TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > الأدب النسوي وارتياد المحظور..وي هيوي وروايتها الفضائحية (شنغهاي بيبي)

الأدب النسوي وارتياد المحظور..وي هيوي وروايتها الفضائحية (شنغهاي بيبي)

نشر في: 19 ديسمبر, 2009: 05:00 م

شكيب كاظم دأب الكثير من كاتبي القصة والرواية وخاصة كاتباتها على ولوج الأماكن المحظورة او التابوهات، من اجل جلب الأنظار وكسب الشهرة، التي تكسبهن خلودا، وفرق كبير بين الشهرة الزائلة، وخلود أعمال تبقيهم او تبقيهن في الذاكرة،
فلقد قرأت أكثر من عمل روائي لروائيات عربيات او من غير العربيات، فوجدت ضعفا واضحا في اللغة والسرد وإدارة دفة العمل الروائي، ما يؤكد ضعف القابلية، وضمور الموهبة، فكان التعويض عن هذا الخسران، بتناول ما يدغدغ الفتيات والفتيان والمراهقين والمراهقات، لا بل وجدت لها أثرا حتى لدى من فارق او فارقت هذه المرحلة الزمنية من العمر. رجاء الصانع في روايتها (بنات الرياض) أقامت عملها الروائي على المكالمات الهاتفية والرسائل السريعة الهاتفية، لكنها ضاجة بكل ما يثير، فلغتها ضعيفة وأداتها السردية اضعف، فكان التعويض بطرق الأبواب الموصدة، والمناطق المحروسة، من اجل كشف المستور، وفضح المحروس. هذه الافكار عاودتني وانا اقرأ الرواية المثيرة للجدل والمحفزة للغرائز، والتي أسقطت عن سردها الروائي، حتى ورقة التوت، التي كانت تستتر به امنا حواء، من نظرات آدم المتلصصة، ولم تبق الجنس الطبيعي، بل فارقته حتى الى غير الطبيعي، المثلي، السحاقي. هذه الروائية، التي بشر بها الإعلام الصيني المحنط بأفكار الحزب الواحد، القائد، لكنها ما ان اكتنزت بالشهرة (التي وفرها لها هذا الإعلام المؤدلج، حتى فجرت قنبلتها الجنسية، الروائية واعني بها روايتها (شنغهاي بيبي) فانقلب السحر على الساحر، فحاربها إعلاميا ووصمها بأنها كاتبة (منحلة) و(منبوذة) وعبدة الثقافة الأجنبية، ومنعت هذه السلطات روايتها من التداول وسحبت من أسواق الكتب وأحرقت منها عام 2000 أكثر من أربعين ألف نسخة، علنا وأمام عيون الإشهاد، لكن عملية الإحراق هذه، وكثيرة هي عمليات إحراق الكتب منذ بدء التاريخ، فقديما احرق يوسف بن تاشفين كتب المذاهب الأربعة، بحجة التأويل والتعليل الفقهي لأنه جاء بالمذهب الظاهري، ودراسة الأمور الدينية على الظاهر في مواجهة التأويل والتعليل. ان عملية الحرق هذه زادت من شهية القراء، وانجذابهم نحو الممنوع والمحظور، وهي ما فعلته تلك الفتوى مع آيات سلمان رشدي الشيطانية، او تلك التظاهرات الصاخبة الناتجة عنها، هي التي لم تقرأ الرواية، أصلا، لأنها لا تقرأ أبدا، وبينها وبين الحرف المكتوب طلاق بائن، بينونة كبرى!!بل تعتمد في اندفاعاتها على ثقافة الهمس والوشاية، ما زاد في انتشارها، وما أرى ذلك الا ردا مبطنا على سياسة الدولة الضاغطة على حريات الناس في تلك البلاد الصفراء. الروائية الصينية (وي هيوي) التي تحولت من نجمة صاعدة في عالم الأدب الصيني الى منبوذة امبريالية، كاتبة منحلة بعد ان أصدرت روايتها (شنغهاي بيبي) واهدتها الى (والدتي، حبيبي، وجامعة فودان)، التي درست فيها بمدينة شنغهاي ثاني مدن الصين، هي التي واكبت أيام الفوضى وهدر حقوق الإنسان، إبان الثورة الثقافية التي أطلقها زعيم الصين الراحل ماوتسي تونغ عام 1966، التي لم تبق شيئا ولا ودعت او درت شيئا، انطلقت جموع الغوغاء لتسقط كل شيء في حضارة الصين، ولم يسلم منها حتى تمثال بوذا، ولم يسلم منها كذلك حتى من أطلقها، وأشعل نارها الموقدة (لين بياو) الذي كان يوصف بالساعد الأيمن لماو، وقد هاله ما حصل من هذه الثورة الثقافية، التي اطلق شرارتها الاولى، هرب تحت جنح الظلام لتسقط طائرته فوق الأراضي المنغولية، ليذهب سره معه، وليموت بموته. هذه الروائية التي ولدت في تلك الأيام، او ما سبقها بأعوام قليلة، وقضت ثلاثة أعوام من طفولتها في معبد احتله الجيش الصيني وطرد منه رهبانه، ارق مخلوقات الله على أرضه، وأبعدهم عن العنف والأذى، وما اشد ما كان يؤلمني منظرهم وهم يتعرضون الى الضرب بالعصي والهراوات، ايام التظاهرات المنددة بالحكم العسكري في بلادهم النيبال، ميانمار حاليا، خريف عام 2007، لقد كانت قوات مكافحة الشغب تضربهم بقسوة مفرطة، هؤلاء الزهاد النساك المتبتلون العابدون. رواية (شنغهاي بيبي) للروائية الصينية (وي هيوي) تمثل سيرة ذاتية، لفتاة جامعية، عانت الكبت بكل صوره، وأعمال السخرة، وما كان يطلق عليه بالعمل الشعبي، في حين ينعم الاباطر بقصورهم، ويتضور الناس تحت لهيب الشمس المحرقة، في عمليات السخرة الجماعية والتدريبات العسكرية للدفاع عن البروليتاريا!! التي تذكرنا بعمليات جمع الملح التي كان يقوم بها زنج البصرة، في تلك القرون الخاليات، ما أدى الى تمردهم على السلطة المركزية في بغداد العباسية وهو ما عرف بثورة الزنج في التاريخ، او تمردهم، ولك ان تختار الصفة وتطلقها، وشهدت تفتح جسدها، وتبرعم الإثارة والتشهي فيه فكتبت روايتها المسطحة البسيطة لكنها أكثرت من الدق على الأوتار الحساسة في الجسد الإنساني واعني به الجنس، وتناولته بانفلات واضح، فيما ترجمته ظبية خميس التي توصف بانها شاعرة إماراتية، والمولودة عام 1958، بانفلات اوضح، في اللغة والإملاء وقواعد اللغة، ولقد أصلحت المعطوب نحويا ولغويا، فانا اذ اقرأ، تكون عدتي الى جانبي، وعدتي القرائية: القلم الرصاص، الممحاة، والموسى، قلم الرصاص للتعليق، وتصحيح الخطأ ال

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram