تواجه نيجيريا حيث يموت سنويا 300 الف شخص بسبب الملاريا تحديا جديدا اذ ان البعوض الذي ينقل المرض بات اكثر مقاومة للمبيدات الحشرية كما انه يستفيد من الاحترار المناخي.فقد اجتمع في ابوجا الاسبوع الماضي علماء ومسؤولون سياسيون وخبراء اجانب لدراسة هذه الظاهرة المقلقة.
واظهرت احصاءات رسمية ارقاما مخيفة حيث ان نيجيريا وحدها تشهد سنويا اكثر من ربع الوفيات المسجلة في افريقيا جراء المرض البالغة مليون وفاة. ويصاب نصف النيجيريين أي 75 مليون شخص سنويا بالملاريا مرة واحدة في لاقل. ويقدر بان الاطفال دون الخمس سنوات ويصل عددهم الى 24 مليون يعانون من اربع نوبات ملاريا في السنة كمعدل وسطي.واعتبرت المنظمة النيجيرية "رول باك ملاريا" ان 97% من سكان هم في دائرة الخطر بسبب الفقر والجهل وغياب البنى الصحية الضرورية. من جهتها، قالت منظمة الصحة العالمية ان الملاريا يتسبب بثلث حالات الاستشفاء وعلاجه يمتص نحو 18% من مدخول الأسرة.ولا تعتبر المقاومة للمبيدات الحشرية ظاهرة جديدة الا ان اجتماع ابوجا افاد بان ثمة مؤشرات الى ان هذه الظاهرة قد تتفاقم بسبب الاحترار بشكل خاص.وقال بيتر كليري مسؤول الاتصالات في شركة فسترغارد فراندسن المنتجة للناموسيات المشبعة مواد منفرة للبعوض لوكالة فرانس برس "نتخوف من ان يصبح البعوض الحامل للمرض مقاوما لكل المبيدات الحشرية التي توافق عليها منظمة الصحة العالمية".في الواقع يتأقلم البعوض مع التغير المناخي ومع كل المواد الكيميائية المستخدمة لمكافحته. واوضح عالم من جامعة باييرو دي كانو "شمال" يدعى يايو عبد السلام انه "في حال بدأنا نشهد مقاومة عالية سيستخدم الناس المبيدات الحشرية الزراعية" علما انها سامة. الا ان التغيرات المناخية ضللت التوقعات "فمنذ 25 سنة كان يمكن توقع الميول للسنوات المقبلة الامر الذي بات مستحيلا في يومنا هذا"، على حد قول شيوما اماجور المسؤول في وزارة الصحة. واعتبر عبد السلام ان ارتفاع درجات الحرارة وتدني المتساقطات والتصحر يجعل عملية مكافحة هذه الافة اكثر تعقيدا.وافاد في حديث لوكالة فرانس برس ان "هذه التغيرات المناخية تطول البعوض كما تطول البشر فحين تكون الحرارة مرتفعة جدا في المنازل ينام الناس في الخارج ويتبعهم البعوض". وحذر سام اولولا من المعهد النيجيري للابحاث الطبية من انه "امام هذه المقاومة، علينا اتخاذ التدابير الضرورية من اجل التأكد من أن المبيدات المتوافرة لدينا ستظل فعالة".وما يزيد الطين بلة هو ان مقاومة انثى البعوض التي تحمل المرض تتعزز بسبب الناموسيات المنفرة المزيفة ذات الكلفة المتدنية لكن النوعية السيئة التي تدخل بطريقة غير شرعية الى البلاد.واوضح سام "فبدلاً من ان تكون هذه الناموسيات مرشوشة بنسبة 100% بالمواد المنفرة للبعوض يتم رشها بنسبة 50%، ولدى تعرض البعوض لها لا يقتل بل يمرر جينة مقاومة لهذه الادوية للجيل التالي"، وكانت الحكومة حددت هدفا يقضي بتوزيع 62 مليون ناموسية بحلول نهاية 2010. اما ديجي اسا وهو طبيب من لاغوس فلديه خبرة طويلة مع الملاريا وطريقة خاصة به لمحاربته، ويقول عن هذه الطريقة "اغير المبيد باستمرار لانه بعد مدة لا يعود قادرا على قتل البعوض".