بغداد/ وكالاتبدأت الحكومة نقل عناصر منظمة مجاهدي خلق من معسكر اشرف إلى بغداد، يأتي هذا فيما نفى الناطق باسم سكان اشرف وجود اتفاق بينهم وبين الحكومة العراقية على نقل أعضاء التنظيم الذين يبلغ عددهم 3500 شخص من الرجال والنساء والأطفال.
المتحدث باسم الحكومة علي الدباغ كان قد أعلن أن نقل أعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية يأتي تطبيقا لقرار الحكومة لإسكانهم في أماكن جديدة مخصصة لهم. وجاء إعلان الدباغ بعدما كشف رئيس الوزراء نوري المالكي أن العراق يعتزم نقل أعضاء جماعة مجاهدي خلق إلى منطقة نقرة السلمان في الجنوب إلى أن يتمكّن من طردهم من أراضيه. وكانت محافظة المثنى ومركزها مدينة السماوة شهدت تظاهرة عبر فيها أهالي المحافظة عن رفضهم نقل سكان اشرف إلى محافظتهم. وكيل وزارة الحوار الوطني سعد مطلبي قال بحسب إذاعة العراق الحر: أنه بموجب الدستور العراقي لا يحق للعراق استضافة أية قوة معادية لدول الجوار لافتا إلى أهمية التعامل بطريقة إنسانية مع سكان المعسكر. الناطق باسم سكان معسكر اشرف بمحافظة ديالى مهدي عقباي أوضح أن الحكومة العراقية لم تبلغهم بقرار النقل ويرى بان قرار النقل استسلام مؤسف من قبل الحكومة العراقية لرغبة النظام الإيراني، واصفا القرار بغير قانوني وغير إنساني سيؤدي إلى وقوع كارثة إنسانية. حسن شعبان رئيس منظمة حقوق الإنسان في العراق أكد أن سكان أشرف مشمولون بالحماية الدولية وفقاً للقانون الدولي ولاتفاقية جنيف ويرى بأنه لا يوجد أي مبرر لنقل هؤلاء، وأن تسليم سكان اشرف أو الاستجابة للمطلب الإيراني فيه مخالفة للقانون الدولي، داعيا الحكومة إلى أن تقبل بالأمر الواقع وان تحترم وجود هؤلاء ولا تعرضهم للإيذاء بأي شكل من الإشكال وفي نفس الوقت تمنع مجاهدي خلق من التدخل في الشؤون الداخلية العراقية. ومع إعلان نقل معسكر مجاهدي خلق إلى جنوب العراق دعت الولايات المتحدة الحكومة العراقية إلى معاملة المعارضين الإيرانيين المقيمين على الأراضي العراقية إنسانيا. المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ايان كيلي دعا السلطات العراقية إلى أن تتم عملية نقل معسكر اشرف بطريقة شرعية وإنسانية. من جانبه اكد وكيل وزارة الحوار الوطني سعد مطلبي أن الحكومة العراقية ترغب بترحيل أعضاء منظمة مجاهدي خلق من العراق لكنها لن تعيدهم قسرا إلى إيران. اما رئيس الوزراء نوري المالكي: فقال إن عملية نقل سكان معسكر اشرف خطوة على طريق إخراجهم. لان وجودهم في مدينة اشرف له مخاطر كبيرة، نتيجة علاقاتهم التاريخية مع بعض المجموعات في المنطقة والقوى السياسية ولا سيما بقايا النظام السابق والقاعدة. وهذا ما يؤكده النائب وليد شركة عضو لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب الذي يشير إلى علاقة مجاهدي خلق بالنظام السابق وإيذائهم العراقيين في العقود الماضية وتدخلاتهم الحالية في الشؤون العراقية وخلق المشاكل في ديالى وبغداد. الناطق بإسم سكان معسكر اشرف مهدي عقباي أكد أن بقاءهم في المعسكر مؤقت، وانهم فاتحوا الحكومة العراقية قبل شهرين بأنهم سيرحلون إذا ما تم التنسيق مع دول الاتحاد الأوروبي لتسهيل عودتهم لكنه شدد أن سكان المعسكر يرفضون بشدة قرار نقلهم قسرا. وكيل وزارة الحوار الوطني سعد مطلبي يعتقد أن سكان معسكر اشرف لن يستسلموا بسهولة لقرار النقل لكنه يؤكد أن القيادات الأمنية وضعت خططا لتسهيل عملية النقل. ويشار الى أن مخيم اشرف تم تشييده مطلع ثمانينيات القرن الماضي بعد أن قام نظام صدام بمنح أعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية حق اللجوء السياسي. وبعد سقوط النظام في 2003 أصبح المعسكر تحت حماية الجيش الأميركي. وكانت قوات أمنية عراقية قد دخلت إلى معسكر أشرف في تموز الماضي بهدف بسط سيطرتها عليه، ما أدى إلى وقوع اشتباكات أسفرت عن مقتل وجرح العشرات.
نقل سكان معسكر أشرف خطوة نحو إنهاء ملف «مجاهدي خلق»
نشر في: 15 ديسمبر, 2009: 06:35 م