عدنان الفضلي عن دار الينابيع في سوريا صدرت للقاص والروائي حسن عبد الرزاق روايته الاولى والتي حملت اسم (سيناريو حياة النمر) وجاءت الرواية بـمائه واربع وتسعين صفحة من القطع المتوسط. وتحمل هذه الرواية في أعماقها مضامين ودلالات نفسية وسياسية تضاف الى المضمون الاجتماعي الذي بدت عليه.
فثمة جملة من التساؤلات تنبثق خلال القراءة وبعدها عن مبررات ارتكاب الجريمة والدوافع السيكولوجية والاجتماعية التي تحفز عليها والطرق والأساليب التي يتم من خلالها إعداد المجرم وتهيئته للقيام بدور القاتل.وإضافة الى ذلك تفرض ثيمة ((الخيانة)) التي ارتكزت عليها الأحداث أسئلتها المهمة هي الأخرى. ان الشخصيتين الرئيسيتين في هذه الرواية (هادي الليث) و(جبار بن ضايف) هما شخصيتان افتراضيتان ترمزان الى قوى كبيرة مهيمنة تتفق فيما بينها وتختلف على حساب الآخرين وعلى حساب بعضهما البعض. ويمثلان في الوقت نفسه نموذجين للأساليب الثعلبية المراوغة التي تستخدم للتسلق والوصول الى قمة الغايات والأهداف المتعددة (سياسية، اقتصادية، اجتماعية) بدون تشويه صورة صاحبها. لقد خلق المؤلف امكنة خيالية لها ملامحها الواقعية وان لم تتطابق معها او تحمل أسماءها الصريحة، وبنى شخصياته بناء نفسيا دقيقا لكنه ترك المتلقي يستشف طبيعة كل شخصية منها من خلال السلوك الذي تظهر عليه باعتبار ان ميدان علم النفس الحقيقي هو السلوك الإنساني. اما اللغة التي اعتمدها فقد تميزت بسلاستها وجماليتها وابتعادها عن التكلف او الخوض في مناطق التجريب اللغوي الذي لا يتفق كثيرا مع طبيعة المناخات الروائية ذلك ان طول النص الروائي يحتاج الى لغة سردية واضحة تخلو من الصياغات البلاغية والصورية المعقدة لأنها تتعب ذهن المتلقي وتخلق حالة من الملل وعدم الانجذاب. تآلفت الرواية من أربعة مشاهد رئيسية تألف كل منها من مجموعة مشاهد ولقطات انسجمت مع محتوى العنوان. فمشاهد الجري اوحت ببدء حركة النمر((جبار)) نحو عالم سيده((الليث)) ومشاهد التأهب كشفت عن طريقة إعداد هذه الشخصية ومشاهد الوثوب لخصت صعود نجم تلك ((الاداة)) وتسيدها على ناسها وأهلها اما مشاهد السقوط فقد مثلت النهاية المخزية للنمر المصنوع من ورق. وكان قد اصدر له قبل ذلك الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب مجموعة قصصية بعنوان (أيام العبير) قبل ستة أعوام وله الآن مجموعة جديدة صدرت عن دار الشؤون الثقافية حديثا تحمل عنوان(باخوس المدينة).
(سيناريو حياة النمر) .. رواية أبطالها نماذج للأساليب الثعلبية
نشر في: 21 ديسمبر, 2009: 05:05 م