ترجمة/المدىوصل اسلام آباد الادميرال مايك مولن القائد الاعلى للقوات المشتركة في افغانستان في مهمة اعادة التأكيد على الجيش الباكستاني والقادة المدنيين ان الخطة الجديدة في افغانستان هي جزء من مرحلة طويلة الامد لعكس اعوام من "عدم الثقة والخيانة".
ويحس الكثير من الباكستانيين، بشكل خاص، ان الولايات المتحدة الامريكية ستتخلى عن افغانستان قبل انهاء مهمتها، تاركة باكستان تلملم اجزاءها ويقولون ان التعهد الامريكي للبلاد قد تمدد وتقلص في العقدين الماضيين. ويحدد الباكستانيون اعوام الثمانينيات عندما موّلت الولايات المتحدة التمرد الافغاني ضد السوفيت ثم تجاهلت ذلك البلد بعد سقوطه في خضم الفوضى والحرب الاهلية بعد مغادرة السوفيت له. ويعرف مولن ان عليه التغلب على نزعة الشك العميقة هذه تجاه النوايا الامريكية ان اراد جعل الباكستان تتعاون كليا في العمليات العسكرية على الحدود بينها وبين افغانستان. وقال مولن لعدد من القادة العسكريين، "ان عدم الثقة بين بلدينا – وهناك اسباب كثيرة لذلك وافهمها جميعا". وكان مولن يتحدث آنذاك في الجامعة الوطنية للدفاع في اسلام آباد، مضيفا: "ان احد اهدافي هو ارساء طريق قوية وثابتة بيننا وبشكل فعال". وزيارة مولن الاخيرة لباكستان جاءت ضمن جولة له في مناطق القتال، ولحق به بعد ذلك الجنرال ديفيد بيترايوس، القائد الاعلى للقوات الامريكية المركزية، والزيارتين اكدتا امدى اهمية باكستان وفاعلية استخدام حدودها لشن هجمات من قبل القاعدة والمجموعات العسكرية الاخرى التي اتخذت في تلك المنطقة مواقع لها للهجوم على القوات الامريكية وقوات التحالف في داخل افغانستان. وكانت الولايات الامريكية المتحدة قد طلبت بضغط شديد على باكستان مطاردة تلك المجموعات المتمردة ولكنها جوبهت بالرفض. والمتمردون الذين يهاجمون القوات الامريكية في افغانستان (طالبان الافغان)، مختلفون عن اولئك الذين يهاجمون باكستان (طالبان باكستان)، وقد وضع الجيش الباكستاني في اولياته شن هجمات ضد طالبان باكستان. وكانت باكستان قد استخدمت سابقا عناصر من طالبان الافغان لمساعدتها في اعادة الاستقرار الى البلاد بعد انتهاء مرحلة الحرب الاهلية – السوفيتية. وبسبب الرفض الباكستاني للطلب السابق، بدأت أمريكا في اتخاذ لهجة ناعمة، اذ لا خيار امامها غير ذلك، من اجل اعادة وتنظيم علاقتها مع الباكستان، ان فعلا الانتصار على شبكة القاعدة، وبطبيعة الحال فان هدفها الاول هو قتل او اسر أسامة بن لادن. وهناك في الافق بعض علامات التقدم في دولة تواجه تهديدا من الهند على حدودها الشرقية، اذ انها شنت عدة هجمات ضد طالبان باكستان في المناطق القبائلية وعلى طول حدودها مع افغانستان. اما رد فعل الجيش الباكستاني على مبادرة اوباما وخطته، "نحو الامام افغانستان" فقد جوبه بالصمت التام اذ تبقى الذكريات القديمة في البال. ويتذكر الباكستانيون كيف ان امريكا رفضت تقديم المساعدات الاقتصادية والعسكرية لبلادهم عندما استجابت الباكستان للهند من اجل بناء اسلحتها النووية. وبعد احداث 11/9، عندما غدت المصالح الامريكية على المحك، هرعت الولايات المتحدة لتقف بجوار باكستان. وهذا الاحساس ما يزال يذكي المشاعر ضد امريكا. والاحساس بان امريكا تفكر دائما على المدى القصير قاد القرار الباكستاني بعدم الذهاب خلف سراج حقاني، قائد واحدة من اخطر الشبكات البرامجية الارهابية التي تعمل في افغانستان،وذلك حسب تقرير لصحيفة النيويورك تايمز عن الكريستيان ساينس مونتير
أميركا تحاول إقناع باكستان بالتعاون معها

نشر في: 16 ديسمبر, 2009: 06:53 م