عبدالله السكوتي سيق ساسون الشاب اليهودي الى الخدمة العسكرية مع اقرانه، وذلك اثناء احدى الحروب ، ثم تحركت وحدته الى جبهات القتال ، وكانت ام ساسون لايقر لها قرار ولايهدأ لها بال وتتخيل لعلعة الرصاص وهدير المدافع وويلا ت الحرب ،
وان ابنها ساسون يكتوي بنارها فقالت اظهارا لحزنها (اشقال قلبك ساسون من طقت الطقاقه). يتخرص البعض ان ماجرى ويجري من اعمال عنف وتفجيرات ارهابية لاعلاقة له بالانتخابات المقبلة ، ويصف الذين يربطون بين الاحداث الاخيرة والانتخابات انهم قليلو الخبرة في الشأن السياسي وليسوا على علاقة وثيقة بمجريات الامور. لقد بدأت السباقات المحمومة وبدا التسقيط جليا ، ومعه بدأت الحرب الخفية التي تدار من خلف الكواليس ، وقوع الانفجارات وباصرار وفي هذا الوقت بالذات ، عودة اعمال الخطف والقتل العشوائي واستهداف الاطباء ، كل هذا يجري ليعكس حالة ضعف الحكومة وعدم تقديرها للأمور بشكلٍ جيد ، كان عليها ان تحسب حسابات اللحظات الأخيرة والتي تصبح فيها سياسة الأمور مرتبكة وخالية من الحصافة وتقدير قوة العدو ، لقد انصرف الجميع الى الانتخابات وتضامنت الجهود على اثبات فشل الحكومة وبدا الأمر جليّاً من جميع جهاته ، الخدمات التي عادت الى طبيعتها الأولى ومنها التي اختفت نهائياً وهذا جميعه يدفع ثمنه المواطن "السكوتي" الذي قرر الاّ يتكلم ولا يدافع عن شيء بعد ان ضمن له الدستور حق الكلام فأضاع حقه ، هنالك ارتباطات مشبوهة يتميّز بها قادة وسياسيّون ـ وقد قلبوا ظهر المجن في اللحظات الحرجة ، انها حرب ساخنة سبقتها حرب كلامية باردة ، انتهت بتأجيج الصراع والمفخخات والجرحى والشهداء ووقف من وقف عاجزاً عن معالجة الامر الا من بعض الخطب التي لا تغني عن جوع وهو متأكد ان ما يجري معدٌ من قبلُ وقد خطط له بنباهة تامة. انها حرب اللحظات الاخيرة التي ستأتي بالحكومة المقبلة عبر الانتخابات المشوبة بالموت والخوف من المجهول. لقد بات استهداف الحكومة واضحاً حتى وان نسبت التفجيرات لما يسمّى بـ(دولة العراق الاسلامية) فهي لا تخلو من استهداف الوضع الأمني الذي اصبح مستقرا بعض الشيء ، محاولةً التأثير على الناخب واعطائه صورة مشوّشة لعمل اربع سنوات صادرتها تفجيرات الأربعاء والثلاثاء والأحد الداميات. سنتأمل الكثير من المفاجآت في الأيام الآتية، وستلقي القاعدة بثقلها الحقيقي للتشويش فقط واعطاء صورة غير حقيقية عن الوضع في العراق، وستحاول جاهدةً ان تستهدف المباني الحكومية وحتى الجامعات والمدارس بعد ان تسلمت وزارة العدل واحدى الجامعات تهديدات بالتفجير ان لم تتوقف عن نشاطاتها ، وطالت هذه التهديدات وزارة المالية والصحفيين. انها عودة الى ما قبل المربع الأول، الذي انطلقت منه الدورة الانتخابية الحالية بحكومتها، وقد اضاعت هذه الحكومة كثيراً من الفرص للقضاء التام على الطائفية وعلى تنظيمات القاعدة ، ساعدها في ذلك هاجس المحاصصة الذي أتى أكله فرقةً في القرار وتشتتاً بالرأي ، و"اشلون حالك ساسون من طقّت الطقاقه".
هواء في شبك: (اشقال قلبك ساسون من طقت الطقاقه )
نشر في: 19 ديسمبر, 2009: 06:58 م