عبدالله السكوتي يحكى ان احدهم كان مشغولا بالتكلم عن الناس والنيل منهم ، لا يخطو خطوة الا اخذ فيها (غيبة) احدهم ، انتبه الى نفسه وذهب الى الشيخ ليكفر عن سيئاته ويستفتيه في امر نفسه الامارة بالسوء. فقال له الشيخ (ابني اذا اتكلمت على انسان واخذت غيبة احد فتصدق بمال كي تتخلص من هذه العادة الذميمة)
، لم يستطع الرجل كبح جماح نفسه فأخذ يتصدق ويتصدق حتى استهلك جميع امواله وبدأ ببيع اغراض البيت ، فاتى عليها الا قدرا تركه ليطبخ فيه طعامه، وفي يوم من الايام خرج الرجل الى باب الدار ليرفه عن نفسه قليلا ، فشاهد احدهم يحمل نعليه تحت ابطه ويمشي متحفيا وسط الاوساخ والقاذورات ، تأمله طويلا ثم ردد مع نفسه (هذا اليوازيك على بيع الجدر). لقد رأينا ان الحكومة هذه الايام تكال لها الطعنات من كل جانب ، فرددنا: لنهدأ قليلا ونرى الامر من زوايا متعددة ولا نريد ان نثقل كاهل الحكومة بانتقادات اكثر ، ولكن ماحدث من امر الكهرباء والتي تحولت من اثنتي عشرة ساعة في اليوم الى ساعة واحدة كهرباء و20 قطعاً اضطرتنا الى ان نبيع (الجدر) لنتكلم عن الحكومة وعجزها التام عن مواجهة اية مفاجأة ياتي بها الارهاب او يختلقها اعداؤها. لقد حاولنا ان نلتزم خصوصا في هذه الفترة الحساسة من عمر الحكومة ونبقي (احجارتنا ابعبنا)، لكن الذي حدث من خروقات امنية متكررة وتهديدات اضف الى ذلك الانعدام التام في الخدمات الصحية والخدمات الاخرى جعلنا نفكر ثانية ببيع القدر ونبدأ بمهاجمة الجهة التي يفترض انها قائمة على خدمة الناس وتهيئة الظروف الملائمة ومعالجة الاخطاء التي وقعت في الماضي القريب، لكن حب الانا والانتخابات ودعاياتها جعلت جهودهم تنصب باتجاه واحد ، تاركين مصلحة الشعب وراء ظهورهم. الاجدر بالشعب العراقي ان يبيع القدر ليبين مساوئ السيئين ، وان ينأى في انتخاباته المقبلة عن تكرار تجربته الاولى. لقد اخرج تهاون البعض وانشغالهم بامورهم الخاصة الافعى من جحرها، فظهرت من جديد على وجه اللوحة، بعد ان ايقن الناس انها ذهبت الى غير رجعة، لقد عاد الخوف والتوجس وكأن شيئا لم يحدث ولم ينزف شهداء القوات الامنية دماء زاكية لاجل استقرار الوضع الامني، الذي اهتز من جديد امام ضربات الارهاب. لقد استيقظنا بعد نقاشات مستفيضة للخروقات الامنية على خرق امني في ذات الاماكن التي طالتها تفجيرات الثلاثاء وهذه المرة في الثلاثاء ايضا، وهذا الامر بحد ذاته يعد تحدياً واضحاً للحكومة والنواب وللعملية الديمقراطية ، القاعدة هذه المرة تريد ان تقول انها هنا ولايتيقن الاميركان ان افغانستان فقط هي دائرة الصراع فالعراق مايزال على القائمة . صدقونا لانريد ان نبيع القدر وفي هذه المرحلة بالذات فهي مرحلة مهمة ستضع حياة الشعب العراقي في كفة واخلاص المخلصين في كفة اخرى ولذا نريد ان نكون ،طابوقة بناء تدق في جدار العراق الذي يفصل الموت عن ورود المدارس ، ولانريد ان نشوش افكار الناس لئلا يضيعوا اللحن الحقيقي ويبحثوا عن ألحان تعود بهم الى الوراء.
هواء في شبك: ( هذا اليوازيك على بيع الجدر)
نشر في: 18 ديسمبر, 2009: 07:26 م