البصرة / علي المياحي تصوير / طلال صلاح تفاوتت نسبة مشاركة الفرق البصرية في الدوري الكروي الممتاز منذ انطلاقه بفريق أو اثنين او ثلاثة ، اما الآن فقدت البصرة حصة الزيادة رسميا من الكعكة الكروية عن طريق قرار اللجنة الاولمبية والهيئة الادارية المؤقتة للاتحاد العراقي لكرة القدم الذي تم حل إدارته السابقة ،
بعد ان عاد العدد الى فريقين هما الميناء ونفط الجنوب واعادة مصافي الجنوب الى ساحة الدور التأهيلي للممتاز، هذه الفرق دخلت استعدادا رسميا منذ اشهر لكنها ما زالت تعاني كما تعاني اغلب الأندية العراقية من سوء ملاعبها التي تمارس عليها تمارينها يوميا . فلاعبو الفرق البصرية المشاركة في الدوري مازالوا يعرجون بسبب ملاعبهم التي لا تصلح للمشي ! هذا ما قاله سابقا شيخ المدربين عمو بابا رحمه الله في مباراة الميناء والجوية في نهاية التسعينيات عندما كان مدربا حيث زار البصرة ولعب مع مضيفه الميناء وخرج متعادلا سلبياً ، ونحن نؤكد لجميع الجماهير اليوم ان كلام عمو بابا مازال على ارض الواقع لكن الأبرز في هذا الموسم وهي المدينة الرياضية جعلتنا نحلم بها ولا نفكر بالواقع المرير الذي يلازم مستقبل ابرز الأندية البصرية بكل صراحة اقولها : على الميناء ونفط الجنوب وكل نادٍ بصري ان المطالبة بحق اعمار أنديتهم فلا يجوز ان نتقدم خطوة الى الأمام ونحن لا نملك أندية متقدمة بقاعاتها وملاعبها ، كل خطوة في مشروع المدينة الرياضية هو تراجع لنا بيد ان التصحر ما زال يقتل ملاعب البصرة العريقة ! فكيف نتقدم ونحن نجهل مصير البنية التحتية للرياضة العراقية المتمثلة بالأندية الرياضية وملاعبها؟ من كلمات عمو بابا نبدأ الحديث عن حجم المأساة ، فمن المضحك والمحزن معا ان نشاهد فرق الميناء ونفط الجنوب ومصافي الجنوب اذا تأهل وهي تخوض منافسات الدوري العراقي على ملعب واحد ( الميناء ) ، وذلك لعدم صلاح ملعب نفط الجنوب وعدم امتلاك مصافي الجنوب ملعباً منظماً . السفانة بين الشاوي والوزارة يعتبر ملعب الميناء من أقدم الملاعب العراقية والبصرية فهذا النادي العريق يعتبر الأول في البلاد حيث تأسس عام 1931 في منطقة التنومة بعدها انتقل النادي الى منطقة المعقل في مطلع الستينيات وتم إنشاء ملعبه الحالي الذي تجاوز عمره الخمسين عاما والذي لم يشهد أي عملية إعمار صحيحة او مثالية، فلو شاهدنا الأرضية اليوم لوجدناها مرتفعة بمقدار 30 سنتمتراً عما كانت عليه ، فلا يوجد غير إضافة التراب وزرع الثيل من دون دراية ولا دراسة ! بعد عام سيتسلق اللاعبون او يصعدون الى أرضية الملعب عن طريق السلالم! هذا هو ملعب الميناء العريق الذي أصبح اليوم محطة للخلاف بين وزارة النقل ووزارة الشباب والرياضة فكل جهة تريد ان يكون الملعب تحت سيطرتها ومن ملكياتها ، ليحرم النادي من الإعمار الذي نأمل ان يطول كل الملاعب العراقية ومنشأت الرياضة، حتى حق استضافة خليجي العراق لم يكن للميناء حصة فيه لان الوزارة تخلت عن مشروع أعماره واعتباره ملعباً ثانياً يضيّف مباريات البطولة او حتى تدريبات الفرق المشاركة ، حيث نفى وزير الشباب والرياضة سابقا وجود نية للوزارة لإعمار ملعب الميناء عن طريق احدى الشركات التركية ، وما زال النادي بعيداً عن اشراف وزارة الشباب والرياضة ، لانه تابع للشركة العامة للمؤانئ العراقية. نأمل ان تحقق وزارة النقل حلم الجمهور البصري وتعيد لملعب الميناء هيبته التي صنعها المرحوم مزهر الشاوي مدير الشركة العامة للمؤانئ العراقية في القرن الماضي. صراع المقاولات الحديث عن نادي نفط الجنوب الرياضي في السنوات السابقة قد يكون محزناً ، أما الان فالحال أصبح أفضل والفضل يعود الى الالتزام والدعم اللا محدود من قبل وزارة النفط وبالتحديد شركة نفط الجنوب التي لم تتخل عن واجهتها الرياضية بالرغم من تعدد مدراء الشركة التي زادت الدعم المادي للنادي ككل ما تعزز في الوقت نفسه موقف إبراهيم دحلوص وزملائه في الإدارة أمام جميع فرق النادي ، هذه الإدارة التي تبذل جهدا استثنائياً لتحويل الدعم الى لاعبيها ورفع عقودهم ولجميع الفرق ، لكن من دون الملعب لا توجد ثمرة للجهود فهو المسرح الذي مازال نقطة العرض السليم ، نفط الجنوب يعاني هذه الأيام عدم امتلاكه أرضية صالحة للتمرين وخوض مباريات الدوري لكن اليوم وفرت الشركة الإمكانات لتوفير ملعب بثيل صناعي ومن المواصفات العالمية كما شهدت ملاعب كردستان العراق. اين الملعب المثالي؟ نقطة التحول من ملعب مثالي الى ملعب خطّ عليها القدر عبارة ( لا تفرح كثيراً ) والسبب يعود هنا الى الجهة التي ستنفذ المشروع فهي احدى الشركات العراقية التي تقوم الآن ببناء قاعة رياضية داخل النادي ، هذه الشركة كان من المفروض ان تسلم القاعة عند نهاية شهر آب الماضي من عام 2009 لكنها تأخرت عن تسليم القاعة للنادي عند الموعد ، وتوزع لاعبو النادي بين الاندية. وما يقلق المتابع بالتحديد ان شركة نفط الجنوب جددت ثقتها بالشركة المنفذة للمشروع واعطتها مهلة حتى نهاية العام 2009 لتسليم الموقع ، وعند دخولك النادي لا يمكن ان تقول انه يملك قاعة رياضية ، بل ملجأ خاص صغير على ذمة ما قاله احد اداري النادي شخصيا. الضحية! على شركة نفط الجنوب إعطاء الثقة الكاملة لإدارة النادي وتكون قريبة من
التصحر يقتل ملاعب البصرة ونفط الجنوب ضحية صراع الشركات!
نشر في: 15 ديسمبر, 2009: 04:07 م