خليل جليلمن جديد تتعالى الاصوات مثل كل مرة مطالبة بالاهتمام بالرياضة المدرسية وإظهار طرق الاعتناء بها من قبل المؤسسات التربوية كما يرى اصحاب هذه الاصوات معتبرين انها ستكون القاعدة العريضة والاساس المتين للتطور الرياضي في البلد وانتشال الحركة الرياضية من واقعها المرير ووضعها على السكة الصحيحة.
نعتقد ان لايوجد هناك من يختلف مع مثل هذه الأصوات والثوابت الفنية واهميتها في رسم معالم رياضة حقيقية واعدة تعتمد على الطاقات الرياضية الفتية وهذا هو مفهوم منطقي منسجم مع كل التطلعات التي تسعى لمستقبل رياضي يمكن ان يشهد تحقيق انجازات رياضية وفق مؤشر يعكس حجم التقدم الرياضي بشكل عام وليس التفوق بلعبة واحدة وفي مناسبة لايمكن ان تكون المحك الحقيقي. ان الحديث عن الاهتمام المفترض بالرياضة المدرسية والارتقاء بها ياتي عادة بعيدا عن حقائق اخرى وبطريقة مقصودة احيانا عندما تتعمد الاصوات المطالبة بدعم الرياضة المدرسية الى اغفال جانب اساس وعدم التوقف عنده عندما يتصل الامر بغياب والافتقار للبنى التحتية الرياضية والمنشات الرياضية التي يعرف جيدا اصحاب هذه الاصوات اين تقع مسؤولية الالتفات الى هذه المنشآت الغائبة. فمع غياب المراكز التدريبية المتخصصة وانعدام المنشآت الرياضية لألعاب مختلفة وفي ظل الافتقار الواضح للبنى التحتية والملاعب والقدرات التدريبية والفنية وانحسار المستلزمات الرئيسة التي تدخل في تطوير الالعاب الرياضية وترفع من مستوى الرياضيين وخصوصا الشباب واصحاب المواهب الفتية التي يفترض ان تقدمها الرياضة المدرسية،كيف يكون هناك سبيل للاهتمام بالرياضة المدرسية وعناية المواهب في ظل انعدام وغياب هذه العوامل الرئيسة وهل يعرف المنادون للاهتمام بالرياضة المدرسية ان ساحات وملاعب صغيرة متواضعة في بعض المدارس تحولت الى مبان ملحقة بهذه المدارس لاستيعاب اعداد كبيرة من الطلبة تبحث عن صفوف دراسية تاوي اليها، وهل يدرك المنادون للرياضة المدرسيةان غياب القاعات الرياضية وعدم الاهتمام بمراكز التدريب وغياب التجهيز الرياضي البسيط للفرق المدرسية دفع بادارات المدارس للقفز على حصص التربية الرياضية؟وهل تعرف هذه الاصوات ان اعدادا كبيرة من خريجي كليات التربية الرياضية تنتظر فرصا شبه معدومة للعمل وممارسة اختصاصاتها التي درست من اجلها؟. اذن عندما تكون لدينا بنى تحتية ومنشات رياضية ومراكز تدريبية متخصصة وملاعب منتشرة تستوعب الطاقات الرياضية الشابة والمواهب الفتية والكفاءات التدريبية والتدريسية الرياضية عند ذلك يكون هناك تبرير منطقي امام الحاجة للاهتمام بالرياضة المدرسية بعد توفر مستلزماتها وشروطها بطريقة تؤمن بناء كفاءات وقدرات رياضية يمكن ان يؤخذ بيدها الى الانجاز وصناعته. من الافضل ان نعترف اولا بان العمل على انقاذ الرياضة المدرسية يتطلب جهدا جبارا ليس باليسير ان تتحقق احلام انعاش هذه الرياضة وازدهارها في وقت قصير قبل ان تتوفر لها متطلبات هذا العمل الكبير وشروطه وادواته ليتحقق هدف تطوير الرياضة المدرسية وتحريك ودفع عجلتها المتوقفة منذ امد بعيد، الى الامام ليس بقول التمني والتنظير وانما بفعل عمل واقعي وملموس يعكس حجم الاهتمام بالرياضة المدرسية التي كانت واحدة من ابرز عوامل الانجاز وصناعة الانتصارات الرياضية.
وجهة نظر: الرياضة المدرسية؟!
نشر في: 18 ديسمبر, 2009: 05:23 م