بغداد/ المدى والوكالاتنفت وزارة الخارجية الروسية اتهام مكتب الاستخبارات البريطانية «مي - 6»، بأن الدول الغربية كانت مضطرة لشن الحرب على العراق بسبب تصرفات روسيا غير البناءة. وأعلن رئيس مكتب الاستخبارات البريطانية»مي - 6» جون سويرس، الأسبوع الماضي،
أن روسيا هي التي أعاقت الحل السلمي للنزاع العراقي، مما أدى في نهاية المطاف للتدخل العسكري في العراق. وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسي أندري نيستيرينكو: «إن إعلان سويرس، يدعو للحيرة على أقل تقدير، إذا لم نقل أكثر من ذلك». وأضاف، أن «العقوبات الذكية» التي اقترحتها بريطانيا في صيف عام 2001 لم تكن قد أدت إلى أية نتيجة ملموسة من شأنها أن تحسن الوضع الكارثي الذي كان عاشه الشعب العراقي، وفي الحقيقة كانت تلك العقوبات مبنية على أساس عقوبات طويلة الأمد، تحت حجة أن العراق مستمر في العمل ببرنامجه المحظور لتصنيع أسلحة دمار شامل. وقال سويرس متحدثا أمام النواب في البرلمان البريطاني: إن روسيا هي المسؤولة بالتحديد عن فشل تطبيق نظام «العقوبات الذكية»، على نظام صدام في عام 2001، والتي كان من شأنها تجنب التدخل العسكري. من جهة اخرى، انتقد حزب المحافظين البريطاني المعارض غياب المحامين عن جلسات التحقيق الذي تجريه بلاده حول حرب العراق، وأكد أن هذا الغياب من شأنه أن يقوض مصداقية التحقيق. ونقلت صحيفة التايمز البريطانية عن وزير العدل في حكومة الظل لحزب المحافظين دومينيك غريف قوله: أن «غياب المحامين عن جلسات استجواب الشهود يعني أن التحقيق لن يصل إلى الحقيقة، ومن الضروري معرفتها بالكامل بعد الانتظار الطويل لفتح تحقيق حول حرب العراق». وقال غريف إن «من المثير للدهشة أن التحقيق لا يستفيد من خبرات المحامين المتمرسين في استجواب الشهود، ولاسيما عندما يتعلق الأمر بالحصول على الأدلة من الشهود والخبراء المعنيين».وأيّد الخطوة المدير السابق لهيئة الإدعاء العام كن ماكدونالد، وأبلغ «التايمز» أن «التحقيق يتعامل مع بعض الشهود من ذوي الخبرة الواسعة في مجال التعاطي مع الأسئلة، ولذلك سيكون من المفيد وجود محام متمرس في استجواب الشهود». الى ذلك اكد رئيس هيئة الاركان المشتركة الادميرال مايكل مولن ان بلاده ماضية في خطط الانسحاب من العراق حال انتهاء الانتخابات التشريعية المقبلة في العراق والمزمع اجراؤها في اذار من العام المقبل. واوضح مولن خلال مؤتمر صحفي عقد في الناصرية التي وصلها الجمعة ان «خطة الانسحاب ماضية وفق البرنامج الموضوع لها وستستكمل بعد الانتهاء من الانتخابات المقبلة» موضحا ان العلاقة مع العراق ستكون علاقة شراكة وصداقة. وذكر ان عمل القوات الاميركية في العراق سيتركز خلال الفترة الحالية على مسألة تدريب قوات الامن وتوفير الدعم لنجاح العملية الانتخابية اذا طلب منها ذلك. وبخصوص التفجيرات الارهابية الاخيرة التي وقعت في العراق قال مولن ان الولايات المتحدة مستعدة لتقديم الدعم في التحقيق بهذه الهجمات والوقوف على خلفياتها ودوافعها. في سياق متصل حذر ممثل المرجع الديني الأعلى علي السيستاني في كربلاء من خطورة أهداف الأعمال الإرهابية التي يشهدها العراق. وقال إنها ستزداد مع اقتراب زيارة العاشر من محرم وكذلك أربعينية الإمام الحسين التي ستصادف مع اقتراب الانتخابات التشريعية المقرر اجراؤها في اذار المقبل، منوها بأن لهذه الأعمال أهدافا طائفية وسياسية لتغيير قناعات الناخب في تلك الانتخابات. وذكر الشيخ عبد المهدي الكربلائي ان مناسبتي عاشوراء وأربعينية الحسين حساستان وان هناك دافعين اثنين لاستغلال المناسبتين من قبل المجاميع الإرهابية أولهما دافع سياسي لإيجاد حالة من السخط وقتل الثقة بين المواطن والعملية السياسية وثانيهما دافع طائفي يمتزج به الهدف السياسي لان من يقتل هم من طائفة واحدة. واضاف ان الهدف من الدافعين هو تغيير القناعات لدى المواطن العراقي في الانتخابات المقبلة وحرفها إلى مسارات أخرى. ودعا ممثل السيستاني الأجهزة الأمنية إلى وضع خطط جديدة بدلا من الخطط الموضوعة لان العمليات الارهابية لا يقضى عليها بدبابة، وقال: «هناك ملايين الدولارات تصرف لشراء أسلحة ودبابات وهي لا تنفع أمام الهجمات الارهابية وما ينفع هو بناء منظومة استخباراتية لان الجهد الاستخباراتي هو الذي ينفع فى مواجهة مثل هذه الهجمات».
موسكو : إعلان سويرس يدعو الى الحيرة
نشر في: 19 ديسمبر, 2009: 06:30 م