عباس الغالبي abbas.abbas80@yahoo.com يوشك العام الحالي على الانقضاء ومازالت الخدمات في العاصمة بغداد دون المستوى المطلوب وتشكل ملمحا متراجعا في وقت توفرت لدى الامانة ومجلس محافظة بغداد موازنة استثمارية لا بأس بها في حسابات المراقبين والمتابعين للشأن الخدماتي .
ولدى متابعتنا وملاحظة المشهد الخدماتي في بغداد نرى ان الامانة تسير سير السلحفاة لاسيما في مجال مشاريع المجاري والماء وتبليط الطرق والمشاريع التي تتعلق بالجانب الجمالي للمحافظة ناهيك عن المشاريع الستراتيجية الاخرى ، وعلى الرغم من التبريرات التي ساقتها الامانة لهذا التأخير والتلكؤ في التنفيذ الا ان المواطن ومعه المتابعون لهذا الشأن لم تكن لديهم هذه التبريرات مقنعة نوعا ما بسبب تراجع الخدمات بشكل لافت للنظر ويدعو للتساؤل في وقت حمّل مجلس المحافظة المسؤولية للامانة كجهة تنفيذية يقع على عاتقها مسؤولية تنفيذ المشاريع الخدمية في مختلف القطاعات والمحاور ، ومن المناسب ان نتساءل ما الذي يؤخر الامانة ودوائرها البلدية الاخرى في عدم القيام بحملة لتبليط الشوارع الرئيسة والفرعية ، وإذا ماعرفنا ان هنالك مديرية متخصصة موجودة في الامانة مهمتها تبليط الطرق في مناطق العاصمة كافة ، هذا فضلا عن الصيانة السنوية التي يفترض ان تقوم بها الامانة دوريا علما ان هنالك بعض الشوارع والطرق والاماكن لم تجر عليها الصيانة في التبليط والمجاري منذ عام 2003 ، وهذا مايدعو للتساؤل والاستغراب في ظل دوائر البلدية المنتشرة في العاصمة على مستوى المناطق والمحلات . ومن الطبيعي نقول: ان حجم التخصيصات وكما اكد لنا المسؤولون في الامانة انها لم تواز الحاجة الفعلية للمشاريع والاعمال التي تتطلع اليها في امكانية تقديم افضل الخدمات الى المواطنين الذين هم بدورهم سئموا الوعود والتصريحات ، ولكن هنالك توجها حكومياً رفع من نسبة هذه التخصيصات للامانة ولاسيما خلال العامين الماضي والحالي حيث خصص مليار دولار للعام 2008 واقل بقليل للعام الحالي ، وعلى الرغم من اعلان الامانة عن نسب الانجاز التي تراوحت بين الـ90% و 100% إلا أن مشهد العاصمة الخدماتي وكما قلنا لازال دون المستوى المطلوب وهنالك تلكؤ ونقص واضح . نتطلع الى العام المقبل بأن تحث الامانة الخطى وان تشرع بخطة اعمار وخدمات لمناطق بغداد كافة ، وهنا أود ان الفت انتباه المسؤولين فيها الى العمل الليلي من اجل تسارع تنفيذ الخطة خلال وقت قياسي مع الاخذ بنظر الحسبان الدقة والكفاءة في الانجاز ، وهذا يتطلب ادارة رشيدة للمشاريع المثبتة في موازنة عام 2010 مع ضرورة اسناد مجلس محافظة بغداد لجهد الامانة في هذا الاتجاه وكذلك التنسيق مع الوزارات ذات العلاقة في تنفيذ المشاريع لكل من الوزارات والامانة ، ومتابعة ومراقبة حالات الفساد الاداري والمالي التي قد تعترض طريق تنفيذ الخطط الموضوعة للامانة والتوجه الى الحد من هذه الحالة التي تعد من اكبر واهم العراقيل امام انجاز خطط الخدمات والاعمار في بغداد ، مع الاخذ بنظر الاعتبار الاولويات ذات المساس المباشر بحياة المواطنين والتواصل مع الدوائر والمؤسسات الإعلامية في الافصاح عن المعلومات بشفافية ووضوح.