TOP

جريدة المدى > مواقف > هل ينبغي لعلماء الانثروبولوجيا مساعدة الجيش الأميركي في حربه

هل ينبغي لعلماء الانثروبولوجيا مساعدة الجيش الأميركي في حربه

نشر في: 22 ديسمبر, 2009: 03:46 م

ترجمة: إسلام عامر ان تضمين علماء الانثروبولوجيا (علم الإنسان) مع الجيش الأمريكي في العراق وأفغانستان كان في ذات الوقت محط اشادة و سخرية الاكاديميين على انه خرق للعهد الذي أعطاه العلماء والذي ينص على عدم إلحاق الضرر بأي احد. عندما بدأ الجيش الأمريكي برنامجا تجريبيا في عام 2007 لإعطاء الجنود فهم افضل للحساسيات الثقافية في العراق و أفغانستان
 اشاد الكثير من العسكريين و وسائل الإعلام بهذا الامر على انه خطوة كبيرة الى الأمام في جهود مكافحة التمرد. و يدعى هذا البرنامج نظام التعريف بالأرض و الانسان (HTS) (Human Terrain System) و يتضمن هذا البرنامج علماء الانثروبولوجيا و علماء اجتماعيين في الجيش الأمريكي و ذلك لإعطاء الجنود حيوية السياق و التي تعطي الهيئة التي تقام بها العمليات. لكن مجموعة من علماء علم الإنسان (الانثروبولوجيا) هاجموا هذا البرنامج الوليد قائلين ان اشتراك علماء الاجتماع مع قوات المكافحة ادى الى انتهاك القانون الرئيس في الانثروبولوجيا و الذي ينص على عدم إلحاق الضرر بأي احد. و من خلال العمل المباشر مع جنود الخطوط الامامية يشعر بعض علماء الانثروبولوجيا بالقلق من خشية استخدام المعلومات التي يعطيها علماء الاجتماع في برنامج (HTS) في تسهيل عمليات عسكرية مهلكة او في تعريض المجتمعات للخطر. يتمتع برنامج اليوم بمجموعة اساسية من المؤيدين لكنه لايقوم الا بالقليل في معالجة مخاوف علماء الانثربولوجيا. و الآن تتزايد الشكاوى العسكرية و التي تقول بان هذا البرنامج قد ابطأ من نمو القدرة العسكرية لتدريب المحاربين على حساسية الثقافة. الوقت الذي تعد القدرة العسكرية على مكافحة التمرد فكرة حيوية لنجاح عملياتها في العراق و أفغانستان و تحديد قيمة برنامج (HTS) امر متزايد الاهمية. و بدأ القياديون العسكريون الأمريكيون بوضع اهمية متزايدة في فهم الثقافات المحلية و وجهات النظر فضلا عن مكونات النقد في مهمتهم و لذا سيكون السؤال: هل يعمل برنامج التعريف بالارض و الانسان في صالح تحديد الهدف ام ضده؟ نقص وجود قياس تجريبي لفائدة هذا البرنامج «اتمنى ان استطيع القول اني قد رأيت شيئا جعلني اشعر بشعور أفضل (فيما يخص برنامج HTS) لكني لم استطع قول ذلك» هذا ما قاله هيو جسترسون استاذ في الانثروبولوجيا و علم الاجتماع في جامعة جورج مايسون في فيرفوكس بولاية فرجينيا و الذي كانت لديه مخاوف حيال هذا البرنامج منذ إنشائه. و في هذا الربيع اعرب بين كونابل و هو رائد في القوة البحرية عن مخاوفه بشأن هذا البرنامج قائلا ان هذا البرنامج يؤثر سلبا على تطور القدرة العسكرية لما اسماه بـ»برامج الذكاء الثقافي» في مقالة له نشرها في ميليتري رفيو. و كتب بين كونابل «لقد استنزف هذا البرنامج الانتباه او التمويل مما يقارب كل برامج الثقافة في الجيش و استنزف الاهتمام العديد من ذكاء التواصل العسكري» و جادل مونابل بأنه على الرغم من ان الاستخبارات العسكرية تفتقر الى القدرات الثقافية في بداية الحرب في باكستان و العراق الى القدرات الثقافية في بداية الحرب في باكستان و العراق الا انهم تحسنوا بعد ذلك في هذا الامر. و يشير النقاد الآخرون الى صعوبة تحديد قيمة هذا البرنامج و ذلك نظراً لنقص وجود الدللائل القياسية حول اداء البرنامج. ففي الوقت الحاضر لا يتبع البرنامج اي ستاتيكية لإحصاء تأثيره و في النتيجة يقول دايفد برايس و هو معارض قديم لهذا البرنامج و مؤلف لـ»دليل مكافحة التمرد» يقول انه من المستحيل لأي شخص ان يقيس موضوعية جدارة هذا البرنامج:» اني أريد رؤية بعض النتائج الخارجية هنا الا أنهم لا يقومون بها بل يقومون بعمل تافه» نتائج سردية تدعم العلماء الاجتماعيين يقول علماء الاجتماع الذين ينفذون العمل انهم يرون النتائج السردية و الوصفية واضحة بما فيه الكفاية يوما بعد يوم. و قبل انسحاب القوات الأمريكية من المناطق الحضرية في العراق الصيف الماضي و على سبيل المثال قضت كاثلين ريدي و علماء اجتماع آخرون في فريقها قرابة الأسبوع في التحدث الى العراقيين عن مواقفهم و مخاوفهم تجاه الانسحاب الأمريكي و قام الجنود الأمريكان بإجراء محاورات قصيرة مع الناس بينما أمضت ريدي و زملاؤها قرابة النصف ساعة الى ساعة كاملة في الحديث مع كل شخص.و في النتيجة كانوا قادرين على رسم صورة للوضع الذي الذي سمح للجنود الذين كانوا هناك من معالجة المخاوف و تجنب حدوث الأخطاء الكبيرة.و اخذ المشروع ضربته هذا العام عند حصول تغيير تقني عندما وضع جداول لأبحاث الباحثين في (HTS) و بداية من المتعاقدين وصولا الى موظفي الحكومة و الذي قلل أيضاً من الرواتب بنسبة تصل الى خمسين بالمئة.وبعد التغيير الذي يقول العسكريون عنه انه قد صُمم من اجل حماية باحثي (HTS) الاتفاق الأمني الذي دخل حيز التنفيذ استقال 23 بالمئة من العلماء المنتشرين.ان القسم الذي اداه علماء الانثروبولوجيا و الذي ينص على عدم إلحاق الضرر بأي أحد قد وُضِعَ على المحك في تشرين الثاني 2008 بعد ان اعترف احد اعضاء هذا البرنامج بذنب القتل غير المتعمد من خلال اطلاق النار على رجل. و قام الافغانيون بسكب الوقود على عضوة في فريق البرنامج و التي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

العراق يعاني نقصاً فـي تجهيزات المصابين بالأمراض العقلية
مواقف

العراق يعاني نقصاً فـي تجهيزات المصابين بالأمراض العقلية

ترجمة : عمار كاظم محمد كانت أسماء شاكر، أحد المرضى الراقدين في مستشفى الأمراض النفسية في  بغداد، تجلس على بطـّانية مطبوع عليها صورة نمر ، كانت عيونها متثاقلة، فقد بدأ مفعول الأدوية بالعمل ،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram