الفلوجة/ (آكانيوز)من المعروف أن سكان مدينة الفلوجة تقطنه غالبية من العرب، إلا أن المدينة تضم حيا يسمى "حي الأكراد"، ولعل أهم ما يميزه عن باقي المناطق، الزي الكردي التقليدي وأصوات موسيقى كردية تذكرهم بتاريخ ما قبل تهجيرهم من المدن الشمالية.
 ويشكل العراقيون الكرد جزءا من تاريخ مدينة الفلوجة القديم والمعاصر وينظر إليهم على أنهم مكون أساسي ضمن مكونات المدينة التي تضم عراقيين من طوائف وقوميات مختلفة. ويقول كاكا رحمن (54 عاما)، اسُكن الفلوجة منذ عشرين عاما، "قام صدام بطرد نا من كركوك إلى هنا وكنت شابا حينها ولي طفل واحد أما اليوم فلي عائلة كبيرة من بنات وبنين". ويضيف: "نحن نعيش بشكل جيد لكني احن كل يوم الى العودة إلى مدينتي لكن العامل المادي يقف حائلا دون ذلك كوني لا امتلك منزلا ولا أتمكن من تأجير منزل هناك وأتمنى ان يكبر أبنائي وسط أهلي وعشيرتي وقدمت الكثير من الطلبات لكن دون جدوى حيث أسعى إلى العودة". ويتابع رحمن قائلاً: "الناس يعاملوننا هنا كأهل المدينة ومن بيئتها ولا نجد أية مضايقة بل أننا نقابل باحترام كبير وبالتأكيد سأشتاق للفلوجة إذا ما تمكنت من العودة إلى دياري لكن يبقى الحنين لأول منزل". ويتحدث كاكا رحمن بابتسامة مشوبة بالحزن "عشرات العائلات الكردية تتمنى العودة لكن العامل المادي يقف حائلا ويبدو أننا سنبقى هنا كنجارين وصباغين وعمال بناء ومصلحي سيارات واسكافيين وسنموت هنا لان سبع سنوات مرت على إسقاط نظام صدام ونحن نسمع الوعود فقط". في حين تقول وردة نوري (19عاما) "ولدت هنا في الفلوجة وتعلمت في مدارسها ولي صديقات من عشيرة الدليم وأجيد اللغة العربية أكثر من لغتي الام غير أني أستمتع عندما اسمع والدي يتحدث معنا بالكردية فهو يصر على ذلك ويقول في منزلنا تحدثوا لغة أجدادنا كي لا تنسوها ونحن نعلم اللغة الكردية لأطفالنا أيضاً". من جانبه يقول سعد عواد رشيد قائممقام الفلوجة إن الكرد في الفلوجة "تاريخ حافل من الانجازات ففيهم الطبيب والمهندس والأستاذ، ومنهم من ساهم في إعادة الفلوجة الى وضعها الطبيعي وهم جزء لا يتجزأ من المدينة ولهم حقوق وواجبات مثل أي فلوجي آخر".