TOP

جريدة المدى > غير مصنف > من اوراق محمود احمد السيد

من اوراق محمود احمد السيد

نشر في: 16 ديسمبر, 2009: 05:34 م

رفعة عبدالرزاق محمد محمود احمد السيد.. اسم لامع من اسماء اليقظة الفكرية في تاريخ العراق الحديث، كان قطب الرحى في المشهد الثقافي العراقي في عشرينيات القرن الماضي، غير ان نسيانه- وما اكثر الاسماء التي ننساها- كان المشهد الاكثر سوادا في حياتنا الادبية المعاصرة التي تريد قطع الصلة بالبناة لاسس البناء الثقافي العراقي، فلا بناء سامق بلا اسس قوية،
هذا ما نعترف به ونؤمن به دوما، وفي السطور التالية ما التقطناه من اخبار محمود احمد السيد في سياحة سريعة في صحفنا القديمة.. * نشرت جريدة العراق ليوم 24 نيسان 1923، مايلي: (نشأ في هذه الربوع نشء (لذا) تطلع الى بيئة فرآها منعمة بالنقائص فهاله الامر وصار يشكو من هذه الحالة الصعبة، وعلت تأوهاته، فمن كان منهم ذا يد في الكتابة، تناول القلم وصار يسمعنا اناته خلال سطوره، واننا لانبرئ انظار الشباب من الحاجة الى الحنكة والخبرة، ولكن مايبعث على الامل ان هذا الشاب تنبه للحياة وفي تنبهه ثبت حياته وسوف تحنكه الايام فيقتل الدهر خبرة. ومن بين الكاتبين الشبان هنا محمود افندي المدرس الذي تصدى لتأليف بضعة روايات سبق لنا ان ذكرناها، واهدى الينا الجزء الاول من مجموعة اخذ في تأليفها و نشرها وهذا الجزء الموسوم بهياكل الجهل يتضمن نقد بعض النقائص التي يراها الرائي في المجتمع العراقي، ولقد رأينا الكاتب والحق يقال تدرج في مرقاه الكتابة فتمتنت عبارته وحسن اسلوبه فنسأل له اطراد النجاح).. *تعرض الكاتب والصحفي الكبير ابراهيم صالح شكر في حزيران 1923 الى اعتداء بالضرب من قبل اشخاص بسبب مقالاته النقدية اللاذعة في جريدته (الناشئة)، وقد استنكر جمع من الادباء والصحفيين ذلك، ومن ذلك البيان الذي نشرته جريدة (العاصمة) في 22 حزيران 1923: (استنكر انا وجماعة من اصدقائي حادثة الاعتداء على الاديب الفاضل صاحب الناشئة الجديدة الغراء، وانه ليؤلمنا جدا ان يكون ذلك نتيجة لجرأته الادبية وقيامه بالواجب نحو الحرية الفكرية في العراق). فاذا كان هؤلاء الاشخاص الاشرار يلعبون هذا الدور الشنيع في الناس، فهم يمثلون الحطة الاخلاقية والجبن والنالة علنا في الجادة العمومية فلا يغضب الجمهور لذلك ولايتحرك ذابا ومدافعا عن رجل صحافي وطني صميم او صائنا كرامة الادب الذي يمثله، فعلى حريتنا الجديدة العفا والسلام، اما والله فلئن لم يرَ هؤلاء الرقعاء المتشردون مغبة فعلتهم التي فعلوها جزاء صارما وعقابا اليما، يعلمهم الفرق بين التجاوز على الشرف والحرمة الادبية وبين التطاول على امثالهم من الحشرات الآدمية ليكون بلدنا يباح فيه كل امر يندى له جبين الانسانية ويا للعار وشر العار؟!! محمود احمد *كيف تعرف السيد على الاستاذ حسين الرحال. تناولت المؤلفات التي عنت بنشأة الفكر التقدمي والاشتراكي في العراق الدور الكبير الذي لعبه محمود احمد السيد وحسين الرحال في تأسيس اول جماعة (يسارية) عراقية واصدارهما مع آخرين اول جريدة (تقدمية) وما الى ذلك، غير ان بدء صلة السيد بالرحال بقيت غير واضحة، وقد وجدنا قصة تعارفهما في الكراس الذي كتبه السيد في آذار 1923 بعنوان (القلم المكسور) ضمن سلسلة اراد السيد اصدارها باسم (مكتبة الشبيبة) فقال: ((15 كانون الثاني 1920، زرت صديقا لي من اصدقائي الكثيرين- وما اقلهم في الحقيقة- فوجدت عنده شابا عليه مسحة غريبة’، كان قد قدم حديثا من اوربا).. وبعد ان عرفه بيّ وعرفني به اسماه لي قائلا : (ح، ر). قلت: سمعت بهذا الاسم ولقد كنت اعلم عنه انه كان في طلب العلم بأوربا على اني مع ذلك لا اعلم سبب قدومه. فأجابني الشاب قائلا: السبب واضح، الحرب مازالت قائمة على قدم وساق، وان كان الظاهر لايدل عليها، وكان بالطبع غير مستحسن بقاؤنا في عاصمة الالمان، وهم الان في عاصمة جنوبية جديدة. وبعد برهة وجيزة كان كل منا يحاور صديقا الى جانبه، وبينما انا في تحاوري مع احدهم، اذ سمعت (ح.ر) يتكلم بصوت عال فأنصت فسمع آخر جملة من كلامه. قال (كل شعور يأتي من الدماغ الى الحواس فهو كاذب، وكل حس يصدر من الحواس الى الدماغ حسٌ صادق).. سمعت ذلك فقلت في نفسي انها لكلمة ناضجة ويظهر انه نجح في ذهابه الى تلك الديار. وقد قاطع افكاري رفيقي الذي كنت احادثه، فعدت الى مجرى حديثنا السابق، وعما قليل تغير نوع الكلام بيننا اذ دخل بطور عام جله بحث عن انحطاطنا واسباب الرقي.. ويستمر هذا الحديث الشائق مع حسين الرحال، وعندما سأله محمود احمد السيد: كيف السبيل الى ايجاد امة جديدة لنا راقية؟. اجابه بعد ان نظر اليه هنيهة: اترضى يا اخي ان تبني لك قصرا في مستنقع؟ بالطبع لا، اذن كيف ترضى ان تشيد اركان امة جديدة وسط محيط ملؤه الخرافات والعادات السقيمة؟. قلت الان فهمت ما قصدت ورميت اليه، الا اننا سائرون رويدا رويدا نحو هذه الغاية، ونحن لاشك لاتصلح لنا في مثل هذه الظروف الا طريقة الاعتدال. فقهقه ضاحكا ثم قال: هنا، هنا بيت القصيد، هذا هو الهدف الذي ارجو ان اصيبه، اخواني ضللتم الطريق السوي، لا اعتدال هناك ابدا، اما عندكم فالافراط محرم والتفريط حرمان والاعتدال مصيبة تحسبونها سعادة. قال ذلك وبأسرع من لمح البصر قام مودعنا وخرج وقد تركنا وراءه مفكرين مضت ثلاثة ايام، وفي اليوم الرابع وانا جالس في متنزه (جسر مود) تذكرت تلك المسامرة التي حدثت بيننا وقد قرأت في احدى

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالحوارِ أم بـ"قواتِ النخبة".. كيف تمنعُ بغدادُ الفصائلَ من تنفيذِ المخططِ الإسرائيلي؟

تحديات بيئية في بغداد بسبب انتشار النفايات

العراق بحاجة لتحسين بيئته الاستثمارية لجلب شركات عالمية

الكشف عن تورط شبكة بتجارة الأعضاء البشرية

مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 %

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

"إعادة العرض": لوحات فنية ترصد مأساة العراق

اعتقال صاحب منزل اعتدى على موظف تعداد سكاني في الديوانية

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 

مقالات ذات صلة

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 
غير مصنف

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 

بغداد/ المدى كشف نائب رئيس الأقاليم والمحافظات البرلمانية جواد اليساري، مساء اليوم السبت، عن عودة عقد جلسات مجلس النواب خلال الأسبوع الحالي، فيما أكد عدم وجود أي اتفاق على تمرير القوانين الجدلية. وكان البرلمان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram