سلمان هادي الطعمة المقامات في كربلاء معنى المقام لغة هو المكان الذي يقام او يقوم فيه الشيء، ويطلق اصطلاحا على عدة مفاهيم اولا: مقامات دينية. ثانيا: مقامات ادبية. ثالثا: مقامات غنائية. اما المقامات الادبية فهي مثل مقامات الحريري ومقامات الهمداني، واما المقامات الغنائية فهي تلك الانغام او الاسس الموسيقية التي يقوم عليها الغناء.
اما موضوع بحثنا هنا فهو ينصب على المقامات الدينية فالمقامات الدينية هي الاماكن المقدسة التي يقام فيها الدعاء او لصلاة او ما يوجد فيها مرقد لامام او ولي مكان بعض اثاره، والواقع التي لامراء فيه ان اكثر هذه المقامات مستحدث اقامها اصحابها لغرض الارتزاق والعيش، وليس لها اساس تاريخي، واعتبرها الناس اعتقادا مقدسا يتبركون به، يذكر الشيخ فرج آل عمران القطيبفي: في كربلاء مقامات عديدة يجدها الزائر في الطرق والشوارع ليست بمثابة المقامات المذكورة في الشهرة والاجلال، بل هي منفذة من قبل العلماء الاعلام وذوي الخبرة.. علما بأن هناك مراقد ومزارات لشخصيات تاريخية معروفة تزار وتقدس ويطلق عليها مقامات ايضا، وهي مقام الحر بن يزيد الرياحي ومقام عون بن عبدالله الحسني ومقام الشيخ محمد بن الحمزة الطوسي ومقام الشيخ ابو الفهد الحلي. يطلب المرء ذكرا ام انثى المراد من الله بحرمة صاحب المقام، فينوي ويأتي المقام، فيشد الخيوط الخضر طلبا للحاجة وعند قضائها يقوم الشخص بطلخ الحناء على جدران المقام ومنهم من يربط القفل بشباك المقام لتحقيق المراد المطلوب وتقدم الشموع وفاءا للنذور، وقسم من الناس يرمي العملة البسيطة داخل الشباك او يعطيها للقيم ان وجد، وهناك بعض النسوة يوسعن في النذور بتقديمهن بعض الاكلات الشعبية وهي عبارة عن الخبز والخضروات واللبن والكليجة وهذا ما تسميه النساء بالسفرة اي المائدة، والمائدة لاتقدم في كل المقامات وانما في مقامات اختصت بها دون غيرها مثل مقام جعفر الصادق ومقام المهدي ومقام ابن الحمزة، ومقام ابو الفهد والمخيم، ومن هذه المقامات الاثرية في كربلاء هي: 1 - نخل مريم: ورد في ارجوزة (مجالي اللطف بارض الطف) ان الحسين عليه السلام ذبح عند نخل مريم مما يلي رأس الحسين، والمقام عبارة عن محراب مرصع باحجار من الرخام الناصع يخال الناظر اليها انها قطع من المرايا، وفي وسط هذا المحراب حجر اسود على شكل دائرة يبلغ قطرها 40 سم تقريبا، اما المحراب فقد صمم على شكل نخلتين منحوتتين من نفس الحجر، وفي الوسط موقع الحجر المذكور. 2 -مقام الحر بن يزيد الرياحي: هو احد شهداء معركة الطف، انضم الى الحسين يوم العاشر من محرم الحرام، وهو نادم تائب على مافعل، فوقف بين يديه متضرعا معتذرا عما اقدم عليه فعفى عنه الحسين يبعد مرقده عن كربلاء خمسة كيلومترات، وعليه قبة ومزار، وتعتبر منطقته من المناطق التي ينتزه بها ابناء المدينة وذلك لوفرة البساتين هناك، وقد اعتاد الكربلائيون ان يخرجوا الى مرقد الحر وهم يحملون امتعتهم في طريق جميل على ضفاف نهر الحسينية، ويروي المعمرون ان قسما من الاهالي كانوا يركبون السفن في نهر الرشدية، والقسم الاخر يمشون راجلين، والقسم الثالث يركبون الخيول، وكان سكان بعض المحلات من العشائر والاسر تقصد الحر ايضا ومنهم اسرة آل عواد، وكان السيد مهدي الاشيقر المعروف (اخو شوكه) يكرب فرسا ملحاء، ويرأس فرقة، ويذهبون الى الحر على شكل هوسات، وذلك يوم 9 ربيع الاول من كل عام، وفي اثناء السير يتقدم سرب من الاطفال وهم يهزجون باهازيج شعبية. اما في الاونة الاخيرة، فقد اصبحت زيارة الحر تصادف في اليوم الثاني من كل عيد، ومما يلي صحن الحر يوجد قبر يزعم بأنه لام الحر. 3 -مقام الحسين وابن سعد: ويرمز هذا المكان الى الموقع الذي اجتمع فيه الحسين مع عمر بن سعد للمفاوضة، موقعه في قطاع الجاجين التي اليوم عند باب البويبة في محلة باب السالمة، والمقام عبارة عن شبه حانوت خارج من جدار الدار المرقم 322/75 ويرجع تاريخ تشييده الى سنة 1113هـ كما هو موجود على الكتيبة وتم تجديده سنة 1352 هـ/ 1934 م ثم جدد 1378 هـ/ 1952م. وهذا المقام يؤمه الزائرون ليتبركوا وينذروا له النذور.. 4 -مقام المهدي: موقعه على الضفة اليسرى من نهر الحسينية الحالي عند مدخل كربلاء على الطريق المؤدية الى مقام جعفر الصادق، وهو مزار مشهور عليه قبة عالية، وقد سمي هذا المقام تيمنا باسم الامام المهدي المنتظر، حيث يقال ان الامام الحجة المهدي قد صلى في هذا المكان وانصرف.. جدده المرحوم الحاج حمزة الخليل وذلك سنة 1378هـ، وارخ تجديده الشاعر الكربلائي المعاصر المرحوم السيد مرتضى الوهاب بأبيات على القاشاني: وهي. شاد للقائم اذ ضحى الخليل بيت قدس فيه برد وسلام واعتنى الحمزة في تجديده فاستوى منه عماد ورخام منذ تجلى نوره ارخته (ضاء للمهدي ركن ومقام).. وفي سنة 1970- 1391هـ هدم جزء من البناء السابق وجدده محسن حميد الملا مهدي الوزني الخفاجي. وفي عصر كل يوم جمعة تجتمع النساء وتقدم النذور للقيم، ثم توقد الشموع وتوضع على كربه ثم تسيس في الماء وقسم منهن يقدمن العرائض الغيبية بعد ان تذكر فيها الحاجة المراد تحقيقها فتوضع وسط كرة من الطين وترمى في النهر المذكور، وفي صباح يوم الجمعة من كل اسبوع يجتمع هناك بعض الرجال لقراءة دعاء الندبة، وهو دعاء خاص بالامام الحج
المقامات والمزارات في كربلاء
نشر في: 20 ديسمبر, 2009: 04:32 م