يوسف فعل yosffial@yahoo.comعندما سئل فرانز بكنباور مدرب المنتخب الألماني الفائز ببطولة كأس العالم 1990 عن سرّ كسب اللقب العالمي أجاب بكلمات مختصرة وموجزة قائلا: السر في الإدارة الملتزمة التي سارعليها الاتحاد الالماني قبل النهائيات وانعكست على أعضاء المنتخب في المباريات والانضباطية التي تحلى بها اللاعبون،
أكدت تلك الوصفة التدريبية ان الإدارة شريك مهم في الانجاز الرياضي وأنها الطريق الأقصر للوصول الى القمة. ولكن ما يحدث لدينا مختلف جملة وتفصيلا حيث نعيش حالة من التخبط الاداري لتعكز البعض على نجوميته الكروية في ادارة دفة العمل الاداري، والأمثلة كثيرة ومنها القرارات السابقة لاتحاد الكرة المنحل التي كانت وبالاً عليها وأدت الى تأخرها بصورة كبيرة والسبب يعود الى غياب الخبرة الادارية عن العاملين في إدارة المنظومة الكروية او عن نجوم الكرة السابقين الذين دخلوا في صراع محموم للاستحواذ على كرسي القيادة الرياضية أو تقلد المناصب في اتحاد الكرة ولم يراعوا خبرتهم الادارية او ما يكتنزونه من معلومات ادارية لاسيما ان اغلب الهيئات العامة تعاملت مع اختياراتها بشكل عاطفي، وكذلك سارالضعف الاداري الى مفاصل الهيئة المؤقتة التي كانت تنتقد بشدة الأخطاء الادارية للذين سبقهم في الاتحاد لتعاملها الضعيف مع قراره بشأن صعود 43 فريقا وتقليصها الى 36 فريقا بعد ان فسر الماء بعد الجهد بالماء. وأزاء تلك المعطيات فان الجهل الاداري مازال مواكبا لمسيرة كرتنا وجعلها أسيرة تخطبات كبيرة ووقوعها في ثغرات من الصعب النهوض منها. من الحلول المقترحة الى الأكاديمية الاولمبية ان تبادر الى اقامة دورة ادارية لنجوم الكرة المعتزلين الذين لا يمتلكون الشهادة العلمية المختصة بالادارة الراغبين بالانخراط في العمل الاداري ورؤساء الأندية الحاليين لاسيما ان الأكاديمية تضم نخبة من أصحاب الاختصاص الذين باستطاعتهم إنجاح تلك الدورة وكشف الستار عن خفايا العمل الاداري وبذلك نضرب عصفورين بحجر واحد، هما ابتعاد الأكاديمية عن الأطر التقليدية في العمل واقتصارها على إقامة المؤتمرات والبحوث الرياضية والتوجه الى المعترك الواقعي من خلال الدورة والسعي لتطوير الكفاءات الادارية لنجوم الكرة اما الذين يتخلفون عن المشاركة في الدورة المقترحة فيجب ان تتخذ وزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية قرارا تمنعهم من الترشح او العمل في الادارة سواء في الاتحاد او الاندية، وبذلك نضمن الرغبة بالتعلم والحرص على الفائدة من المعلومات التي تطرح، سيما ان الادارة علم قائم بحد ذاته لها نظرياتها وأسرارها، اما التعكز على النجومية الكروية فإنها ستكون بداية النهاية لشخصيات رياضية تحفر بيدها نهايتها المحتومة تجعلنا نخسر الكثير من الطاقات التي كنا نتوسم فيها خيرا كما ان اغلب الأندية العالمية والعربية لا يقودها نجوم الكرة وانما أصحاب رؤوس أموال ومحترفو الادارة ومنها الارسنال وتشيلسي ومانشستر يوناتيد وليفربول في الدوري الانكليزي وانتر ميلان وميلان الايطاليان والأهلي والزمالك والوكرة والسد والعين والمريخ، وأخيرا اننا في اشد الحاجة الى التسلح بعلوم الادارة الرياضية على ان تكون تجربتنا الادارية بنكهة عراقية معززة بالعلمية والخبرة كي تعود كرتنا الى قمة القارة الصفراء.
ضعف الإدارة الكروية
نشر في: 20 ديسمبر, 2009: 05:36 م