عبدالله السكوتييحكى ان احد الحلاقين لا يملك مرآة في حانوته ، فحضر احد الاشخاص لحلاقة رأسه ولما استوى على الكرسي سأل الحلاق: (رحم الله والديك قل لي من اكثر برأسي الشعر الأسود أم الأبيض؟) فأجابه الحلاق: (اصبر شويه ، يوكَع بالفوطه وتشوفه).
ويظهر ان هذه القصة قديمة في بغداد يرتقي عهدها الى المئة الرابعة للهجرة ، ولا يزال اهل بغداد يتناقلونها بدليل ان ابا الفضل عبيد الله بن احمد الميكالي اوردها شعراً فقال : قال لمن يحلقه وشعره مختلط بالله قل ما لونه أأسودُ أم أشمط فقال رفقا يا فتى بين يديك يسقط الكيانات التي تتسابق على نيل أصوات العراقيين كثيرة لكن مع هذا يجب ان نصبر ونرى الأبيض من الأسود ونخبر ونمحص كل كيان لأن (غلطة الشاطر بألف) كما يقولون ويكفينا اخطاءً لأن الامر لا يحتمل مزيداً منها، السنين الأربع القادمة مصيرية بالنسبة للعراقيين فهي التي ستحدد نوع الحكومة المقبلة ونوع مجلس النواب ايضا ، ولكن مع تلكؤ المجلس الحالي في اتخاذ القرارات المهمة اثبت انه مجلس يدين بولائه للوطن لا غير، مع اختلافه عندما حاول العراق ان يدول قضية تفجيرات الاربعاء، لكنه اتفق اخيرا على الوقوف صفا واحدا مطالبا ايران بالانسحاب من حقل الفكة النفطي، مع وقفة جادة من جميع ابناء الشعب العراقي ، هذا هو المطلوب الولاء للوطن والوطن فقط ، لا مذهبية ولا انكفاءات ولا ارتباطات خارجية ، كنت على مدى الأربعة ايام الماضية اتابع تصريحات النواب من جميع الطوائف فوجدت حالة صحية تنبئ بخير كثير وفي نهاية دورته الانتخابية اثبت مجلس النواب انه عراقي مئة في المئة وهذا ما يحسب له ويجعلنا نعيد حساباتنا في كل ما قلناه عن هذا المجلس فقد توحد واندفع بكل قوة يرفع شعار الوطن الواحد امام اية تهديدات كانت ومن أي دولة من دول الجوار ، صبرنا واستطعنا ان نميز الابيض والاسود هذا جوهر قضيتنا ، قوتنا في وحدتنا وضعفنا في تفرقنا ، رأينا تصريحات النواب ووجدنا ان الشمال والغرب والجنوب مع اختلاف التسميات كتلة واحدة امام التهديدات الخارجية وهذا يعني ان الوطن بخير رغم التهديدات ورغم محاولات دول الجوار التي تصب في اجهاض تجربة العراق. لاضير ان ماحدث في حقل الفكة يجعلنا نعيد النظر بثقتنا العمياء بدول الجوار، وعلى وزارة الخارجية الا تدخر جهدا في العمل على ترسيم الحدود مع الجارة ايران وايجاد مخرج لاتفاقية الجزائر التي اعطى خلالها العراق تنازلات كثيرة، كي يطبق قطبي الرحى على الثوار الاكراد آنذاك ، فدفع صدام اراضي ومياها من اجل القضاء على الثورة الكردية ، ولذا على وزارة الخارجية اعادة النظر بهذه المعاهدة مع شرح ظروفها والخروج من مأزقها غير المنصف.
هواء في شبك: (اصبر شويّهْ ، يوكَع بالفوطهْ وتشوفهْ)
نشر في: 25 ديسمبر, 2009: 08:22 م