بقلم / زيدان الربيعي هناك نجوم قلائل يصمدون في ذاكرة الناس على مدى طويل من الزمن، لكونهم يتركون أثرا طيبا خلفهم من خلال البصمات العديدة التي يقدمونها فوق المستطيل الأخضر الذي كافأهم بالخلود الطويل في ذاكرة الجمهور الرياضي.
في زاوية (نجوم في الذاكرة) سنحاول الغور في مسيرة أحد نجوم المنتخبات العراقية السابقين الذين ترفض ذاكرة جمهورنا مغادرتهم لها، حيث صمدوا في البقاء فيها ببرغم مرور عقود عدة على اعتزالهم اللعب وحتى قسم منهم ابتعدوا عن الرياضة برمتها أو غادروا العراق إلى بلدان أخرى. نتحدث في الحلقة التاسعة والثلاثين عن مسيرة لاعب فريق الطلبة والمنتخبات العراقية السابق شامل كامل الذي ولد في محافظة ديالى في أربعينيات القرن الماضي ولعب أكثر من أربعين مباراة دولية ، إذ سيجد فيها القارئ الكثير من المحطات والمواقف المهمة والطريفة. بداياته بدأ شامل كامل ممارسة لعبة كرة القدم في مدرسة " الحميدية " الابتدائية في محافظة ديالى وبعد ذلك اتجه إلى ممارسة اللعبة مع الفرق الشعبية ومن ثم انضم إلى منتخب محافظة ديالى في بطولة الجمهورية وكان حبه للرياضة وللعبة كرة القدم تحديدا السبب في اختياره كلية التربية الرياضية في جامعة بغداد لكي يعزز موهبته في لعبة كرة القدم من خلال العلم الرياضي. ونظرا لمستواه الجيد تم ضمه إلى منتخب كلية التربية الرياضية في بطولة الجامعات خلال ستينيات القرن الماضي. ومن خلال فريق الكلية المذكورة تم ضمه إلى منتخب جامعة بغداد الذي أصبح فيما بعد الأساس الذي بني عليه فريق الجامعة " الطلبة حاليا " وقد تأهل هذا الفريق للعب في دوري الكبارفي نهاية ستينيات القرن الماضي لكنه لم يصمد فيه طويلا إذ عاد في الموسم التالي إلى دوري الدرجة الثانية. يتحدث شامل كامل عن مسيرته مع المنتخبات الوطنية بالقول: في عام 1971 تم اختياري إلى المنتخب الوطني من قبل المدرب الراحل عادل بشير للمشاركة في تصفيات المجموعة الغربية لبطولة آسيا التي جرت في الكويت وقد لعبت مباراتي الدولية الأولى ضد المنتخب الكويتي وبعدها لعبنا في تايلاند في نهائيات بطولة أمم آسيا تحت أشراف المدرب عبد الإله محمد حسن وكان الراحل عمو بابا مساعدا له ، ثم اشتركت في بطولة كأس فلسطين الأولى التي جرت في بغداد عام 1972 والثانية في ليبيا عام 1973 فضلا عن بطولات أخرى وقد خضت آخر مبارياتي الدولية ضد المنتخب اليمني في بطولة كأس فلسطين الثانية، حيث عاصرت العديد من اللاعبين البارزين في تاريخ الكرة العراقية أمثال ستار خلف، علي كاظم، عبد كاظم، دوكلص عزيز، شدراك يوسف، صبيح عبد علي، علاء احمد، فلاح حسن، صاحب خزعل وآخرين. وعن أجمل مبارياته يقول شامل: لعبت أجمل مبارياتي ضد المنتخب الجزائري في بطولة كأس فلسطين الأولى عام 1972 التي جرت في بغداد وسجلت فيها هدفين وقد انتهت المباراة لصالح منتخبنا بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد. وبخصوص أصعب المدافعين الذين واجههم في الملاعب يقول شامل كامل: إن أصعب المدافعين الذين واجهتهم في حياتي الرياضية داخل الملاعب المحلية هو اللاعب الدولي السابق مجبل فرطوس، لأنه مدافع قوي جداً وكنت أجد صعوبة في اجتيازه ، أما عربيا فكان لاعب منتخب مصر ابراهيم يكَن ، لأنه لاعب قوي جدا وعنيف ويمتلك قوة جسمانية هائلة جدا. وعن أجمل أهدافه يقول: في وقتنا لم يكن هناك تخطيط دقيق مثل الذي يحصل الآن في عالم التدريب، لكن مع ذلك فأن أجمل هدف سجلته في حياتي الرياضية جاء عن تخطيط ودراسة مسبقة حصلت في الوحدات التدريبية التي سبقت مباراتنا مع الجزائر في بطولة كأس فلسطين الأولى في بغداد عام 1972،حيث طلب المدرب الراحل عادل بشير من اللاعب دوكلص عزيز في حالة حصول منتخبنا على خطأ قريب من منطقة الجزاء بأن يمرر الكرة لي وأنا أقوم بتسديدها نحو المرمى وعندما حصلنا على الخطأ أمام منطقة الجزاء قام دوكلص عزيز بتمرير الكرة لي وسددتها بقوة هائلة هزت شباك الحارس الجزائري بعنف، كما اعتز بأهداف أخرى سجلتها في الملاعب المحلية لكن ابرز هذه الأهداف هو الهدف الجميل الذي سجلته في مرمى فريق مصلحة نقل الركاب الذي كان يحرسه الحارس الدولي المعروف احسان بهية الذي كان يمتاز بالطول الفارع وبالقوة الجسمانية وقد جاءتني كرة عالية من الجانب فقفزت نحوها بقوة وارتقيت عاليا وسبق رأسي يدي الحارس بهية وأسكنت الكرة في المرمى ليكون هذا الهدف له طعم خاص جدا وقد جاءني أحسان بهية بعد المباراة وسألني كيف تمكنت من الارتقاء أعلى مني لأنه كان أطول مني مرتين. وعن اللاعب الذي كان يرى صورته فيه بعد الاعتزال يقول شامل كامل: كنت العب دائما في مركز الجناح الأيمن أو ارجع في بعض الأحيان إلى الخلف وقد كان اللاعب الدولي السابق احمد صبحي هو الأقرب إلى أسلوبي في اللعب داخل الميدان، بينما أرى صورتي الآن في اللاعبين نشأت أكرم وقصي منير لأنهما يلعبان بفكرهما كثيرا وهذا جانب مهم جدا في لعبة كرة القدم الحديثة، مع العلم انه في وقتنا اللعب يتم عبر السرعة والقوة ، أما اليوم فقد اختلف الوضع تماما، حيث بات كل شيء محسوبا من خلال الخطط والاستعدادات التي يقوم بها الفريق قبل الم
شامل كامل .. صاحب أول هدف عراقي عن طريق" التخطيط "
نشر في: 29 ديسمبر, 2009: 05:12 م