بغداد/ وكالاتيستمر مسلسل استهداف الأطفال من قبل جماعات إرهابية بدءا بتنظيم «طيور الجنة» والعثور على معسكرات لتدريب الاطفال والصبية وتنفيذ عمليات القتل والخطف وتفجير أنفسهم، والان تقوم بعض هذه الجماعات بتفخيخ لعب الاطفال بمواد شديدة الانفجار.
مراقبون يؤكدون ان قلة الدعم والرعاية وغياب حملات الوعي والتثقيف تجعل الطفل فريسة سهلة لهذه الجماعات. وناشدت وزارة الداخلية العوائل توخي الحذر في اقتناء لعب ألأطفال النارية بعد أن كشفت وكالة المعلومات والتحقيقات الوطنية عن قيام مجموعات إرهابية بتصنيع بعض تلك الألعاب، وتفخيخها بمواد شديدة الانفجار. الوزارة نقلت في بيان صحفي تأكيدات مصدر أمني ان بعض المجموعات الإرهابية وفي «محاولة يائسة منها لتنفيذ مخططاتها الهادفة الى إيقاع الأذى بالمواطنين بعد فشلها في مواجهة قوات الأمن تسعى إلى استغلال براءة الأطفال من خلال تفخيخ بعض الألعاب التي يبتاعونها بوضع مواد شديدة الانفجار وكرات حديدية (صجم)». وحذر بيان الوزارة من توزيع المجاميع مثل هذه الألعاب في المناطق الشعبية لاسيما الكاظمية والشعلة والبياع وحي العامل والتاجي وسبع البور مستغلة المناسبات العامة وفترة الانتخابات المقبلة. وحث الأطفال على عدم تقبل هذه الألعاب من مصدر غير معروف أو موثوق به. وقال تقرير بثته اذاعة العراق الحر ان عملية تفخيخ لعب الأطفال ليست العملية الإجرامية الأولى التي تنفذها جماعات مسلحة وتنظيمات إرهابية بل سبقتها عمليات أخرى منها استغلال الأطفال لزرع عبوات ناسفة وتنفيذ هجمات انتحارية. مصادر أمنية كشفت سابقا تشكيل الجماعات المسلحة تنظيما أطلق عليه اسم «طيور الجنة» حاول استقطاب الأطفال والصبية وتجنيدهم لمهاجمة القوات الأمنية من خلال تفجير أنفسهم، إضافة إلى ان نتائج تحقيق أجريت مع عدد من الأطفال تم أعتقالهم كشفت عن قيام جماعات مسلحة بتدريب عشرات الأطفال على تنفيذ عمليات قتل وخطف وعمليات انتحارية باستخدام الأحزمة الناسفة. وقالت ، مسؤولة الإعلام في منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسف ـ مكتب العراق) بان الضائع إن ما تقوم به هذه الجماعات الإرهابية هو انتهاك لأهم حق من حقوق الطفل وهو حق اللعب والتمتع بالطفولة وان استهداف هذه الجماعات للأطفال حالة طبيعية تحدث في البلدان التي تشهد ترديا في الوضع الأمني. من جهته شدد كمال أمين، مدير عام رصد الأداء وحماية الحقوق في وزارة حقوق الإنسان، على أهمية ان تقوم الجهات ذات العلاقة بتنفيذ حملات مكثفة في المدارس لتوعية الأطفال والطلبة من مخاطر هذه الظاهرة. وان حملات التوعية هذه لا يكتب لها النجاح إذا لم تتوحد الجهود التي لا بد من ان تبذلها العائلة والمجتمع والمدرسة. أمين قال ان ظاهرة تفخيخ لعب الأطفال جديدة لم يشهدها المجتمع في السابق وعبر عن أسفه لوصول الجماعات الإرهابية إلى هذا الحد في استغلال الأطفال. فيما طالبت سعاد الكرخي، مديرة جمعية الرشا لرعاية الطفولة، بأن تشدد العائلة على أطفالها عدم قبول أي لعبة من مصدر غير معروف، وأن تنفذ المدارس حملات توعية تنبه من مخاطر هذه الظاهرة. الكرخي اكدت وجود معوقات كثيرة تمنع المنظمات الإنسانية من تسليط الضوء على هذه الظاهرة منها عدم وجود دعم كاف. وتؤكد جهات عدة إن استغلال الجماعات الإرهابية الشرائح الضعيفة في المجتمع كالنساء والأطفال ما هو إلا دليل على إن هذه الجماعات خسرت الكثير من الدعم والموارد، وفقدت قدراتها أمام الخطط الأمنية والعمليات العسكرية التي تنفذها القوات الأمنية. علياء الانصاري، مديرة منظمة بنت الرافدين، أكدت ان إن استغلال الجماعات الإرهابية للاطفال بهذه الطريقة ليس بالشيء الجديد والهدف هو زرع الخوف في نفوس العراقيين لتصبح كل مفردة من مفرداته مصدر قلق لهم، وان الارهاب ليس فقط عبوة ناسفة وقتل طفل بل هو زرع الخوف في حياة الأطفال ومصادرة أحلامهم. الانصاري ذكرت ان الطفل العراقي مهمل ومهمش بسبب عدم اهتمام الجهات ذات العلاقة بواقع الطفل المرير وعدم توفير الدعم والرعاية. وأكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر استمرار معاناة العراقيين بسبب تفشي العنف وعدم احترام الحياة الإنسانية وان المدنيين يشكلون الضحية الاولى للعمليات الإرهابية. وقال الصليب الاحمر بمناسبة الذكرى الستين لصدور اتفاقية جنيف ان العنف أصبح سمة من سمات واقع الحياة اليومية في العراق و أن احتمال تقبُّل الناس لهذا المستوى من انعدام الأمن على أنه أمر «طبيعي» ولا يمكن تجنبه هو في حدّ ذاته مدعاة للقلق. كما اشارت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى انه بالرغم من ان القانون الدولي الإنساني يؤكد على احترام حقوق الأطفال خلال النزاعات المسلّحة, إلا أنهم كثيراً ما يُنتزعون من عوائلهم ويجبرون على العمل كجنود ويسقطون في الأسر أو يقتلون بكل بساطة.
الجماعات الأرهابية تستغل براءة الأطفال لتنفيذ جرائمها
نشر في: 14 ديسمبر, 2009: 06:35 م