة ، وخصص لليهود قاطع باسمهم ، فتعاونوا على المحافظة على قاطعهم ،
 لكن الفيضان كان يزداد ارتفاعا وشدة ، والماء يعلو بعض المحلات في قاطعهم وكلما تحدث ثغرة في السدة ، يهرعون الى جلب التراب وسدها وما ان يكملوها حتى تحدث ثغرة ثانية ، واستمرت الثغرات تحدث بصورة متتابعة واستمروا بسدها فتبرّم احدهم من هذا العمل الشاق الذي لم يعتده من قبل فقال:(نسدها من هوني ، تنفتق من هوني). وهذا حالنا وحال مجلس النواب ، ما ان نفرغ من اقرار قانون الانتخابات حتى حدث النقض وما ان عولج النقض حتى بدأت الاستجوابات والتضييق ، وقبلها كانت أزمة الفساد وزعل بعض الكتل على وزرائها ليكون مجلس النواب القاضي الذي يحكم على هذا الوزير ويسحب الثقة من ذاك الوزير او النائب ويراقب الوزارات ولسان حاله يقول : (نسدها من هوني تنفتق من هوني) ، ولا ضير، فعمل المجلس رقابي تقويمي على ان لا ينسى مهامه الاصلية ، وانا ارى ان المهام الموكلة اليه هي من صميم عمله سواء في اقرار القوانين او استجواب القادة وهو يسعى جاهداً ليضع يده على الجرح الغائر وهذه جهود أظنها مشكورة وممتازة وتصب في فائدة المجتمع وتعلي من شأنه أكثر من مناقشة المميزات الخاصة وجوازات السفر وغيرها، ارى ان مجلس النواب بدأ يأخذ موقعه في استجواب الوزراء حتى يصل الأمر ان يضيَّف رئيس الوزراء للمساءلة، وهذه الديمقراطية ليست عرجاء كما ورد من قبل، انها ديمقراطية حقيقية نتمنى من مجلس النواب ان يستمر في هذا النهج حتى وان كان (يسدها من هوني، تنفتق من هوني) ففي نهاية الامر سوف يغلق الثغرات ويضع يده على العلة ويقوم باعطائها العلاج الناجح ، وعلى السلطة التنفيذية ان تستجيب لما سيخرج به مجلس النواب ولا تجعل الامر كما مرّ في قضايا سابقة فهذه المرة يتعلق الأمر بارواح الناس ودمائهم وعلى النواب بذل اقصى الجهد وانا لاحظت طروحات جديدة فقد ابتدأ الامر يسري باتجاه الوطن وليس باتجاه الطائفة او الكتلة ما اضطر احدهم ان يقول فليكن وزير الداخلية من اية طائفة او اقلية او قومية المهم ان نحفظ امن بلادنا.انها صرخة حقيقية يحتويها ضمير كل عراقي وتتمناها مشاعرنا ان نعود وطناً واحداً نختلف ونخطئ ونصحح أخطاءنا ونتفق بعد الاختلاف. انها صحة وليست سقما، هذا ما كنا نصبوا اليه. ان تضييف الوزراء والقادة الامنيين، عكس حرصا كبيرا من قبل النواب على مصلحة الشعب وعلى حقوقه ولنستمر نسد الثغرات ونحذر كي لا "تنفتق" من مكان آخر.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram