بغداد/ المدى اعيتها الحيلة بعد ان نضب معينها، وفضلت الانزواء في مطعم شعبي لصنع الطعام وتقديمه للزبائن على حمل القلم وطبخ المقالات الصحفية التي كادت تحرمها من فلذة كبدها ابنها الوحيد قتيبة. انها الاعلامية انتصار فاضل حسين التقيناها مصادفة وهي تقدم لنا طعام الغداء في مطعم وسط بغداد،
وعندما سألتها عن طبيعة عملها والمضايقات التي تتعرض لها لكونها تعمل في مطعم شعبي مزدحم بالرجال فقالت بنبرة أسى بالغة: كنت اعمل مثلكم واكتب في صحف عديدة بعد احداث عام 2003 ولكني تلقيت تهديداً بالقتل بعد ان نشرت موضوعا عن ازمة البنزين، وخطفوا بعدها ولدي قتيبة ولم استطع اعادته الا بعد ان دفعت لمن خطفوه مبلغاً كبيراً من المال استدنته من أقاربي. وحاصرني الدين وزوجي يعمل يوماً ويجلس اسبوعاً، كما اني وجدت ان العودة لعملي ذاته محض فكرة غبية، وبحثت كثيراً ولم اجد غير هذا المطعم الذي وفرلي معيشتي أنا وأولادي الخمسة والحمد لله الذي لاينسى احداً. واقوم بطبخ وتقديم الطعام واي عمل شريف ولكني اعتب على الجميع لأنهم نسوني! وحول قصتها يقول صاحب مطعم العمار الذي تعمل فيه: ان انتصار امرأة مجتهدة وهي تعمل معي منذ ثلاث سنوات، وتقول انها كانت تكتب في الصحافة، الا ان ظروفها الصعبة ابعدتها عن مهنتها برغم انها خريجة كلية الاعلام، وهي الآن مرتاحة معنا وفي أمان وهذا أهم شيء.
صحفية تعمل طباخة في مطعم شعبي
نشر في: 22 ديسمبر, 2009: 05:50 م