بابل/ اقبال محمد أقام الفنان كريم العامري المعرض الشخصي الثامن الذي أستطاع أن يتعايش مع زمانين أحدهما فيزيائي والثاني ميتافيزيائي له بعُد جمالي لا يمكن قياسه لأنها امتلكت خيالاً من نوعً آخر. وقد استطاع الفنان من خلال الإعمال التي جسدها على خامات متعددة في مفرداتها ان يجعلها تحاكي مفردات حياتنا الاجتماعية والمعاناة التي نعيشها في هذه الفترة
فانطلق للمتلقي الى عالم مفتوح لا نهاية له من المفردات الحسية والإيحاءات اللونية التي تتناغم والواقع الملموس ويعبر اللون عن حياة كاملة لأنه موجود في كل مفرداتتا الحياتية اليومية موظفها لكي يبسط موضوع اللوحة للمتلقي حاله حال المفردات التي استخدمها في لوحاته في هذا المعرض. وقال الفنان/ فاخر محمد ان كريم العامري في معرضه هذا يضعنا إمام تعاويذه الجمالية التي تعيد الاعتبار إلى ماهر مهمل، مهمش، بقايا ملابس، مسبحة أو أحجار يلتقطها من طريق لتتشكل بحكم طاقتها الجمالية الخاصة من الكثافات والإبعاد المتباينة للسطح التي تمنحها طيات الملابس الملصقة على الكانفاس تمنح العين حرية الحركة ومتابعة المسارات المتضادة والمؤسسة للشكل والفضاء والمادة نفسها،هذه الأعمال لا تحتاج إلى وصف لأنها لا تنتمي الى المباشرة والوضوح أو الإعلانية مثل هذا الفن يحمل في جوانبه نوعا من الجرأة في التجريب ومثل هكذا تجريب يحتاج إلى نوع من التجريد ليس في الشكل فقط بل في كيفية إذابة الذات في الأشياء أيا كانت قيمتها ففي هذه المجموعة هناك حوارات بين الفنان وقطعة القماش او مع قميص يحمل رائحة جسد أنساني. فاللون متماه مع التراب وقطعة حجر كل هذه التراكيب تضع الفنان وسط تيار معاكس وهذا بلا شك مغامرة من نوع آخر،الموقف الذاتي من الحياة يدفع الفنان الى تجاوز ماهر سائد جماليا مستعيضا في ذلك بجمال من نوع آخر، صادم رؤية تقنية، هذه الخدمات ومن خلال الفن تحاول إن تتخلص من غربتها وسط محيطها الجديد، الفن هنا يعيد موضوعاتها وتأليفها، بمعنى يعيد لها حياتها وحركتها وهذه الإشكال تتعايش مع زمانين احدهما فيزيائي يمكن تلمسه والثاني ميتافيزيائي له بعد جمالي لايمكن قياسها لأنها امتلكت خيالا من نوع آخر، خيالا للمادة نفسها عندما تتشكل لو تتشكل بحكم وجودها الخاص مع قطعة الملابس من خلال الفن فتحولت من العدم إلى جمال من نوع آخر. وقال الفنان/ خضير الزيدي: يستدعي الخطاب الجمالي والتعبيري للفنان كريم العامري كشف الكثير من الدلائل والمؤشرات الباطنية لواقع لطالما كان مليئا بالمتناقضات وتجدر الإشارة هنا الى إعمال سابقة أصبحت جزءاً من الهوية الفنية الملاصقة له فأعمال تضم محتويات إنسان (نصفه هم ونصفه أمل) لا يمكن إن لا نلتفت إليها وإعمال احتوت دلالة صوفية لا يمكن الاستغناء عنها وهذا المعرض الأخير كشف عن إسرار للغة بصرية جميعنا نتلهف لهمسها ولرؤيتها فهذه التكوينات التي نبصرها اليوم تعيدنا الى لحظة تكشف عن قيمة الإنسان في الوقت الراهن. وأكد كريم العامري أنه استخدم في هذا المعرض،، ثلاثة خطابات بصرية على السطح التصويري الواحد لتكوين مجموعة نصوص، الخطاب الأول: استخدام المواد أو المفردات الشعبية بشكل صريح لتكوين كثافة بصرية عن السطح التصويري،والخطاب الثاني هو استخدام تقنيات التنفيذ الحديثة بتوظيف الفن الرقمي ليكون مكملا للخطاب الأول وبذلك يحقق حوارا ثنائيا بين الأشكال والمفردات،الخطاب الثالث هو استخدام تقنيات التنفيذ التقليدية كالحذف او الإضافة او إنهاء لبعض الزوائد في العمل الفني وبذلك كونت خطابا آخر داخل الحوارية،، حيث شرحت من مفهوم الحوار الثنائي ومفهوم الحوار الثلاثي بين مكونات العمل بشكل عام والحوار الرابع هو المتلقي، وهذا المعرض هو خلاصة معارض سبعة فيها نوع من التجريب، إما المطروح أو المعلق على الجدران من حوارات بصرية.. نصب في معالجة لمناطق الخلل في مخلفات الإنسان وتحويلها من موطن للقبح إلى مواطن للجمال.
فـي معرض كريم العامري.. المتلقي امام تعاويذ جمالية
نشر في: 22 ديسمبر, 2009: 04:54 م