اقتصاديات القرية.. في كتاب لأم الرئيس الأميركي أوباماترجمة: عادل العامل يجري الآن نشر أطروحة الدكتوراه للفلسفة لأم الرئيس الأميركي أوباما، س. آن دَنهام، بعد 15 عاماً من وفاتها. و قد كتبت دنهام حول صناعة الحِرَفيات في الريف الأندنوسي. إن هذا الكتاب الدراسي الذي يُصبح الأكثر رنيناً في المؤتمر السنوي للجمعية الأنثروبولوجية الأميركية الآن من المحتمل أن يكون أطروحة دكتوراه تُنشر بعد 15 عاماً من وفاة مؤلفتها.
إن (Surviving Against the Odds: صناعة القرية في أندونيسيا) هو من تأليف س. آن دَنهام، أم الرئيس الأميركي أوباما، و هي صلة قربى ذُكرت على الغلاف الأمامي للكتاب. و قد أزاحت عنها النقاب دار النشر في المؤتمر الذي أعقبته جلسة خاصة كُرست لدَنهام و حياتها و عملها. و لقد تحدثتُ، تقول كاتبة المقال جينيفر هاوارد، إلى إبنة دَنهام، مايا سيتورـ نغ Soetoro-Ng، التي هي أخت غير شقيقة للرئيس أوباما، حول حياة أمهما و عملها و كيف تمت الأطروحة حتى مرحلة الطباعة. و قد كتبت الآنسة سيتوروـ نغ مقدمة الكتاب. و كانت قد قضت بعض الوقت هي و أوباما في أندنوسيبا كطفلين بينما كانت دَنهام تعمل مستشارة تسليف و تنمية و تقوم بعمل ميداني للأطروحة. و يبلغ الكتاب 300 صفحة و يركز على قرية حدادة تُدعى كاجار، في مقاطعة يوغياكارتا على جزيرة جاوة. و تم إنجاز العمل اعتماداً على شكله الأصلي، الذي أخذ ألف صفحة و بحث في الاقتصاد الاجتماعي للعديد من الحِرَف اليدوية ذات الأساس القروي، بما في ذلك طريقة صناعة القماش، و الفخار، و عمل الدمى المستعملة في مسرح الظل. و قد أخبرتني سيتوروـ نغ أن امها كانت " براغماتية و رومانسية حقيقية " في الوقت نفسه، مهتمة بالأشياء التي تكون جميلة بتكوينها الخاص و تشكل وسيلة عملية لجعل الحياة اليومية أفضل. " و كانت صناعة المعادن تجسيداً للاندماج بين الفن و المعيشة و بين الجمال و الفائدة الذي كان كثيراً جداً في مجاراته لرؤيتها كمتخصصة في الأنثروبولوجيا، علم الإنسان "، كما قالت سيتوروـ نغ. لقد استمر بحث دَنهام على نحوٍ متقطع حتى عام 1991؛ و قدمت الأطروحة بعد عام من ذلك. و عندما توفيت، في عام 1995، تركت وراءها مجموعة من الأقراص التي تضمنتها كلها. " و قد ظلت جاثمةً في خزانتي لأكثر من عقد من الزمن "، كما قالت لي الآنسة سيتوروـ نغ. و عثرت عليها في أثناء قيامها ببعض التنظيفات. لم يكن لدى دَنهام وقتٌ قبل موتها لجعل الكتاب في شكل قابل للنشر. " و كنت أعرف أنها كانت تأمل في أن يُنشر الكتاب يوماً ما "، وفقاً لقول ابنتها، لكنها لم تكن تعرف من أين تبدأ تحريره. و الآنسة سيتوروـ نغ حاصلة على درجة الدكتوراه في التعليم المقارن العالمي و تعمل الآن في إنجاز كتاب حول تعليم السلام مستمد من خبراتها في تعليم حل النزاع في مدرسة للبنات في هاواي، لكنها ليست أنثروبولوجية. فكان مطمح تحرير رسالة أنثروبولوجيا من ألف صفحة أمراً يتّسم بالإرباك و الحيرة بالنسبة لها. و قد سلّمت مجموعة أقراص الأطروحة إلى أليس ج. ديوي، و هي بروفيسورة الأنثروبولوجيا في جامعة هاواي. و كانت الآنسة ديوي مستشارة لدى دَنهام. و بمساعدة نانسي كوبر، بروفيسورة مساعدة للأنثروبولوجيا في الجامعة، قامت الآنسة ديوي بتشذيب مسودة الأطروحة إلى حجمٍ أكثر قابليةً للتدبير. و المرجح أن يتساءل المتشككون عما إذا كانت نوعية الدراسة هي حقاً ما أوصل كتاب دَنهام إلى الطباعة. و تحاجج الآنسة سويتورو بشأن قيمة عمل أمها و ارتباطه بالتفصيل الثقافي و التعهد الشخصي. تقول ابنة دَنهام: " لقد كان أمراً مؤثراً بالنسبة لي أن أقرأ الأطروحة، لأني أجد أن المؤلفة قدمت دارسة رائعة حقاً و الدراسة شاملة جداً، و مفصّلة جداً، و دقيقة جداً. إنها حِرَفية جداً و تلتزم بأوامر الموضوعية المستخدمة في المجال، إلى درجةٍ ما، لكنها أيضاً مفعمة بالشعور، و من الواضح أن المؤلفة تُعنى على نحوٍ عميق بالآراء و الناس و المكان ". و في كلمة عن الكتاب، بقول أيضاً بروفيسور الأنثروبولوجيا في جامعة بريستون روبرت هيفنَر أن الدراسة جيدة. و قد قابل دَنهام في يوغياكارتا، و هو يمتدح سلامتها كأنثروبولوجية ثقافية. و يكتب قائلاً إن دَنهام أرادت " أن تصحح ميّزات اقتصاد جاوة الريفي" التي وضعت الكثير جداً من التشديد على الزراعة و قدراً غير كافٍ على الصناعة. كما يذكر هيفنَر أن دَنهام كانت منكبة على دحض تصوير فلاّحي أندنوسيا بكونهم مرتبطين بالتقليد و غير عقلانيين، و ميّالين إلى وضع الحاجات الاجتماعية المطنبة فوق الحسابات الاقتصادية الدقيقة ". و تعتبر الآنسة سويتورو أمها رائدة في مجالها أيضاً، إذ " أن عملها في التمويل المصغّر كان ريادياً، و لو أنني لم أدرك ذلك في حينه. و الآن حظي هذا العمل بشعبية كبيرة، و هناك عدد من الناس الذين يرون التمويل المصغر وجهاً مهماً للتنمية القابلة للدعم و الاستمرار ". و كانت دنهام تريد أن ترى تلك الطريقة تُستخدم بشكل واسع، لكنها توفيت قبل أن تحظى بفرصة للمحاولة. " ذلك كان هدفها، أن تصل إلى كل ركنٍ من أندنوسيا، بل و إلى أبعد من هذا "، تقول ابنتها. إن من الممكن أن يجد الكتاب جمهوراً وسط الأنثروبولوجيين و ربما في مجتمع التمويل المصغر. و يستذكر السيد ويس
والدة أوباما.. وصناعة القرية في أندونيسيا
نشر في: 22 ديسمبر, 2009: 03:50 م