بغداد/ وائل نعمة لم يكن يدور في بال خالد صاحب سيارة (أوبل) بأن تعبئة سيارته بالوقود من احدى المحطات في بغداد ستضطره الى استدعاء سيارة السحب لجرها الى شارع الصناعة حيث يجتمع عليها المصلحون ليقولوا له:سيكلفك تصليحها 50 الف ديناروالسبب رداءة الوقود المستعمل في السيارة.
 ابو سلام صاحب سيارة (أوبل) كان قد تقطعت به السبل ولم يجد عملا غير ان يعمل في سيارة والده كسائق تكسي وهو لايملك باعا طويلا في شؤون السيارات وخبرته اقل من ذلك في مجال تصليحها وادامتها . الميكانيكي اكد له أن البانزين قد اثر على (الفيت بمب) ويجب تغييره لان البانزين الذي يستخدمه غير صاف ومضر بالسيارة. لم يكن ابو سلام الوحيد الذي يعاني من مشاكل بالسيارة، بل شكا عدد من المواطنين في بغداد من رداءة البنزين المستخدم كوقود للسيارات بعد إصابتها بأعطاب ميكانيكية، وتبين فيما بعد ان نوعية البنزين المستعمل هي السبب،وان مادة البنزين لايمكن ان تتضح نوعيتها الا من خلال استخدامها كوقود للسيارات، وقد اظهرت الفترة الاخيرة تراجع جودة المادة. مطالبين في الوقت نفسه الوزارة بمتابعة هذه الظاهرة واعادة عمل الفرق التفتيشية الى المحطات. تصليح بالدولار رائحة كريهة اشبه برائحة الغاز كانت تنبعث من احدى السيارات المتوقفة في محطة تعبئة حكومية ، وقد وصفت نوعية الوقود التي تزود بها من هذه المحطة بأنها سيئة جدا وانها تضر بالسيارة وقد انفق صاحبها قبل اسبوع اكثر من 250 دولارا على اصلاحها بسبب الوقود الذي يستعمله. بينما يقول سعيد مثنى: لقد اشتريت سيارة هونداي جديدة قبل شهرين، واتوجه يوميا إلى المحطة القريبة من داري في مدينة حي العامل، الا ان السيارة بالفترة الاخيرة اصيبت بالخلل خاصة في الجوانب المتعلقة بكهربائيات السيارة، والسبب هو تردي نوعية البنزين.واضاف ان اي سائق سيارة يعرف من خلال استخدامها وسرعتها جودة مادة البنزين، فاذا كان جيدا لن تتعثر السيارة و الذي يطلق عليه باللهجة العراقية (الادوانس). مشيرا الى ان امله قد خاب بعد أن تعطلت سيارته واضطر إلى البحث عن شاحنة لتسحب سيارته الى الميكانيكي الذي لم (يقصر) في افراغ جيبه لغرص اصلاح السيارة! وقود مخلوط وحاتم راضي صاحب سيارة نوع (برازيلي) يجد ان جودة البانزين قد اصبحت افضل مما كانت عليه قبل سنة، ففي فترة الازمة السابقة لوقود السيارات كانت معظم محطات الوقود تغش بنوعيته وتضع معه مادة النفط (على حد قوله).وكانت هذه الازمة قد اجبرت الكثيرين على شراء الوقود من اماكن غير شرعية ومن خلال الاطفال الصغار الذين كانوا يتواجدون على الارصفة ويضعون عبوات (البانزين) المخلوطة مع الماء، وهذا مازاد الطين بله. وقد حذا حذوهم في تلك الفترة بعض اصحاب محطات الوقود ولكن خلطوه مع النفط، طبقا لما ذكره اصحاب السيارات. فيما كان عباس صاحب سيارة (كيا) مستاءً من سوء نوعية الوقود الذي يحرق محرك سيارته و يجزم بأن مادة البانزين في بعض المحطات ما تزال تخلط بالنفط، وليس فقط في وقت الازمة السابقة ويأسف عباس على حالة الغش الذي طال كل مرافق الحياة وانضم اصحاب محطات الوقود الى الركب في الفساد المالي والاداري ولن يكون المتضرر غير المواطن البسيط. ويوضح هادي رضا ان الفحوص التي خضعت لها سيارته الشخصية الحديثة قبل ايام اثبتت أن البنزين المعبأ كان مختلطا بالشوائب مما تسبب في تعطل المحرك. وقال: لقد كلفت عملية الصيانة مبالغ مالية إضافية بعدما اضطررت إلى إعادة تنظيف خزان الوقود من البنزين الذي وصفوه بـ (المغشوش)، لكي احافظ على وضعية السيارة من اي عطل او شيء يقلل من سعرها في حالة رغبتي ببيعها. واستغرب موقف مسؤولي الوزارة الذين لم يحركوا ساكنا بالرغم من الشكاوى التي وصلتهم من ضحايا النوعية الرديئة للبنزين في عدد من المناطق على حد تعبيره. مهام الوزارة فيما يشدد حيدر محمد(صاحب سيارة) على ان الوزارة يجب ان تستمر بمتابعتها لمحطات الوقود عن طريق اللجان الفنية والتفتيشية. وقال: ان خزانات الوقود في المحطات كافة سواء الارضية او ذات الاجهزة تحتاج الى متابعة مستمرة من قبل الوزارة لتنظيفها ثم تاتي بعد ذلك مراقبة المحطات عند توزيع الوقود. داعيا الى تحذير اصحاب ومسؤولي المحطات الاهلية والحكومية في بغداد والمحافظات من مغبة التلاعب بمادة البنزين في المنافذ التوزيعية. محطات متقلبة المزاج بينما كان عمار عبد علي محتارا في اية محطة وقود يختارها لتعبئة سيارته بالوقود، ففي الوقت الذي يضع وقودا من محطة معينة يجد في الآخرى نوعية سيئة، وحينما يقرر الرجوع في المرة القادمة الى الاولى يجدها قد اصبحت اسوأ، وهذه الحالة تتكرر دوما حتى اصبح السائق في حيرة من امره فيما سيختار من المحطات لكي لا تقف سيارته عند احد مصلحي السيارات. في حين ان معظم سائقي السيارات لا يعرفون منشأ هذا الوقود ولكنهم يصنفونه الى الوان الاحمر والاصفر والابيض، ويقول ابو حيدر احد مصلحي السيارات:أن البانزين الابيض هو اسوأ انواع الوقود لانه يحوي الرصاص والذي لا يساعد على الاحتراق لذلك سيبقى محرك السيارة يدور دون ان يحرق الوقود بصورة سريعة وهذا ما يؤدي الى استهلاك المحرك. الوقود حظوظ! وفي محطة وقود السعدون ذكر احد المسؤولين