بغداد/ المدى بسبب قلة فرص العمل أصبحت البطالة شبحاً يخيم على الكثير من الشباب وان معظمهم يمتلك قابليات ذهنية وبدنية ويجيد الكثير منهم مهناً في اختصاصات مختلفة في ميادين العمل والأعمار والإنتاج , ولكن بسبب عدم وجود تخطيط لاستثمار الطاقات الكامنة لهؤلاء الشباب في بغداد وبقية المحافظات يوجد الكثير من الشباب المتعلم الذي يعاني قلة فرص العمل الأمر الذي يجعله يواجه صعوبات كبيرة للتغلب على متطلبات الحياة.
( عباس فاضل ) الذي يسكن مدينة الشعلة قال لنا : إنا خريج كلية الآداب – قسم الجغرافية لم احصل على وظيفة معينة في أية وزارة أو مؤسسة من مؤسساتها وقد قدمت اليها اوراقي، على الرغم من السلسلة الطويلة من المراجعات المستمرة لم احظ بفرصة واحدة حتى اليوم الامر، الذي دفعني للبحث عن عمل في أي مجال لكي استطيع تغطية نفقات حياتي اليومية، وقد نجحت عن طريق احد أصدقائي العاملين في السوق في إيجار ( بسطية ) أمام احد المحال التجارية لبيع مواد منزلية مختلفة ولكن بعد مدة وجيزة رفعت جميع البسطات من الشارع، ما جعلنا نعود إدراجنا إلى البطالة القاتلة التي لا ترحم احداً حيث بدأت تاثيراتها الكبيرة على مستوى معيشتنا اليومية. وموضحا : أن البطالة أصبحت شبحا يخيم على عقول شريحة واسعة من الشباب ويؤثر عليهم نفسيا وتجد كثيرا منهم عندما يتحدث عن هذا الموضوع يكون متوترا، كما يوجد عدد كبير من الشباب الذين يحملون شهادات علمية في اختصاصات متنوعة، عاطلين عن العمل ولا يستطيعون الإنفاق على أنفسهم بعد التخرج، لأنهم لايجيدون ألا العمل المؤهلين له، الأمر الذي جعلهم يدخلون دوامة الحيرة والقلق بعد أن كانوا يرسمون مستقبلا زاهرا يعقب سنين طويلة من الدراسة تحملوا عناءها حتى استطاعوا الحصول على الشهادة . ويقول ( ميثم كاظم ) يسكن حي اجنادين في بغداد : أن العديد من الشباب يعاني من البطالة من بغداد وذلك لانحسار فرص العمل في جميع القطاعات ونحن مثلا مجموعة من الشباب مازلنا نبحث عن عمل يناسب قدراتنا البدنية والعلمية فجميع الشباب هم خريجو كليات علمية وأدبية ولديهم عوائل ومطلوب منهم الإنفاق عليها . ولتوفير متطلبات الحياة الأساسية في اقل تقدير. موضحا: في الوضع الحالي لا نستطيع تحقيق ذلك الأمر الذي جعلنا نحاول جاهدين البحث عن مهن بديلة وميادين عمل أخرى ولكن دون جدوى أيضا، مشيرا إلى أن ذلك الامر أدى بنا إلى التفكير بوسيلة تخرجنا من هذه الأزمة، حتى لو خرجت عن السياقات العادية لان وضعنا بات يرثى له. ( أيمن عبد الأمير ) خريج كلية الآداب – قسم الاجتماع شاطرهم شكواهم قائلا : أن هناك مشكلة كبيرة تواجه شريحة واسعة وهي تتعلق بقلة فرص العمل وان هناك شباباً متعلماً وغير متعلم يعاني تأثيرات البطالة ومنهم من هو مسؤول عن إعالة إفراد أسرته، من هنا تكون المسؤوليات مضاعفة على عاتق الشباب، وكذلك يوجد لدينا عدد من الطلبة الذين تخرجوا من كليات ومعاهد يعانون من تأثيرات هذه المشكلات، ولابد من أن تكون هناك إلية عمل تصدر عن الجهات المختصة في الدولة تحتوي الشباب وتوفر لهم فرص العمل كلا ضمن اختصاصه، بشكل عادل إضافة إلى ذلك يوجد عدد من أصحاب الحرف والمهن الذين توقفت إعمالهم خلال المدة الماضية وهم بأمس الحاجة إلى فرص عمل جديدة لاسيما وان لديهم خبرة في مجال اختصاصهم يمكن استثمارها في المشاريع الحكومية. فيما ابدى( غسان قحطان ) خريج كلية الفنون الجميلة، رأيه قائلا : بعد أن استبشرنا خيرا بتحسن رواتب الموظفين وزوال بعض القيود والشروط التعجيزية في التوظيف، وجدنا أن الأبواب مغلقة في وجوهنا وذلك لبقاء معضلة التوظيف عالقة وليس من حل لها حتى الان، فالخريجين مازالوا يجدون الأبواب مغلقة إمام تحقيق أحلامهم وأمالهم في إيجاد الوظيفة المناسبة. وشاركتنا الحديث ( هدى احمد ) خريجة كلية الآداب قائلة : إننا نجد الآلاف من الخريجين يطرقون ابواب دوائر ومؤسسات الدولة بحثا عن الوظيفة آو فرصة عمل، كما أنهم يعانون الأمرين في أيجاد الوظيفة المناسبة ويعيشون أزمة حقيقية في البحث عن عمل وهذا الشيء لا يقتصر على فئة معينة أو اختصاص معين حيث نجد الآلاف ومن جميع الاختصاصات درسوا وتأهلوا من اجل العمل لكن عزيمتهم هبطت وكفاءاتهم تعطلت وأصبحوا ألان يعيشون بطالة حقيقية وبعضهم يعيشون بطالة مقنعة إذ نجدهم يعملون في إعمال بعيدة كل البعد عن اختصاصاتهم وبراتب قليل جدا.. وبصراحة العمل ليس عيبا فهو أفضل من مد اليد للاخرين ولكن نبقى نتساءل متى نعمل في اختصاصنا ونمارسه ؟
صعوبة ايجاد فرصة عمل.. هدر فـي الطاقة البشرية
نشر في: 22 ديسمبر, 2009: 04:07 م