TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > الملاعب قبل الكفاءات

الملاعب قبل الكفاءات

نشر في: 21 ديسمبر, 2009: 04:00 م

طه كمرTaha_gumer@yahoo.comبدأ العد التنازلي لقطع شريط الدوري الممتاز الذي طال انتظاره والذي يعتبر من اهم البطولات في جميع دول العالم حيث من خلاله يتم انتقاء تشكيلة المنتخبات الوطنية لجميع الفئات كون ان جميع الفرق المتبارية ستكون على أهبة الاستعداد لخوض غمار المنافسة الشريفة على اللقب
وان كانت ولادة ذلك الدوري عسيرة هذا الموسم بسبب التقاطعات التي طرأت على الكرة العراقية جرّاء حل الاتحاد العراقي لكرة القدم من قبل الجنة الاولمبية الوطنية العراقية وعندها اصبحت الامور الكروية متأرجحة ومستقبل كرتنا اصبح غامضا ومهددا من قبل الاتحاد الدولي (فيفا) على أمل الحصول على مبادرة تفضي بحل الازمة الكروية. ما يدور بخاطري وخاطر الكثير من المتابعين هو موضوع مهم جدا يتعلق بالملاعب التي ستجري عليها مباريات الدوري المنتظر، هل انها صالحة لاستقبال دوريّ بهذا الكم من الفرق التي ستتنافس فيما بينها والذي بلغ عددها 36 فريقا وما شاهدناه في الموسم الماضي هو عبارة عن ملاعب رديئة جداً ولا يمكن ان تصلح لاجراء مباريات للفرق الشعبية لان ارضياتها غير صالحة للعب تماما وقد شكت منها اندية كثيرة خاضت مبارياتها بصعوبة واعتبرتها شماعة علّقت عليها انتكاساتها! اذاً كيف ستخوض تلك الفرق منافسات هذا الموسم على ملاعب جديدة لم تدخل في الموسم الماضي ضمن المسابقة بسبب عدم تأهل فرقها عند ذاك وهناك اندية مهمة ولها ثقلها على الساحة المحلية تتبع مؤسسات حكومية وقد حققت نتائج جيدة في الموسم الماضي الا انها تفتقر الى الملاعب ومنها اندية بغداد والكهرباء؟ وما يزيد من صعوبة الموقف ان الملعب الذي يعوّل عليه لاستقبال مباريات الفرق الجماهيرية التي تستقطب اعدادا هائلة من الجمهور الرياضي وهو ملعب الشعب يخضع اليوم لاعمال صيانة قد لا تنتهي حتى نهاية الدوري، إذاً لماذا لا يتم الخوض بشكل جدي في موضوع الملاعب قبل ان نفكر في المسابقة التي ستكون ناقصة اهم عنصر من عناصر نجاح اللعبة وهو الملعب؟ بصراحة، أصبحت ملاعبنا غير مؤهلة لاستقبال مباريات الدوري في وقت تجاوزتنا فيه جميع دول العالم في هذا الجانب وما نشاهده من خلال شاشات التلفزة لملاعب دول الخليج شيء مذهل قياسا بملاعبنا الفقيرة وكنا بالامس نتباهى بملعب الشعب الذي أكل عليه الدهر وشرب يوم كانت اقوى دول الخليج لا تملك ملعبا نموذجيا مثله واليوم اصبح ملعبنا لا حول ولا قوة برغم خضوعه لحملات اعمار تجسدت بصبغ مدرجاته بشتى الالوان فقد تحمل كميات كبيرة من الاصباغ التي لن تغير من الامر شيئا ونخشى ان تكون تلك الحملة كسابقاتها فقد تحملنا حصر جمهورنا الكبير في ملاعب صغيرة وفقيرة في كل شيء باعتبار ان ملعب الشعب يخضع للاعمار، ونتمنى ان يشمل الاعمار الساعة المنسية منذ زمن طويل والتي لم تتعرض الى الإدامة لسبب انها اصبحت مكانا يؤوي الحمائم التي استطاعت بناء اعشاشها الجميلة في كنف تلك الساعة التي تعتبر من ثوابت الملاعب العالمية كونها الدليل الذي من خلاله يتم الاعلان عن كل ما يتعلق بالمباراة. كنت اتمنى من القائمين على الكرة العراقية ان يتأنوا ان كان بالإمكان دراسة تأجيل الدوري لهذا الموسم بعد ان تم تأجيله كثيرا والتفرغ التام لصيانة جميع ملاعب الاندية لاسيما اعادة الحياة لملعب الكشافة الذي فارقناه فهو الآخر بحاجة الى وقفة جادة لاعماره واعادة الحياة له وبعد ان نؤمن ملاعبنا من حقنا ان نبحث عن الكفاءات التي بامكانها ان تكشف عن مواهبها على أديم تلك الملاعب.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram