بشار عليويقليلةٌ جداً هي المطبوعات الصادرة في إيران باللغة العربية التي تُسلط الضوء على الواقع الثقافي الإيراني . لذا حرصَ (مركز شيراز للفكر والفن الإسلامي) في طهران ، على إصدار مطبوع فصلي يهتم بالأدب الإيراني وموجه للناطقين بالعربية فكانت " شيراز " .
وهي مجلة فصلية تصدر في مدينة طهران وتُعنى بالتواصل الإيراني العربي وقد صدر حديثاً العدد (11) ربيع 2009 من هذهِ المجلة ، حيث جاء هذا العدد حافلاً بالعديد من الدراسات والمقالات والنصوص المُترجمة من الفارسية للعربية . في البدء نُطالع مقطع من قصيدة " النافذة " للشاعر الإيراني (شمس تبريز) ..كتبَ الخطاط ثلاثاً ..خط يقرأهُ هو ، ولا يقرأهُ غيره ..خط يقرأهُ هوَ ، ويقرأهُ غيره ..خط لا يقرأهُ هو ، ولا غيرهُ ..وهذهِ حالي أنا ..فكلامي لا أفهمهُ أنا ، ولا يفهمهُ غيري .وفي محور " دراسات " ، نُطالع دراسة بعنوان (شعر الثورة والمُقاومة في إيران) للباحث د. محمد رضا روزيه ، ترجمة حيدر نجف ، وهذهِ الدراسة تحدد مفهوم شعر الثورة بكونهِ النتاج الشعري لفترة ماقبل قيام الثورة ، أما مفهوم شعر المقاومة فيتحدد بالمُنجز الشعري خلال سنوات الحرب بين العراق وإيران . وفي هذا السياق تكشف الدراسة عن توجهات كلا المفهومين بقول الكاتب (حيث أن الثورة الإسلامية حملت هوية شرقية _ إيرانية _ دينية ودعت الى التقاليد الدينية والاجتماعية والثقافية المحلية ، فإن العودة للتقاليد الأدبية كانت بدورها مما أولاهُ الشعراء اهتماما بالغاً ، ومن هذا المُنطلق فإننا نشهدُ في السنوات الأولى للثورة وفوراً في القصائد التقليدية الى جانب القصائد الحديثة) . ونقرأ أيضاً في المحور ذاته دراسة تعنونت بـ (سمعتُ صوتاً هاتفاً في السحر) وهي عن الأديب الفارسي الخالد " عمر الخيام " صاحب الرباعيات المشهورة ، بقلم الباحث والشاعر الإيراني " موسى بيدج " ، وتُسلط هذهِ الدراسة الضوء على سيرة ومُنجز الخيام حيثُ جاء فيها ( الخيام هو أحد الكواكب المُتألقة في تأريخ الثقافة الإسلامية في إيران . فهوَ يُمثل الروح الإيرانية المُتعطشة الى المعرفة والكِشف والتعمق والغور في الشك من أجل الوصول الى اليقين الذي يحتاجهُ الإنسان للحصول على نفسٍ مُطمئنة تُساعدهُ في سبر أغوار الحياة الدُنيا) . وفي محور / لقاء العدد / نُطالع حواراً مع الشاعر الإيراني " أحمد رضا أحمدي " أجرتهُ الشاعرة " آزاده ميرشكاك "، والشاعر أحمد رضا أحمدي من مواليد مدينة كرمان عام 1940 وكان مُنجزهُ الشعري انطلاقة لأحد التيارات المُهمة في الشعر الإيراني الحُر " النيمائي " أُطلقَ عليه عنوان " الموجة الجديدة " وكانت السمة البنيوية البارزة لهذا التيار الشعري ولهُ حيث يميل نحو النثر وتحررهُ من كُل أشكال الوزن والموسيقى الشعرية . أما محور / نصوص / فقد ضَمْ باقة مُختارة من الأدب الفارسي . حيث نُقراً باقة من قصائد الشاعر " محمد علي بهمني " هي (ساعة / صوتك / عبث / حلمٌ فرَّ من النوم / لا يوجد أحد في الدار / الجدار) ، ونُطالع أيضاً مجموعة قصائد للشاعر " د. محمود إكرامي " هي (جمالُكِ بِلا حدود / غدأً وشمس أُخرى / تفاحة مُبتسمة / أسمك حلاوة فمي / النهار كم سنة) وجميع هذهِ النصوص قام ترجمتها من الفارسية الى العربية " موسى بيدج " ، كما نشرت المجلة حواراً مُطولاً مع الأكاديمي د. سمير أرشدي أُستاذ اللغة الفارسية وآدابها بجامعة الكويت ، عن الشاعرة الإيرانية " بروين اعتصامي " . وفي محور / قصص / نقرأ قصة بعنوان (الأرض الزرقاء) للقاص " محمد رضا كاتب " ترجمة حيدر نجف . وقصة حملت عنوان (المشروع الثاني) للقاص " محمد علي كوديني " ترجمة جمال كاظم . أما محور / حقيبة ثقافية / فقد تضمن مُتابعة لجمال كاظم من بغداد ، حملت عنوان (شارع المُتنبي ينهض من جديد) . جديرٌ بالذكر أن هيأة تحرير مجلة شيراز تضم كُلاً من ( حسن بنيانيان _ مُشرفاً عاماً / الشاعر موسى بيدج _ رئيساً للتحرير / باسم الرسام _ مُديراً فنياً / جمال كاظم ، حيدر نجف ، د. سمير أرشدي ، صادق خورشا _ أعضاءاً) وللمجلة أيضاً ، موقعاً ألكترونياً على شبكة الأنترنيت بالرابط التالي www.shirazmag.com
مجلة " شيراز" نافذة عربية على الأدب الإيراني
نشر في: 18 ديسمبر, 2009: 04:42 م