بغداد/ جاسم الإمارة تنتشر في الأسواق المحلية هذه الأيام أنواع وماركات عدة من المدافئ والسخانات الكهربائية ومن مناشئ شتى، بحيث يصعب على المستهلك اختيار نوع محدد في وقت عبر مستهلكون عن تذمرهم من رداءة النوعية التوفرة في الأسواق حالياً.
(المدى الاقتصادي) رصدت هذا المشهد عبر الاستطلاع الآتي: (أبو محمد) محل السمير يشير الى ان المصدر الرئيس لاستيراد المدافئ هي تركيا - الصين- سوريا – إيران وقد تم إغراق الأسواق بشتى أنواع المدافئ والتي غلب عليها الغش والتلاعب بالماركات الأصلية حيث يتم الاتفاق بين التاجر العراقي والمصنع الصيني في وضع أي علامة من العلامات الشهيرة على البضاعة المستوردة للعراق ويقع المستهلك في المحذور من خلال اقتنائه هذا المنتج المغشوش ودفع ثمنه من قوته اليومي ويفاجأ بعد فترة قصيرة بعطل المدفئة، مؤكداً ان هذا التصرف يعد غير أخلاقي وكان همه الوحيد الربح مستفيداً من عدم وجود الرقابة على الأجهزة الكهربائية المستوردة للعراق، اما يتعلق بالجانب الصيني فهناك أجهزة ذات مواصفات عالية تقوم الصين بتوريدها الى أوروبا لوجود رقابة صارمة على الأجهزة التي تدخل الى بلدانهم. ويقول (أبو محمد) ان المدافئ التركية تعتبر من أجود الأنواع، الا انها دخلت في مرحلة الغش والتلاعب بالماركة عن طريق المعامل الصينية. وعلى سبيل المثال هنالك مدافئ لوكس التركية تصنع مثيلة لها في الصين تحمل الاسم نفسه والغلاف الخارجي وهي الآن منتشرة في الأسواق والمتضرر الوحيد المستهلك المغلوب على أمره. اما (أبو شهد) صاحب معرض الشهد أشار الى كثرة الأجهزة الكهربائية وخصوصاً المدافئ والسخانات التي تكدست في المخازن والمعارض وهي خليط بين المنتج الجيد والرديء لكثرة المصادر مع وجود التزوير في الماركات الأصلية على حساب المستهلك وقد قامت المصانع الصينية والإيرانية بتصنيع مدافئ تلائم الطاقة الكهربائية في العراق من خلال تشغيلها على المولدة الصغيرة التي تستخدم في البيوت. إقبال المواطنين على الشراء أكد جميع أصحاب المحال (الجملة والمفرد) على إقبال المواطنين بشراء المدافئ كونها رخيصة الثمن بالرغم من رداءة عملها وذلك لظروفهم المعيشية وأكثر المدافئ حركة في البيع هي الصينية والإيرانية وقد تجاوز عددها أكثر من 150 نوع وبأسماء وماركات مختلفة. السخانات الكهربائية ازدحمت المحال بأنواع كثيرة من السخانات الكهربائية والغازية تحمل ماركات مختلفة ومصنعة في اكثر من دولة وغابت من الأسواق السخانات المشهورة في بغداد سابقاً مثل (الفاير كنك) وظهرت مؤخراً سخانات تحمل نفس الاسم وبأنواع رديئة. وفي هذا المجال التقينا بـ (أبوجوان) الوكيل لشركة الطحان حيث كان ممتعضاً من وجود سخانات تحمل ماركة الطحان مزورة وامتلأت الأسواق بهذه السخانات وأكد هنا في بغداد اكثر من 20 مصنعاً يصنع سخانات الطحان منتشرة في منطقتي العبيدي والكمالية وهذه مشكلة كبيرة نعاني منها بالرغم من وجود المعمل الرئيس لسخانات الطحان في بغداد يقوم بتصنيع السخانات منذ أكثر من 40 سنة وهي من أجود السخانات وفيها ضمان وقد قام أصحاب المعمل بمقاضاة هذه المعامل في المحاكم ولم تحسم حتى الآن لعدم وجود متابعة من قبل الدولة بشأن التزوير ورداءة المنتج لغياب الرقابة الصناعية. وأضاف أبو مصطفى الوكيل الخاص لسخانات (ارستون) الايطالية و(نفرسيل) الأردنية و(البيضة) السورية اننا نستورد هذه السخانات الأصلية وبأسعار 80-90 دولاراً مع وجود ضمان لمدة 5 سنوات، اما بصدد الغش والتزوير فقال: انها معاناتنا اليومية بسبب قيام بعض ضعاف النفوس بتزوير الماركات الأصلية وبيعها بأسعار متقاربة مع أسعار السخانات الأصلية والمتضرر الوحيد هو المستهلك وأيد ما طرحه زملاؤه من أصحاب المحال بعدم وجود الرقابة والسيطرة النوعية التي كانت قبل 8 سنوات تقوم بواجبها على أكمل وجه ولم تدخل أي مادة من الخارج دون ان تفحص وفق المواصفات المطلوبة. أين المدافئ العراقية (عشتار)؟ ولغرض معرفة غياب مدافئ شركة الصناعات الخفيفة للقطاع المختلط وخصوصاً مدافئ عشتار التي تمتاز بكفاءتها وجماليتها وموادها الأولية المصنعة في اليابان وقد حدثنا علي سلمان مدير الخط الخاص بصناعة مدافئ عشتار الذي قال: ان الشركة تعرضت الى السلب والحرق عام 2003 الا ان جهود الخيرين من العاملين في الشركة استطعنا ان نضع الشركة تقف على أقدامها في 3/9/2003 وبدأنا بالإنتاج عام 2004 وقد أنتجنا مدافئ عشتار صالون الموجودة حالياً في فروع شركتنا والأسواق المركزية في بغداد بسعر 160 الف دينار عراقي وبمواصفات عالمية ومواد يابانية ونقوم بتصنيع الهيكل والخزان وحالياً نقوم بتجهيز دوائر الدولة والوحدات العسكرية. وأضاف سلمان: اما بصدد السخانات فقد تم إنتاج سخانات تعمل على الطاقة الشمسية هذه السنة بسعر (390) الف دينار عراقي، ومن الأمور التي اكتشفتها الشركات قيام بعض التجار بتزوير اسم المدافئ العراقية (عشتار) من خلال اتفاق التاجر مع الشركة الصينية بصناعة مدافئ رديئة تحمل الاسم نفسه وتضع بعلب كارتونية تحمل اسم عشتار العراقية وقد قامت الشركة بإقامة دعوة قضائية ضد هذا التاجر المزور وكذلك قيام بعض
ارتفاع أسعار المدافئ والسخانات الكهربائية على حساب جودة المنتج
نشر في: 21 ديسمبر, 2009: 03:40 م