عبد الزهرة المنشداوي من مهمات الصحافة الكشف عما لا يراه الآخر فيشير إليه ويدعو للتوجه لأن يعالج ويخطط للظاهر التي تؤثر سلبا على المجتمع او على شريحة من شرائحه ،كذلك الكشف عن حالات الفساد من اجل الإسراع في وأدها قبل استفحالها ومن ثم محاسبة المقصرين.
التحقيق الصحفي الذي أبرزته جريدة المدى بقلم الزميل شاكر المياحي من التقارير التي يمكن ان تثير الانتباه وانتباه المسؤول على الأخص لتدارك الحالة السلبية التي تمر بها مناطق عديدة في العاصمة بغداد. لا يمكن ان تكتب هذه التقارير وتمر مر الكرام على المسؤول في الدولة مالم يتخذ منها موقفا حازما لاثبات ان كان مع المواطن ام عليه.المسؤول واي مسؤول يجب ان لايعتمد على ما مقدم له من كشوفات ومشاريع يقال له انها منفذة على اكمل وجه وبتكلفة مالية باهظة فيطمئن الى ما مقدم له، ظنا منه ان المواطن يعيش في (جنة عدن ) كما صورها الموظف المعني . عليه الذي يهمه نيل ثقة المواطن من اجل الارتكاز عليها مستقبلا في تقلد منصب حكومي ان يخرج (للناس )وليرى ما يكابده الفقراء خاصة في المناطق التي تقع في ضواحي العاصمة ليرى بأم عينه الحياة التي تعيشها العائلة العراقية التي وجدت نفسها في مستنقعات من الوحل الاسود تكافح المرض والفئران والبعوض دون جدوى او امل يمكن ان يجعلها تطمئن لمستقبل انساني افضل. اغلب موظفينا من اولئك الذين ليس للمواطن نصيب في عملهم اليومي بقدر النصيب الذي يعطونه للتمويه على اعمالهم في سد ثغرة فساد هنا وفساد هناك وتعيين هذااو ذاك من خاصتهم، لذلك لايمكن ان يرتجى من هكذا مؤسسات (ذرائعية ) يمكن لها ان تبرر لك ارتكاب اية مفسدة ترتكبها متجنبة الشيء الكثير. عندما نكتب وننوه دائما ما نصطدم بالاجابات الجاهزة الباردة المعروفة (هذه المنطقة غير مشمولة ..) او تلك الشريحة من الفقراء (متجاوزة)، او ان التخصيصات غير كافية اي بما يعني (ليذهب المواطن العراقي للجحيم). التخصيصات غير كافية ولصوص المال يغترفون ما شاء لهم ويضعون اليد على المال المخصص للمواطن ويهربون به بعيدا. هذه الشريحة متجاوزة ولكن أليس للمسؤول تخطيط او دراسة لكيفية حل اشكالية تجاوزها. الازمة السكنية مستفحلة وما يطرح من مشاريع لا يعدو سوى مخططات ودراسات غير جدية مجردة من اي اهتمام او انها مشاريع سياسية هدفها الدعاية لانتخابات مقبلة او جهة من الجهات ترى في ذلك الحي او المنطقة خطرا على مستقبلها السياسي. نحن نشير ونرفع الأقنعة عن المسؤول (الذرائعي ) ونتهمه بأن موقفه من المواطن موقف سلبي وان على الجهات العليا ان لا تطمئن كثيرا الى تبريراته التي يدفع ثمنها المواطن غاليا ويعمد للتمويه وإعطاء المعلومة غير الصحيحة لكي يبعد الاهتمام لغاية ما .هذا اذا أردنا ان نعمل من اجل حل المشاكل المتفاقمة التي تنوء تحت ثقلها شرائح وجماعات ( تسمع بالشبع من أفواه الناس ) وتسمع عن اهتمام ورعاية ولا من دالة فلنثبت للمواطن ذلك من خلال جولات ميدانية لمن يقفون على هرم المسؤولية ليعرفوا كيف يعيش المواطن. في كل الاحوال سنبقى نكشف ونشير الى مكامن الخلل لإيماننا بأن هناك من سينبري لمحاسبة المقصر ومكافأة المجد وان الامور في كل الأحوال لن تبقى على ما هي عليه وان اخر الامر (لا يصح الا الصحيح ).
تحقيق صحفي
نشر في: 21 ديسمبر, 2009: 05:01 م