TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > مسؤولو شركات النفط يتأهبون للعمل في العراق المحفوف بالمخاطر

مسؤولو شركات النفط يتأهبون للعمل في العراق المحفوف بالمخاطر

نشر في: 14 ديسمبر, 2009: 06:33 م

بغداد/ رويترزحققت شركات النفط العالمية انجازا كبيرا هذا الاسبوع عندما شاركت في مناقصة لتطوير حقول كبرى جرت في مقر وزارة النفط خارج المنطقة الخضراء شديدة التحصين وذلك رغم أن مسؤوليها شقوا طريقهم الى الوزارة في عربات مدرعة يحيط بها حراس أشداء.
 واستطاع مسؤولون من 35 شركة نفطية عالمية حضور جولة ترسية العطاءات التي استمرت ليومين في وسط بغداد - حيث مازالت اثار ست سنوات من التفجيرات الانتحارية والهجمات الدموية الاخرى ماثلة - في مؤشر على تحسن الاوضاع الامنية في العراق بشكل كبير. لكن العراق مازال مكانا يحفه الخطر اذ حصدت التفجيرات الاخيرة ما يصل الى 112 شهيداً في انحاء مختلفة من العاصمة قبل مناقصة وزارة النفط بأيام قليلة ورغم ذلك أظهرت كبرى شركات النفط أنها مستعدة لتحمل مخاطر العمل في العراق للحصول على بعض من احتياطياته الضخمة التي يسهل استخراجها.وقال مسؤول في مجال الامن الخاص طلب عدم نشر اسمه «سيرفع ذلك من مكانتهم وهم يأخذون في سبيل ذلك مخاطرة كبيرة.»وستبذل الشركات النفطية التي اعتادت العمل في مناطق نائية أو تحفها المخاطر أقصى ما في وسعها لضمان ألا تصبح منشاتها أو موظفوها أهدافا للمقاتلين الذين يواصلون هجماتهم رغم الضعف الذي نالهم. ولم يكن أحد ليتوقع اجتماع مثل هذا الكم من الدبلوماسيين أو المسؤولين الاجانب خارج المنطقة الخضراء في أكثر السنوات عنفا منذ 2003. وحتى اليوم لا تزال تحركات كثير من المسؤولين الاجانب محصورة في شوارع المنطقة الخضراء الشاسعة التي أصبحت مثل القلعة فلا يزورون باقي أنحاء بغداد الا تحت اجراءات أمنية مشددة. لكن مع تراجع وتيرة العنف في اخر 18 شهرا بدأت السفارات فتح أبوابها ووسعت وكالات الامم المتحدة نطاق عملها وبدأت شركات نفط أجنبية ممارسة أعمالها دون لفت الانظار. وقال منير بوعزيز وهو مسؤول كبير بشركة رويال داتش شل «الامن عنصر مهم جدا». وأضاف «لم أكن لافعل أي شيء مالم أكن متأكدا من أن لدينا جميع التدابير. نحن في البصرة منذ تشرين الاول 2008. قمنا بالعمل وزرنا مواقع لذا فقد علمنا الكثير عن الحالة الامنية. الامن يتعلق بالسلوك والعلاقات». ووضعت شل خطة لتدعيم علاقاتها بالمجتمع من خلال تعيين عراقيين في وظائف معينة وبناء مدارس ومستشفيات ومحاولة حشد تأييد محلي. ومن المؤكد أن شركات أخرى ستحذو حذوها. كما تتعاقد شركات النفط مع شركات أمنية خاصة تساعدها على مواجهة المخاطر فتوفر لهم الحرس الشخصي والكلاب المدربة على اكتشاف القنابل والحماية من القنابل المزروعة على الطرق وغير ذلك الكثير. كما سيقدم المتعاقدون المشورة بشأن الطريقة التي يمكن للشركات بها مواجهة تحديات مثل العثور على نظام رعاية صحية جيد أو التفاوض بشأن ما يصاحب العمل في العراق من مخاطر سياسية كبيرة. ومن المؤكد أن يحاول رئيس الوزراء نوري المالكي الاستفادة من نجاح صفقات النفط الجديدة التي يأمل مسؤولون أن ترفع انتاج العراق الى 12 مليون برميل يوميا ليقترب من مستوى انتاج السعودية أكبر دولة منتجة للنفط في العالم. وقد يجعل ذلك صناعة النفط أكثر عرضة للهجمات. لكن الشركات النفطية تحب الاشارة الى أنها معتادة على المخاطر بعد سنوات على الارض في مناطق نائية وخطيرة مثل دلتا نيجيريا في نيجريا وكولومبيا. وقال دوج بروكس رئيس رابطة صناعة عمليات الاستقرار ان العراق يشبه أفغانستان من حيث الوضع المعقد لشركات الامن والامداد ولكنه ربما يمثل تحديا أسهل مما تمثله مناطق نائية أقل تطورا مثل الصومال. وتختلف وتيرة العنف في العراق الان باختلاف المنطقة. فالوضع في الجنوب حيث تقع معظم الحقول النفطية الكبيرة هادئ في أغلب الاوقات منذ قمع المالكي الميليشيات عام 2008. لكن الصورة مختلفة تماما في مناطق مثل ديالى حيث أثنى الوضع المتقلب مؤسسات نفطية عن السعي وراء حقول نفط وغاز طرحتها وزارة النفط. وكانت شركة سونانجول الحكومية الأنغولية والتي ربما يكون استعدادها لتحمل المخاطر أعلى من بعض الشركات النفطية هي الشركة الوحيدة التي تقدمت بعطاءات لحقلين في محافظة نينوى اخر معقل لتنظيم القاعدة في العراق. وقال ايان بلتشر المسؤول في جي.4.اس لادارة المخاطر انه بينما من المحتمل أن تستخدم الشركات النفطية السيارات لنقل موظفيها الى مواقع العمل ومنها في البصرة فانها ربما تختار الاعتماد على الهليكوبتر لنقل موظفيها الى المواقع الاكثر خطورة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

متابعة/المدىرأت منظمة "كير" الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، إن التغير المناخي في العراق أصبح عائقاً أمام عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.وبحسب دراسة أجرتها منظمة كير الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، فبعد ان كانت المعارك والاوضاع الأمنية في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram