عبد الزهرة المنشداويالمعلومات التي تناقلتها الأوساط العلمية التي تذهب الى القول بان الدخل اليومي لربع سكان العراق اقل من خمسة دولارات، ليس بالمستغرب، او الذي يدعو الى المفاجأة. فحال الكثير من المواطنين العراقيين يدعو الى الرثاء,ولكن يا ترى الى من يتوجه هؤلاء من اجل حل مشاكلهم مع الفقر الذين ينوءون تحت وطأته
وأصحاب الحل والعقد في شغل شاغل عنهم. زيادات ايراد النفط لايفرح بها المواطن الفقير اكثر مما يرقص لها المسؤول لزيادة غلته من الأموال اكثر مما يستحق عن طرق غير مشروعة زيادة المال في العراق تعني زيادة عمليات الفساد واستشراءها. كتبنا الكثير عن المعاناة الانسانية التي تعاني منها شرائح مجتمعنا،وهي شرائح معروفة تسكن في امكنة معينة ,مطاردة ومهددة مثلما كانت عليه في السابق.التغيير الذي بنت عليه الامال في انه سيكون الى جانبها نفضت يدها منه الى المرفق فالتغيير اتضح لها فيما بعد زيادة الفقير فقرا والغني ثروة على ثروة. الحديث عن موارد نفطية لم يعد يعطيها الامل في تحسين احوالها فهذه الموارد مثل غيرها ستدرج في قوائم وحسابات وتصب اخر الامر في جيب (هذا وذاك)من بعض المسؤولين الذين نتوقع لهم خلال دورة انتخابية ثانية ان يزدادوا سمنة وتتقدمهم كروش ضخمة وستكون لديهم من الممتلكلات والعقارات الشيء الكثير. وربما سيدفعهم غناهم الفاحش الى ايجاد وسائل تسلية لقتل اوقات فراغهم اللانهائية ربما يفكرون في اقامة احواض تماسيح في منازلهم تستورد من افريقيا او البحث او شراء ضفادع وسلاحف نادرة. كذلك نتوقع منهم وفرة في المال تدفعهم للبحث عن مشاريع استثمار لتشغيل هذه الاموال التي حصلوا عليها من العراق الجديد..عراقهم لوحدهم. وسيدفعون بها بطبيعة الحال الى الدول المجاورة وهي الامكنة التي يرون فيها الاولى بهذا المال الوفير من اجل اقامة مصانع ومشاريع تستوعب الايادي العاطلة في تلك الدول المسكينة. الموارد النفطية وازديادها تعني فيما تعنيه ايضا زيادة سرقات البنوك وشبكات لصوص تعمل في قلب المؤسسة الحكومية, لصوص من نوع اخر يسرقون ويتقاضون رواتب شهرية تكفلت الدولة بملبسهم ونقلهم ودفع ايجار الدور التي يشغلونها مع انهم يملكون عقارات تعد الاغلى ثمنا في العاصمة بغداد. ولكن في عرف الدولة هم الاحوج للرعاية والاهتمام والمساعدة من مواطن يسكن شرق العاصمة بغداد لايجد مسكنا ولا ثمنا ولاماء نظيفا ومرشحا لشتى أنواع الأمراض هو وعائلته في حين لا يمكنه الحصول على حبة (باريستول) وبراميل النفط العراقي تسمن أرصدة الكثير من الادعياء والمنافقين الذين لا يحق لهم ان يكونوا ممثلين للمواطن او انهم حينما يتكلمون لايكذبون. بالامس القريب امرأة جاءت بها ابنتي الى البيت وكانت تبدو كما انها في الرمق الأخير وما ان دخلت حتى انهارت على البساط وبعد ان أفاقت الححنا عليها كي تخبرنا عن المرض الذي تعاني منه فقالت (الدوخة) وبعد اسئلة عديدة تبين انها لم يتيسر لها الحصول على الغذاء اللازم الذي يمكن ان يبعث في جسدها الناحل الطاقة اللازمة للحركة.لا نعلم ما رد فعلها حين نذكر لها ان العراق ستزداد إيراداته من النفط المصدر مليارات الدولارات كل شهر.
صورة للمسؤول!
نشر في: 20 ديسمبر, 2009: 05:54 م