اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > المكتبات وثقافات الشعوب في التاريخ (1-2)

المكتبات وثقافات الشعوب في التاريخ (1-2)

نشر في: 22 ديسمبر, 2009: 05:57 م

وارد بدر سالم عادة ما نستعين بالتأريخ لتوثيق مراحل الحياة البشرية والنشوء الإنساني العام، لنحيط بكافة معطياته الخلاقة التي أدت الى نشوء الحضارات الإنسانية والاجتماعية والثقافية الفكرية العامة . وفي موضوعة شاملة كموضوعة نشوء المكتبات سنجد أنفسنا أمام فيض واسع من المصادر التي وثقت نشوءها ووقفت على مسببات تاريخية كثيرة وكبيرة في بحث الإنسان عن الرقي عبر المعرفة،
 على أن هذا التوثيق بشموليته سيقف هو الآخر على عصر الكتابة الذي فتح آفاقاً فسيحة للشعوب لتنتج حضاراتها وتنمّيها عبر العصور، وتكون فاتحة هائلة لتبصير الشعوب بحياة أكثـر جمالاً وانفتاحاً .كان ابتكار الكتابة فتحاً بدأ ولن ينتهي، ومن خلاله أنتج الإنسان معارفه ووثقها، فانتقل من العصر الشفاهي الى عصر التدوين، مستفيداً مما تمنحه له الطبيعة من تجليات مختلفة، ليبتكر الورق، بعدما كان أسلافه في العصور الأولى يدونون يومياتهم السياسية والاقتصادية والأدبية على الحجر والجلود والرق، ثم يكون الكتاب حافظة للأجيال والعصور والمراحل الإنسانية الكبيرة والصغيرة . شكل الكتاب ثروة لا غنى للإنسان عنها في كل زمانٍ ومكان.ومن هنا جاءت فكرة المكتبات التي تخزن هذا الفيض المعرفي وتؤجل نسيانه الى المراحل التالية حيث تطورت الحياة وابتكرت الحضارات الإنسانية طرقها العظيمة للحفاظ على ثرواتها الثقافية والفكرية والمعرفية العامة عبر المخطوطات والمصنفات .لتكون المكتبات هي الحاضنة الأولى للكتاب والمعرفة .. وهي التي بدأت من عصر الحجر والجلود والرفوف الخشبية لتصل الى عصر المكتبة الإلكترونية بكامل برامجها المعروفة. نشوء الحضارات ونشوء المكتبات، دراسة المكتبات والتحقيق فيها هو دراسة تواريخ مختلفة من حياة الشعوب والأمم في بناها الفكرية والشعبية والتراثية والثقافية والنفسية وكل ضروب حياتها المختلفة ؛ وعطفاً على هذا فإن المدونات التاريخية توغلت كثيراً في التاريخ القديم لتبحث عن العصر الكتابي وما تلته من عصور انبجست فيها جمرة الكتابة والكتاب والمكتبة، لذلك بات من الثابت أن تاريخ المكتبات ارتبط بالشرق القديم الذي قامت فيه عدد من الحضارات . ففي بلاد الرافدين أنشأ السومريون عدداً من المكتبات تضم مئات الآلاف من الألواح الفخارية التي تعبر عن أعمالهم وأفكارهم وكان ذلك في أوائل الألف الثالثة قبل الميلاد وأهم تلك المكتبات تلك التي وجدت في مدينة (ماري) السورية الواقعة على نهر الفرات ومكتبة (بيت اللوحات الكبير) التي وجدت في مدينة (أور). وقد عثر في مصر على مخطوطات من لفائف البردي ترجع في تاريخها إلى ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد، وقد وجدت داخل الأهرام والمقابر المختلفة كانت عبارة عن وثائق في حيازة الكهنة ورجال الدين، وقد استمرت عادة تكوين المكتبات على ألواح الطين طوال الدولتين، البابلية والآشورية في القرنين السابع والثامن قبل الميلاد . . وفي وادي نينوى وجدت حجرة مملوءة إلى ارتفاع نصف متر بألواح مكتوبة وحينما تم اكتشافها اتضح أنها جزء من مكتبة كانت لمعبد نيبو الذي يرجع وجوده لحكم الملك سرجون205-721ق . م . واخترع العراقيون القدامى في الالف الخامس قبل الميلاد المكتبات وكان هذا الاختراع فتحا حضاريا مهما في تشكيل المعرفة للإنسان وما كانت الحضارة العراقية تزدهر لولا اختراع الكتابة والمكتبات التي تقدم بها الإنسان .عرفت الكتابة في البداية بمادة اولية وهي الطين وقد سميت الاماكن التي تدون بها الكتابات (بيت الرقم) او (بيت الالواح) وكان الترقيم يسمى (دب)ويسمى المكان معبدا ويتألف من حجرة او حجرتين تحتويان على مجموعة من الرقم الطينية.. التاريخ مصدراً وتاريخ نشأة المكتبات هو تاريخ الكتابة في العالم، بدأ حينما حُفظت الكلمة المكتوبة على العظام والطين والمعادن والشمع والخشب والبردي والحرير والجلد، فكانت هناك مكتبات الطين في بلاد الرافدين القديمة حين اكتشفت الألواح الصلصالية ومكتبات البردي في مصر .ومكتبات جلود الحيوانات التي اكتشفت المئات من مخطوطاتها في منتصف القرن العشرين بكهف قريب من البحر الميت، فسميت صحائف البحر الميت وهي تحتوي على أقدم كتابة للإنجيل . ومع نشوء الحضارات الأولى كانت المكتبات الفخارية ملحقة بالقصور الملكية والمعابد لحفظ المراسلات والمعاهدات والمعاملات والسجلات يديرها ويشرف عليها كهان المعابد والوزراء كمكتبة (إيبلا) التي حوت أكثر من ستة عشر ألف من الرُقُم الطينية مكتوبة بالخط المسماري، كما أن المصريين القدماء أسسوا مكتبات عديدة، منها مكتبة رمسيس ومكتبة (أتفو) وساعد في ذلك أن مصر كانت مصدر مادة الكتابة في القديم عندما استعملت ورق البردي مادة للكتابة . وقد بدأ إنسان ما قبل التاريخ بتسجيل أفكاره على هيئة نقوش محفورة على جدران المعابد والكهوف.وقد أبرزت الحفريات الحديثة في بلاد ما بين النهرين للعيان ألواحًا من الطين عليها كتابة ترجع إلى أربعة آلاف سنة قبل الميلاد.. وتعتبر أقدم هذه الألواح من الوثائق التاريخية متجمعة في أماكن خاصة من المعابد والقصور والتي تعتبر بداية نشأة المكتبات . فراعنة المكتبات وفي مصر القديمة أنشأ الملك الفرعوني (خوفو) مكتبة باسم (بيت الكتابات) سنة 2500 قبل الميلاد . وكذلك بنى الملك رمسيس الثاني مكتبة في قصره ضمت أكثر من عشرين ألفاً من ملفات البردي كما أنشأ عدداً ك

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram