ترجمة /المدى لندن ـ فيما يتواصل التحقيق الرسمي في بريطانيا بشأن الحرب في العراق، تستعيد بريطانيا تورطها في الحرب عبر لجنة اختارها رئيس الوزراء غوردن براون في الصيف الماضي –إذ كانت الادلة اكيدة، في التفويض الذي اصدره براون، القائل انه لا ينوي قط تحقيقاً واسع المدى، والذي كان المعارضون يطلبونه.
ولكن الانتقاد الرئيسي لبراون منذ توليه رئاسة الوزارة بعد توني بلير قبل (30) شهراً، هو انه يفتقد البلوغ السياسي، ولذلك السبب لايجد الشعب ان التحقيقات وبعد الثلاثة اسابيع الاولى منها انها تكشف الا القليل مما تكون لدى الرأي العام البريطاني من ان اشتراك بريطانيا في الحرب حسب وجهة نظر حزب العمال كان خطأ فادحاً. وبموجب القوانين الاكثر انفتاحاً، تبنى التحقيق بعد تسلم تفويض براون ، قراراً بجعل معظم جلسات الاستماع علنية. والامر الذي تكرر في شهادات أعلى الجنرالات والدبلوماسيين والمسؤولين عن الاستخبارات هو ان رئيس الوزراء توني بلير كان مهتماً بارساء علاقة شخصية مقربة من الرئيس بوش، متجاهلاً نصائح مستشاريه ومساعديه، مسرعاً ببريطانيا الى حرب ، كان يجب عليه او بأمكانه تجنبها. واشار الشهود ان بريطانيا لم تكن غير صديق بلا جدوى بالنسبة للقوة الماحقة الاميركية، مع قوة مبذولة هامشية في التخطيط والتنفيذ لغزو اذار عام 2003، او بالطريقة التي سلكها جورج بوش وكبار مسؤوليه من الجنرالات الامريكيين بالنسبة للاحتلال الذي اعقب ذلك. وقد قدم الشهود بريطانيا كصوت لا يبالى به، في الدبلوماسية والتدبير والحكمة، وغير قادر على ايقاف المسؤولين الاميركيين المتحمسين بعد احداث الحادي عشر من ايلول. ان هذا الكشف يعتبر غريباً وغير مألوفاً ولكن العناوين الكبيرة من التحقيق ، وقبل اشهر فقط من انتخابات عامة بواجه بها حزب العمال صعوبة للفوز، قد تكون عاملاً حاسماً، وهناك ايضاً بعض الامور التي كشفت عن الدور الثانوي لبريطانيا بالنسبة للولايات المتحدة الاميركية، قد تكون (صدى في مجريات افغانستان ، وخاصة ان براون يحاول الحصول على دعم الرأي العام للدور البريطاني في تشرين الداعم لاميركا في حرب غير شعبية في افغانستان. وقضية افغانستان دعت الى قيام براون بزيارة الى ذلك البلد في الاسبوع الماضي، حيث امضى ليلة السبت في كوخ بمطار قندهار مع القوات البريطانية ثم قابل كرزاي في اليوم التالي. والشهادات التي استمع اليها اعضاء لجنة التحقيق رددت صدى مؤسفاً للاحباط البريطاني إزاء جهود إدارة بوش للفوز بدعم الامم المتحدة لدعم غزو العراق، وللمجزرة التي حصلت بسبب الافتقار الى التخطيط لما بعد الغزو والى اليقين التام للمسؤولين الاميركيين، كما ذكر احد المسؤولين الكباران القوات الغازية ستستقبل من العراقيين بالامتنان والرقص في الشوارع، والافتراض الذي وجده القادة البريطانيون لدى العسكريين من ان بريطانيا، مع كل تحفظاتها ، ستنضم الى الغزو حسب الشروط الاميركية. ويبدو ان الشخص المسيطر في تلك الشهادات ، دون ان يظهر حتى الان ، هو توني بلير، الذي سيقدم شهادته في بداية السنة الجديدة، وقد اظهر التحقيق ان بلير وبوش قد اجتمعا في المنزل الرئاسي بتكساس في نيسان عام 2002، وقد اشار السفير البريطاني في اميركا انذاك السير كريستوفر ميير في شهادته ان ذلك الاجتماع حدد نقطة الالتقاء، "موقعة بالدم" على خطة للاطاحة بصدام حسين ، وقد اعترف بلير بذلك في مقابلة مع الـ BBC مؤخراً. ولكن بالرغم من كافة المشاعر التي غلفت هذين الحربين ، فان التحقيق الجديد على مرمى حجر من مقر رئاسة الحكومة، قد جرى في جو من الكياسة التامة، شارك فيه من يحملون شارة الفرسان او لقب البارون او ممن قدموا خدمات كبيرة في الحقل المدني او العسكري. وبسبب ذلك، كان التحقيق حسب ما طلبه غوردن براون مع ان المتظاهرين من المعارضة، كانوا يتجمعون في الايام الاولى له امام الباب وهم يرتدون اقنعة تمثل وجه بلير وهو مقطب، او وجهي بوش وبلير ودولارات ملطخة بالدم في قبضتهما. ولكن جلسات الاستماع كانت هادئة، فيما كانت الشاشات المعلقة تنقل ما يدور فيها، وقد ظهر على احدى تلك الشاشات ، السياسي العراقي احمد الجلبي، المثير للجدل كـ "الغول الجلبي" ليكبت المرح. عن النيويورك تايمز
أصابع الاتهام تشير إلى بلير بشأن الحرب على العراق
نشر في: 14 ديسمبر, 2009: 07:54 م