rnحازم مبيضينrnrnمؤكد أن العلاقات السورية اللبنانية، ليست بعد زيارة سعد الحريري إلى دمشق، كما كانت قبل الزيارة، التي يصفها البعض بأنها تاريخية، وبأنها تحول دراماتيكي في علاقات البلدين، وأشاد بها الحريري نفسه، وقال إنها كانت مبنية على الصراحة والوضوح، مشيرا إلى اتفاق على خطوات عملية تجسد تحسن العلاقات بين البلدين، كما وصفتها بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في الرئاسة السورية بالودية، وأنها تركزت على العلاقات المستقبلية، ووضع خطط للارتقاء بها،
وتفعيل عمل المؤسسات بينهما، والمهم أنها لم تتطرق إلى موضوع المحكمة الدولية، الخاصة باغتيال الشهيد رفيق الحريري، غير أن الجانبين اتفقا على أن موضوعها بات شأنا دولياً، وأن الجميع يريدون الحقيقة. كل ذلك لا يمنع من توقع تطورات في المشهد السياسي اللبناني تتعلق بتكتل ١٤ آذار الذي بنيت حركته على القرار ١٥٥٩ لكن المؤكد أيضاً أنها ستكسر ما هو متراكم من الجليد الموجود وتفتح آفاقاً من التعامل بندية وأخوية بين البلدين في آن معاً، لكن ذلك كله يستدعي بعض الانتظار لمعرفة مدى استجابة دمشق للمطالب اللبنانية، وهي ليست قليلة وليس من السهل على عاصمة الأمويين قبولها. واضح أن الزيارة ستسفر عن تناغم في مجلس الوزراء اللبناني، ﻷن مؤيدي دمشق سيكونون أكثر ميلاً للتعاون الايجابي، ولان الحريري أبدى استعداده للتجاوب مع المطالب السورية، شريطة أن تكون ندية وسيادية، غير أن الكثير من ساسة لبنان يرون أنه وإن كان للبلدين عدو مشترك هو إسرائيل ما يستدعي تنسيق مواقفهما، فان الخصومة مع دمشق لن تنتهي بلمسة سحرية، وأنها تحتاج إلى وقت قد يكون قصيراً، إذا كانت التصرفات السياسية متناسبة مع هذا الطموح ، وليس صحيحاً أن فريق ٨ آذار حقق انتصاراً بهذه الزيارة، لان السوريين لن يعيدوا عقارب الساعة إلى الوراء، ولن يعودوا إلى لبنان إلا من خلال حلفائهم، الذين يقرون اليوم بأن الحريري بخطوته هذه كان رجل دولة بامتياز، يمثل جميع اللبنانيين وليس تيار المستقبل أو فئة معينة من اللبنانيين. الحريري الذي يأمل بفتح آفاق جديدة بين البلدين، وهو ينظر إلى الأمور من موقع نصف الكوب الملآن، ويأمل أن تحل الأمور بشكل هادئ وصريح، وبما يفيد البلدين، ويراهن على المستقبل لبنائه بشكل أفضل يفيد الشعبين والدولتين، ويريد علاقات مميزة مع سوريا مبنية على الصراحة والصدق، يواجه بتمنيات بعض حلفائه لو أن هذه الزيارة أتت في إطار مختلف، وتضمّن برنامجها ملفات واضحة، تكون أساس اجتماعات دمشق، لكن هؤلاء الحلفاء لا يرفضون زيارته لدمشق، وهو لم يكن يتوقع قيام البعض فور انتهاء زيارته لدمشق، بالهجوم على حافلة ركاب سورية في شمال لبنان، ما أدى إلى مقتل عامل سوري في السابعة عشرة من العمر، وما دعى وزير الخارجية السوري لمهاتفة نظيره اللبناني ومطالبته بإعلام سوريا بالسرعة الممكنة بمجريات ونتائج التحقيقات التي تجريها السلطات اللبنانية وتحديد الفاعلين ومن يقف وراءهم، وهم بالتأكيد وبشكل يستبق أي تحقيق من المتضررين من هدوء الأمور بين بيروت ودمشق، ومن المتضررين من نجاح الحريري، ومن المتضررين من استعادة وطن الأرز لعافيته وانطلاقه مجدداً في طريق النماء والتقدم .
نجاح مؤكد للحريري
نشر في: 22 ديسمبر, 2009: 06:59 م