البصرة/ باسم حسين أرصفة شوارع حي الجزائر وعدن والطويسة يزينها الطابوق المقرنص أما الجزرات الوسطية لطريق البصرة - صفوان والبصرة- زبير فتزينها أشجار النخيل وأغصان الورود الملونة ،جمالية المنظر توحي للزائر القادم من خارج المدينة
وكأن البصرة هي أجمل مدن الدنيا في حين إن الواقع هو عكس ذلك تماماً فهي تتجه (أي المدينة) إلى كارثة صحية حقيقية بسبب وضعها البيئي الذي يزداد سوءاً يوماً بعد آخر، ورغم النداءت والمناشدات المتكررة من قبل المواطنين الا ان الحلول تبدو غائبة وليس هناك ثمة امل في ان يعالج الوضع البيئي والصحي الذي يهدد ارواح أكثر من مليوني شخص ممن يقطنون في هذه المدينة واذا ما استعرضنا بعض وليس كل الجوانب السلبية التي تشكل بمجموعها عامل خطر على حياة السكان نجد البصرة هي الأسوأ بيئيا قياساً بمدن المنطقة المجاورة.التلوث الإشعاعيثمة حقائق تثير الخوف لدى سكان البصرة الذين عدوا مدينتهم من المدن المنكوبة، فجميع الدلائل تشير إلى انتشار الأمراض السرطانية انتشار النار في الهشيم ، والزحام الشديد الذي تشهده العيادات الخاصة دليل تفاقم السرطان في مدينة تعد أهم واكبر مدن الجنوب العراقي ،فعلى الرغم من التعتيم الواضح الذي تبديه دائرة صحة المدينة بشأن ارقام الإصابات بالامراض السرطانية الا ان الشعور السائد بين عامة الناس هو ان السرطان سوف يطول جميع سكانها بسبب كتل السكراب الموجود حالياً في مركز المدينة و تحديداً في مناطق بريهه والحيانية والأصمعي والأصدقاء والموفقية ،ولم تتحرك الحكومات المحلية السابقة خلال تسلمها مهام عملها وان عملت الحكومة المحلية الحالية ولو بعد حين على رفع كتل السكراب من داخل الاحياء السكنية الا ان آثار الاشعاع تبقى فاعلة ومؤثرة ولعشرات السنين بحسب وجهة نظر المواطنين ،هذه المشكلة ترافقها مشاكل بيئية أخرى تتعلق بتلوث المناطق الزراعية كما هو الحال في صفوان وام قصر والزبير وباقي المناطق الزراعية والتي لاتخلو من الاشعاع !، وهو ما يعرض غذاء المواطن للخطر أيضاً!، أضف إلى ذلك ان الاجهزة الطبية المتخصصة بكشف وعلاج هذه الامراض عاطلة ومهملة منذ 2003 والى الان وهو ما لايمكن المواطنين من الاستفاده منها خاصة ذوي الدخل المحدود،الأمر الذي اجبر مئات المصابين بالامراض السرطانية وذويهم إلى مراجعة العيادات الخاصة رغم الفقر والعوز الذي يعانون منه وهو ما أنعش المختبرات وعيادات الأشعة والسونار الاهلية كذلك المستشفيات الخاصة بسبب زيادة اعداد المرضى،المواطن يرى ان الجهات الحكومية ذات العلاقة مقصرة في اداء واجباتها بدءاً من دائر صحة البصرة وصولاً إلى وزارة البيئة بل لايعتبرون وزارة البيئة مقصرة فحسب بل مهملة في أداء واجبها وان مسالة التخصيصات المالية التي تتذرع بها وزارة البيئة إنما هي شماعة للتبرير بحسب وجهة نظر المواطنين الذين يطالبون بوضع حد لمعاناتهم. مدير إعلام البيئة أكد وجود أطنان من حديد (السكراب) في المناطق السكنية وانه قد جرت كشوفات موقعيه على جميع قطع السكراب داخل وخارج المدينة وقياس الخلفية الإشعاعية لها وأكد إن هذه النتائج تم عرضها على مجلس المحافظة في دورتيه السابقة والحالية، وأشار إلى قيام الجهات المعنية بتوجيه من محافظ البصرة برفع أطنان من حديد السكراب من منطقتي حي الحسين والعباس منذ نحو ثلاثة أشهر إلا أن العمل توقف بسبب عدم وجود تخصيصات مالية !،مسؤول البيئة أكد وجود أطنان من الحديد الملوث الذي يتطلب نقله وطمره في مقبرة الدبابات الواقعة على بعد 170 كم عن مركز المدينة.! مياه الشرب الـ ( آر أ و)المشكلة الاخرى التي تواجه الناس في البصرة تتمحور في مياه الشرب او ما يطلق عليها بـ (آر أو). ويلجأ سكان البصرة ومنذ عقود لشراء ما يحتاجوه من ماء(آر أو) عن طريق اصحاب المحال المنتشرين في عموم مناطق البصرة، ذلك أن ماء الإسالة غير صالح بيئياً خاصة في السنوات القليلة الماضية بسبب انهيار البنى التحتية حيث يوجد وبحسب مدير إعلام دائرة بيئة البصرة ما بين (40 – 50) محطة تحلية منتشرة في عموم أقضية ونواحي البصرة وتزداد حاجتهم في فصل الصيف تحديداً بسبب ما تتميز به المدينة عن غيرها بدرجات حرارة ورطوبة مرتفعتين ،وكما هو معروف فان الماء المباع في تلك المحال يتم تزويده من خلال سيارات حوضية معظمها غير خاضع للرقابة الصحية والبيئية ،بل ان السيارات تلك لا تصلح من وجهة نظر المواطن لنقل المياه لا من الناحية البيئية ولا من الناحية الصحية إلا أن مسؤول بيئة المدينة (خزعل مهدي سلطان) أشار في تصريح لـ(المدى) الى وجود مابين 200 – 300 سيارة حوضية مجازة بيئيا، إلا انه عاد وأكد إن المشكلة التي لا تستطيع بيئة البصرة السيطرة عليها تكمن بالخزانات الثابت
كارثة صحية مرتقبة سببها الوضع البيئي السيئ في كبرى مدن الجنوب!
نشر في: 15 ديسمبر, 2009: 06:36 م