TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > (خلف بن أمين)

(خلف بن أمين)

نشر في: 21 ديسمبر, 2009: 07:32 م

rnعبدالله السكوتيrnrnيحكى ان صفاراً يدعى خلف بن أمين ، كان مولعاً بتربية الحمام وذا طبع هادئ يميل الى الدعة ، نشأ في وسط مليء بالـ(شقاوات) وهم جماعة كانوا يتصفون بالشجاعة الفائقة والشهامة ، خصوصاً في حماية مناطقهم ، هذا الرجل كان يريد ان يصبح (شقاوة) وهو نحيف البدن هادئ لا يمتلك مزايا (الشقاوات) ، اعتمر (الجرّاوية) ولبس (الكَيوهْ) وبقي يتصيد بالماء العكر ، المهم ادعى (الشقاوة) و كان كلما تحدث سرقة كبيرة او مواجهات بين الجندرمة واللصوص ،
 كان خلف بن امين يأتي في صباح اليوم التالي الى احدى مقاهي (قنبر علي) ، القريبة من داره متلثماً ، ثم يسأل أحد مجاوريه : (خو ما جابوا اسم عمك؟) قاصداً نفسه ، ويتعمد ذلك كأنه كان احد الاشقياء الذين شاركوا في الحادث ، ضجر الحاكم منه حين سمع بأمره فأخبر (الجندرمه) ان يجلبوه امامه اذا استفسر عن حدوث مواجهات و هل ان اسمه ذكر؟ ، فصادف ان حدثت مواجهة وحضر يسأل حسب عادته ، فاقتاده الجندرمه الى الحاكم ففرح خلف فرحاً لا مزيد عليه ، وقال في نفسه: (لا بد انني سأسجن ومن ثم سيشيع اسمي) فلما دخل على الحاكم قال له : (شوف خلف ، طلّع هالكَطنة من اذنك ، لو تطلع براسك نخلة ، ما احبسك ولا أسويك شقاوة) فخرج خلف يجر اذيال الفشل وتبدد حلمه وترك الأسئلة بعدما شاع امره. كم خلف بن امين لدينا الآن ويحاول بشتى الطرق ان يصبح مشهورا مستغلا اية فرصة تأتي في الطريق ، معتبراً ذلك المجد كل المجد والرفعة والسؤدد. متصيدون كثيرون خصوصاً في المواضيع التي تهم السيادة ، معتبرين ذلك دعاية انتخابية لهم ام انه جزء من تلميع الصور وتجهيز الموديل خصوصاً والانتخابات على الابواب ، ان التصريحات التي تطلق وكأن كل واحد من هؤلاء يمثل البلد يحارب ويقاتل ويدافع ، حرب كلامية المقصود منها واضح ومصبها معروف ، لو ندع تحيزنا وانحيازاتنا الى الجوانب التي تحيط ببلادنا ونلتفت الى امر شعبنا ومعاناته خير من المهاترات التي لا تساوي شيئا ويوميا نمر على القنوات الفضائية نسأل : (هل سألوا عن أسمائنا؟). لنخدم الوطن اولا ونفكر بعدها بمصالح الدول المحيطة ، آلاف المرات قلنا اننا لا نريد ان نكون ساحة لتصفية الحسابات والضغائن السابقة بين هذه الدول ، لقد تجرع الشعب ويلات الدمار والحروب وانتهى الى ما انتهى اليه ، دعوه يقرر مصيره ولا يتخذ القرارات نيابة عنه احد ، اي حدث صعب ام بسيط ينبري له المئات من المتكلمين ويبدأون بالتنظير واعلان الحرب الكلامية غير المسؤولة ، متى نكف عن هذا ونحسب ان اية كلمة ممكن ان تتخذ حجة او ذريعة لتدمير بلدنا بالكامل وبالتالي الدول المحيط التي لا تستطيع حماية حدودها والسيطرة عليها لن تكون عونا لنا لتدعنا الى مصيرنا ،و لن تكون مدافعة عن صدور العراقيين التي ثقبها رصاصهم في النهاية ، و المؤمن لا يُلدغ من جحر مرتين.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram