بقلم/ زيدان الربيعي هناك نجوم قلائل يصمدون في ذاكرة الناس على مدى طويل من الزمن، لكونهم يتركون أثرا طيبا خلفهم من خلال البصمات العديدة التي يقدمونها فوق المستطيل الأخضر الذي كافأهم بالخلود الطويل في ذاكرة الجمهور الرياضي. في زاوية (نجوم في الذاكرة) سنحاول الغور في مسيرة أحد نجوم المنتخبات العراقية السابقين الذين ترفض ذاكرة جمهورنا مغادرتهم لها،
حيث صمدوا في البقاء فيها برغم مرور عقود عدة على اعتزالهم اللعب وحتى قسم منهم ابتعدوا عن الرياضة برمتها أو غادروا العراق إلى بلدان أخرى. نتحدث في الحلقة السابعة والثلاثين عن مسيرة لاعب فريق البلديات والطلبة والمنتخبات العراقية السابق احمد صبحي احمد الذي ولد في بغداد عام1956 ولعب أكثر من خمسين مباراة دولية، إذ سيجد فيها القارئ الكثير من المحطات والمواقف المهمة والطريفة. بداياته: بدأ احمد صبحي حياته الرياضية في أزقة ومدارس منطقة الاعظمية ثم الفرق الشعبية فيها وبعد ذلك انضم الى فريق الاعظمية ومنه انتقل الى فريق الاسالة الذي تحول فيما بعد الى فريق "البلديات" ومن ثم اصبح اسمه لاحقا "الأمانة" والآن فريق بغداد. وعن قصة انضمامه الى فريق الاسالة يقول صبحي: في عام 1970 كان احد لاعبي فريق الاسالة اسمه مروان وهو حارس مرمى الفريق المذكور وفي الوقت نفسه يلعب مع منتخب فلسطين قد أُعجب بمستواي في الفرق الشعبية وطلب مني الاختبار مع فريقه وكان يشرف على تدريب الفريق أكرم احمد سلمان وقد نجحت بالاختبار منذ البداية وانضممت الى الفريق الذي كان يلعب في دوري الدرجة الثانية وأسهمت بعودته الى الدوري الممتاز". وعن مسيرته مع فريق الامانة يقول صبحي: كان فريق الامانة يمتلك خاصية الانسجام بين الادارة والمدرب واللاعبين وهذا الانسجام اسهم في تألق الفريق ومقارعته الفرق الكبيرة حتى اننا تأهلنا الى المباراة النهائية مع فريق الزوراء ثم خسرناه". وعن أسباب انتقاله من فريق الطلبة يقول صبحي:" إن سبب انتقالي هذا يعود إلى حالة تعسفية حصلت ضد إدارة ومدرب الفريق من أمين بغداد آنذاك، فقررت أنا وارا همبرسوم ولاعبون آخرون ترك الفريق ولعبت مع الطلبة وأسهمت في فوزه ببطولة الدوري المحلي في موسم 80 ـ 1981 بقيادة المدرب عمو بابا". ونظرا لمستواه الجيد كان لابد لاحمد صبحي ان يكون احد لاعبي المنتخبات الوطنية المختلفة، حيث دعي في عام 1974 الى صفوف المنتخب الوطني ولعب مباراته الدولية الاولى ضد تونس وانتهت لصالح الفريق التونسي (2 ـ 1) وقد جرت المباراة في تونس ولعب فيها آخر عشرين دقيقة، أما آخر مبارياته الدولية فكانت ضد المنتخب القطري في دورة الالعاب الآسيوية الثامنة في بانكوك وانتهت عراقية (2 ـ 1) وكان أحد الهدفين من نصيب أحمد صبحي. وعن اسباب ابتعاده المبكر عن المنتخبات الوطنية يقول احمد صبحي:" ابتعادي كان بسبب تحايل مني لأنني لم اكن ارغب بالاستمرار بسبب الجهد الكبير الذي تعرضت له نتيجة كثرة المشاركات الخارجية فضلا عن ذلك كنت منشغلا في دراستي الجامعية التي تحتاج الى التزام كامل في الدوام، كما لا انسى اني تعرضت الى الكثير من الإصابات". أجمل مبارياته: يعتز احمد صبحي بالكثير من المباريات التي لعبها في مسيرته الرياضية ومنها مباراته مع البلديات ضد فريقي القوة الجوية والزوراء التي انتهت لمصلحة فريقه. ودوليا مع منتخب الشباب في بطولة الشباب العربي التي اقيمت في بغداد عام 1975 وسجل فيها ستة اهداف منها اربعة في مرمى ليبيا، وكذلك يعتز بمباريات المنتخب الوطني في بطولة كأس فلسطين الثالثة في تونس عام 1975 التي سجل فيها أربعة أهداف منها ثلاثة في مرمى المنتخب الاماراتي والهدف الاخر كان حاسما في مرمى الحارس التونسي المعروف عتوقة الذي رشح المنتخب الوطني الى المباراة النهائية ضد مصر. ويعتبر احمد صبحي كابتن منتخب مصر في بطولة فلسطين في تونس هو أصعب من واجهه في حياته عربيا، حيث يقول عنه:" كان قويا وعنيفا وحتى الفاظه كانت بذيئة وقد وجدت صعوبة في محاورته او اجتيازه"، أما على الصعيد المحلي فكان عدنان درجال عندما كان يلعب مع الزوراء وناظم شاكر في القوة الجوية، حيث يرى أن هذين اللاعبين هما الأقوى في الدوري العراقي في ثمانينيات القرن الماضي، أما أصعب حارس مرمى واجهه فهو رعد حمودي. مميزاته: يمتاز احمد صبحي بالسرعة الفائقة والمراوغة ومباغتة المدافعين في لحظات مفاجئة وكذلك يمتاز باختياره اقصر الطرق لهز الشباك، كما أنه متعاون جدا مع أي زميل يلعب إلى جانبه، لأنه يفكر في فوز فريقه وليس أن يكون هو من يحرز هدفاً في هذه المباراة أو غيرها. براءة فلاح وعلي من تهمة محاربته ورفض احمد صبحي الاتهامات التي يوجهها البعض ضد الثنائي الرائع فلاح حسن وعلي كاظم التي تشير الى إنهما كانا يحاربان من يلعب الى جانبهما بالقول:" إن لعبة كرة القدم هي انسجام.هي لعبة عامل الوقت في كل الامور، لكن للاسف الشديد ان البعض من الجمهور وحتى البعض من الاعلاميين يفسرون حالة انسجام فلاح حسن وعلي كاظم بانها أنانية، أنا أيضا شكلت ثنائيا ناجحا مع اللاعب آرا همبرسوم في فريق الامانة ومنتخب الشباب وكذلك في المنتخب الوطني حيث اخذ علينا ذات الطابع الذي لصق بالثنائي الرائع فلاح حسن وعلي ك
أحمد صبحي.. المهاجم المتألق وسط زحمة النجوم الكبار
نشر في: 15 ديسمبر, 2009: 04:05 م